أهالي الغوطة الشرقية يعودون قريباً إلى قراهم المحررة

أهالي الغوطة الشرقية يعودون قريباً إلى قراهم المحررة

أخبار سورية

السبت، ٢٣ ديسمبر ٢٠١٧

ذكرت مصادر رسمية  أن الحكومة تسعى لإعادة سكان الغوطة الشرقية قريباً إلى قراهم وبلداتهم ومنازلهم سواء من خلال المصالحات أو عبر قيام الجيش العربي السوري بعمل عسكري يعيد هذه المناطق إلى حضن الوطن .
وأوضح عضو مجلس الشعب علي الشيخ مقرر لجنة المصالحة في تصريح خاص لـ"سبوتنيك" أن هناك جهود حكومية وشعبية تسعى لتحقيق مزيد من المصالحات في بلدات ريف دمشق الشرقي بعد نجاحات كبيرة تحققت في هذا المنحى في داريا وسعسع وكناكر والزبداني ووادي بردى والمعضمية بريف دمشق مشيراً إلى أن أبناء ريف دمشق في منطقة القلمون الشرقي وفي الغوطة الشرقية يعملون على مدار الساعة لتحقيق هذا الهدف ومن بينهم سكان المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة بهدف تحقيق تسوية شاملة وإنهاء المظاهر المسلحة في شرق دمشق.
 
وأشار عضو مجلس الشعب إلى أن أهالي الغوطة الشرقية المهجرين من قراهم التقوا رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس خلال تفقده القرى المحررة في تلك المنطقة برفقة وفد حكومي وطالبوا بالعودة إلى بيوتهم وبدء أعمال إعادة الإعمار في قراهم ووعد رئيس الحكومة الأهالي بإمكانية عودتهم وبدء أعمال الزراعة في مناطقهم فيما يتابع محافظ ريف دمشق المهندس علاء منير إبراهيم الجهود لتحقيق هذا الأمر خاصة وأن هناك عدد كبير من سكان الغوطة هُجّروا من قراهم ومنازلهم بفعل الإرهابيين وهناك توجه رسمي لإعادة هؤلاء السكان إلى منازلهم التي تقع ضمن المناطق التي حررها الجيش من المجموعات المسلحة.
وحول الجهود التي تبذلها الحكومة السورية لتخفيف معاناة سكان الغوطة الشرقية قال مقرر لجنة المصالحة في مجلس الشعب: الدولة السورية أخذت على عاتقها تأمين الخدمات والمستلزمات في مجالات الصحة والمياه والكهرباء والتعليم لهذه المناطق لكن الإرهابيين يمنعون وصول هذه الخدمات ويعرقلون عمل فرق المعالجة ويضيّقون على الطلاب والمدرّسين فيما تتوفر في المناطق التي عادت لسيطرة الدولة السورية ومنها مدينة المعضمية في ريف دمشق الجنوبي الغربي كل الخدمات حيث رصدت الحكومة ملياراً و200 مليون ليرة سورية لتأمين الكهرباء والمياه والأفران والصرف الصحي في بلدتي الجديدة والهيجانة وقرى أخرى بريف دمشق الشرقي لكن المجموعات الإرهابية المسلحة تعيق ذلك وتأخذ تلك المناطق والبلدات مع سكانها رهينة لكننا نأمل أن تتمكن الحكومة في القريب العاجل من تقديم كل حاجيات سكان تلك المناطق وإنهاء معاناتهم سواء من خلال المصالحات والتسويات أو عبر القيام بعمل عسكري من قبل الجيش السوري ضد المسلحين الرافضين للمصالحة.
 
ولم يفرق الشيخ بين تنظيمات "جيش الإسلام " و"فيلق الرحمن" و"جبهة النصرة" في ضوء الصراع الدائر فيما بينها وآثاره على فرص التسوية وقال: الإرهابيون خرجوا من رحم واحد وإن اختلفت التسميات وقد أدى تضارب المصالح إلى اقتتال مستمر فيما بينهم الأمر الذي انعكس سلباً على المواطنين الآمنين ممن أجبرتهم الظروف على البقاء في مناطق تواجد الإرهابيين بالغوطة الشرقية وسقط الكثير من الأهالي ضحايا لهذه الاشتباكات المصلحية بين المجموعات المسلحة.
 
