الجيش السوري يصل إلى «أبو دالي» في ريف إدلب..نشاط روسي على خطَّي طهران ودمشق

الجيش السوري يصل إلى «أبو دالي» في ريف إدلب..نشاط روسي على خطَّي طهران ودمشق

أخبار سورية

الجمعة، ٢٩ ديسمبر ٢٠١٧

بينما تنشط موسكو في تحضيراتها لمؤتمر «الحوار الوطني» المقرر في سوتشي، يواصل الجيش السوري عملياته في ريفي حماة وإدلب، وصولاً إلى بلدة أبو دالي في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، بعد أكثر من شهرين على انسحابه منها
حقق الجيش السوري تقدماً لافتاً في منطقة الحدود الإدارية بين محافظتي حماة وإدلب، مع وصول قواته إلى أعتاب قرية أبو دالي، التي سبق أن سيطرت عليها «هيئة تحرير الشام»، قبل أكثر من شهرين. البلدة التي شكلت لسنوات، ممراً تجارياً بين مناطق سيطرة كل من الحكومة والفصائل المسلحة، تعد ممراً إجبارياً للسيطرة على ريف إدلب الجنوبي الشرقي، واستكمال التقدم شمالاً نحو أبو الضهور، لملاقاة تحرك مرتقب من ريف حلب الجنوبي.
ومن المنتظر أن يكثف الجيش عملياته للتقدم في القرى والبلدات المحصورة بين بلدات مورك وأبو دالي والتمانعة، لتشكل منطلقاً للتقدم نحو الشمال. وتمكن الجيش أمس من السيطرة على عدد من القرى والتلال، أهمها المشيرفة والطامة والمغارة والوارد والدجاج وتل المقطع. وجاء ذلك برغم وصول تعزيزات من مقاتلي «حركة أحرار الشام» إلى خطوط القتال مع الجيش السوري، على تلك الجبهة. وبالتوازي كثف سلاح الجو غاراته على بلدة التمانعة ومحيطها، في محاولة لإضعاف خطوط إمداد الفصائل المسلحة التي تقاتل في ريف حماة الشرقي وريف إدلب الجنوبي الغربي. كذلك، استمرت تعزيزات جديدة للجيش بالوصول إلى غالبية المحاور المحيطة بمنطقة إدلب ومحيطها، من ريف حلب الجنوبي، إلى أطراف ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، المحاذية لمناطق جسر الشغور في ريف إدلب. ونقلت وسائل إعلام معارضة أن عدداً كبيراً من سكان ريف إدلب الجنوبي بدأوا بالنزوح شمالاً نحو القرى والبلدات البعيدة نسبياً عن خطوط الاشتباك الحالية.
وبالتزامن مع وعود روسية بهزيمة «جبهة النصرة» خلال العام المقبل، عززت القوات الروسية من مشاركتها في العمليات خلال الأيام القليلة الماضية، وخاصة عقب إسقاط طائرة مقاتلة سورية بصاروخ حراري في ريف حماة، واستهداف المسلحين منطقة قاعدة حميميم الجوية، بصواريخ «غراد»، أسقطتها منظومة دفاعات جوية وفق إعلان موسكو. وفي السياق نفسه، أوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، قلق بلادها من «ظهور أسلحة جديدة لدى الإرهابيين»، مشيرة إلى الحادثتين السابقتين كدليل يثبت استمرار وصول السلاح إلى تلك الجماعات. ورأت أن هذه المحاولات تستهدف إفشال عقد مؤتمر «الحوار الوطني» المقرر في سوتشي. وتعمل موسكو بنشاط على ضمان تذليل العقبات في وجه المؤتمر، وتكثف اللقاءات الدبلوماسية مع الأطراف المعنية بالمشاركة فيه. إذ التقى أمس نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، كلاً من سفيري روسيا وإيران لدى روسيا، لبحث ملف «مؤتمر سوتشي».
وعلى هامش التحضير للمؤتمر، تجدد موسكو بشكل مستمر دعواتها لخروج القوات الأميركية العاملة في سوريا. التصريح الأخير بهذا الشأن جاء على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف، الذي أشار إلى أن «مجلس الأمن الدولي لم يوافق على عمل الولايات المتحدة والتحالف الدولي في سوريا، كما أنها غير مدعوة من قبل الحكومة السورية». ولفت إلى أن قرارات مجلس الأمن تؤكد أن «مستقبل سوريا بيد الشعب السوري... وهذا ما ننطلق منه في اتصالاتنا مع الجانب الأميركي»، مضيفاً أن التعاون بين البلدين يمكن أن يتم إن كان الهدف المشترك «مكافحة الإرهاب». وضمن سياق «مكافحة الإرهاب»، أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالدور «الجوهري» الذي قامت به بلاده في هزيمة «داعش» في سوريا. وقال بوتين مستهلاً مراسم توزيع أوسمة على العسكريين الروس الذين شاركوا في العملية العسكرية في سوريا، إنه «تم القضاء على عتاد (مقاتلي التنظيم) وقياداتهم والبنى التحتية وآلاف المقاتلين»، منذ بدء العملية الروسية التي شارك فيها بالإجمال «أكثر من 48 ألف جندي وضابط روسي». وعلى صعيد آخر، وفي معرض الرد على سؤال حول تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأخيرة بشأن نظيره السوري بشار الأسد، رأت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية أنه «لا يوجد أي أساس قانوني لتلك التصريحات... فممثلو الحكومة السورية موجودون في الأمم المتحدة ويمثلون بلادهم في مجلس الأمن الدولي».
وبينما تأجل موعد إخراج المسلحين من منطقة بيت جن ومحيطها إلى ريفي إدلب ودرعا، من دون توضيحات حول أسباب التأجيل، خرجت دفعة ثانية من المرضى، معظمها من الأطفال، من الغوطة الشرقية، غداة إخراج دفعة أولى من أربعة أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال، إلى مستشفيات في دمشق. وقالت المتحدثة باسم «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» في سوريا، إنجي صدقي، لوكالة «فرانس برس»: «أجلينا أمس (الأربعاء) 12 مريضاً، غالبيتهم أطفال، مع أفراد من عائلاتهم»، مشيرة إلى أن غالبية من تم إجلاؤهم حتى الآن يعانون من «السرطان وأمراض مزمنة وأخرى في القلب». وأعربت «اللجنة» عن أملها بإجلاء باقي المرضى قريباً، من دون أن تحدد ما إذا كان سيتم استكمال العملية اليوم.