واستبعد عضو مجلس الشعب أي دور عربي مؤثر لمعالجة واقع الدول العربية المأساوي وقال: الرهان خاسر على أنظمة عربية عميلة تنفذ أجندة إسرائيلية فالنظام السعودي ينفذ مخططات خارجية من خلال تدمير اليمن وقتل سكانه المدنيين أطفالاً ونساءً ويهدر أموالاً طائلة في حربة الظالمة على اليمنيين.
 
وأضاف: كلنا تابعنا عبر وسائل الإعلام مئات مليارات الدولارات التي تسلمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من السعودية مؤخراً خلال زيارته للمنطقة فيما أقلعت طائرته من الرياض إلى فلسطين المحتلة بشكل مباشر وهذا ما يشكل حرفاً للبوصلة العربية من القدس بهدف خلق صراع وعداء مع إيران التي تدعم القضايا العربية والإسلامية في كل المحافل الدولية بكل الوسائل والأشكال وبالتالي فإن هذه الأنظمة لا تريد تحقيق تسوية لا في سورية ولا في غيرها من الدول العربية وهي تشكل سبب البلاء لما يحصل اليوم من حروب وفوضى وعبث في المنطقة العربية.
وتابع مقرر لجنة المصالحة قائلاً: هذه الأنظمة تؤدي عملاً وظيفياً لتسويق الفكر الأمريكي والصهيوني وليس لديها مشكلة في تنفيذ تعليمات الاستخبارات والسفارات الغربية إلى جانب أنها تبدد الطاقات والإمكانات العربية عبر إثارة الأزمات والحروب والنزاعات.
 
وأضاف الشيخ:"تابعنا منذ أيام عبر محطات التلفزة خبراً عن ضبط قافلة للسلاح والعتاد كانت معدة للتهريب إلى الإرهابيين الموجودين في الغوطة الشرقية وهذا مؤشر على استمرار الدعم للإرهابيين من قبل تلك الأنظمة لكن نجاحات الجيش السوري والتفاف الشعب السوري حوله حد من تأثير هذه الأنظمة على المجموعات المسلحة" فيما لا يزال الغرب والأمريكيون والإسرائيليون ودول خليجية يمولون الإرهابيين في سورية.
 
وحول العلاقة التي تربط المعارضة السياسية في الخارج مع المجموعات المسلحة في الداخل السوري علق عضو مجلس الشعب بالقول: "من يسمون أنفسهم معارضة الرياض ومنصات موسكو والقاهرة لا تربطهم أي صلة بالمجموعات المسلحة في سورية لكنهم ورطوا الكثير من أبناء سورية في هذا العمل العبثي الذي يخدم مصالح أعداء سورية.
 
وأردف قائلاً: هؤلاء المعارضة لا يختلفون كثيراً عن الإرهابيين الذين حملوا السلاح ولازالوا يضمروا العداء لدمشق ونحن نراهن على أن يدرك الشعب العربي في تلك الدول ما يحاك ضد مصالحهم وليكتشفوا بأن الأنظمة الحاكمة في بلدانهم تتسلط على مقدراتهم وشعوبهم وتجلب الويل لهذه المنطقة".
وختم مقرر المصالحة في مجلس الشعب السوري حديثه بالقول: نوجه الشكر للأصدقاء الروس ولهم منا كل التحية والتقدير من كل أبناء سورية فالجهود التي يبذلونها عادت بفوائد كبيرة على السوريين وقد وقفوا وقفة رجل إلى جانب سورية وبفضل جهودهم أدركت مجموعات مسلحة كثيرة أن هناك من ورطها في هذه الحرب التي تسعى إلى تدمير سورية وحالياً تتواصل الجهود لإعادة هذه المجموعات إلى جادة الصواب بعد أن كانت تحمل السلاح بوجه الدولة السورية.
 
وكان وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية الدكتور علي حيدر قد أعلن أنه سيتم الإعلان قريباً عن عودة الأهالي إلى عدد من القرى بمحيط دمشق وذلك خلال لقاء في مبنى الوزارة حضره العشرات من أعضاء لجان المصالحة المحلية في قرى وبلدات المنطقة الجنوبية والجنوبية الشرقية من الغوطة الشرقية بريف دمشق بحضور اللواء فيكتور بانكوف من مركز التنسيق الروسي في حميميم.