مواطنون: سهرتنا في البيت مع أسرنا لنستعيد بهذه اللمة بعضاً من الذكريات

مواطنون: سهرتنا في البيت مع أسرنا لنستعيد بهذه اللمة بعضاً من الذكريات

أخبار سورية

الأحد، ٣١ ديسمبر ٢٠١٧

منال عيسى :
أين ستمضي سهرة رأس السنة؟هو السؤال الأكثر تداولاً بين السوريين وبغض النظر عن الحالة الاقتصادية وظروف الحرب التي يعيشها المواطن السوري, فإنه يحاول قدر استطاعته وإمكاناته المادية قضاء لحظات سعيدة محاولاً بذلك تناسي وجع سنة كاملة من التعب والجهد وشظف العيش والسعي لتأمين أبسط متطلبات الحياة، بأمل أن تكون السنة القادمة أفضل من سابقاتها.
يوم كغيره من الأيام
يقولها أحمد هو يوم سيمضي كغيره من الأيام ويختتم معه الكثير من الآلام ،ولا أشعر أنه مختلف عن سابقه من الأيام، وبعض الناس يبالغون في الاحتفال به وبطقوسه ويتابع احمد بامتعاض وهو الذي خسر اثنين من إخوته في الحرب، كيف نستطيع الاحتفال وفي قلبنا جرح وغصة وسورية تمر في ظروف صعبة وقاسية ؟ أنا لست ضد الفرح, لكن هذا اليوم لايعنيني بشيء رغم أنني أتمنى أن تحمل السنة القادمة لسورية كل الخير والعطاء والشفاء من الجراح.
أنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر تقول أم محمد لكي يلتم أولادي بمن فيهم المتزوجون وتجتمع الأسرة كلها في البيت على طاولة واحدة نستعيد بهذه اللمة بعضاً من الذكريات التي شردتها الحرب ونحاول أن نصنع فرحاً بسيطاً رغم كل الجراح ، وتتابع أم محمد أنا أفضل السهر في المنزل مع الأسرة، مع أن التكاليف بالبيت ليست قليلة, فسهرة كهذه تتراوح تكلفتها بين 30 إلى 50 ألفاً إذا اجتمعت أكثر من عائلة وفي أغلب الأحيان يتم تقاسم المبلغ لتخفيف الأعباء
«لو الحفلة بليرة مابروح»
جورج يقول: وضعي المادي يسمح لي أن أسهر خارج المنزل ولكن أفضّل السهر بالبيت مع عائلتي وأهلي لأن السهر بالمطعم بهذا اليوم يقيد حريتي ويشعرني بعدم الارتياح, مع أن السهرة تكلفني في البيت أكثر بكثير من سعر بطاقة في المطعم ومع هذا لو كانت بطاقة المطعم بليرة سأحتفل في المنزل.
على قد بساطك مد رجليك
يقول سامر وهو أب لطفلين من أجل أن أدخل الفرح لقلب أطفالي أقوم بتزيين البيت ببعض الزينة وتقوم والدتهم بإعداد بعض الأطباق المختلفة عن الأيام العادية (كالكبة والمشاوي) ومع أنها مكلفة لكنني أحاول أن أضبط الوضع و(على قد البساط مد رجليك) وأتمنى لو وضعي المادي يسمح لأقوم بأخذ أطفالي إلى مطعم وأدخل السعادة لقلوبهم، وهذا اليوم في النهاية يوم يمضي من أعمارنا ولكن نحاول أن نخرج الأطفال من جو الحزن والحرب بهذا اليوم.
البيت أكثر أماناً
قبل الأزمة كنا نستأجر مزرعة مع مجموعة من الأصدقاء ونحيي بها ليلة رأس السنة يقولها المهندس عامر وهو ينفخ دخان سيكارته ولكن بسبب ظروف الحرب وارتفاع الأسعار وضيق الحال وجدنا أن البيت أصبح أكثر أماناً وأصبحت كل أسرة تقضيه في بيتها بعشاء متواضع وعلى قد الحال, أما فكرة المطعم فأصبحت ملغاة من قواميسنا.
وخلال جولة لـ «تشرين» على مطاعم باب توما ولقائنا عدداً من أصحاب هذه المطاعم والذين رفضوا ذكر أسمائهم, أجمع الأغلبية أن جميع المطاعم أصبح الحجز فيها كاملاً وأن الإقبال كبير يصل إلى نسبة 100 % وهناك أناس لم تستطع إيجاد حجوزات لها، ويقول أصحاب هذه المحلات إن إدارة المطعم واسم صاحبه ومدى معارفه وعلاقاته الشخصية وخبرته تلعب دوراً كبيراً بنسبة الإقبال، كما أن البرنامج الغنائي وما يتبعه من فقرات فنية كمسابقات وأبراج ونوعية الأكل المقدم ودرجة المطعم لها دور في ذلك، وتتراوح الأسعار بباب توما بين 15 _25ألفاً للشخص الواحد, ببعض المطاعم المعروفة والقديمة, وكانت قبل الأزمة لاتتجاوز الألف للشخص الواحد. وماهو لافت, كما ذكر بعض أصحاب المطاعم, عودة العديد من المغتربين لقضاء الأعياد في سورية مع تحسن الظروف. أما في الفنادق الضخمة والمطاعم المشهورة فيتوقف السعر على البرنامج الغنائي والمطرب الذي يحيي الحفل في هذا المطعم وهذا ما أكده زهير أرض روملي, مدير الخدمات والجودة السياحية في وزارة السياحة حيث يقول إن وزارة السياحة قامت خلال فترة الأعياد بتشديد العمل الرقابي وزيادة عدد دورياتها على المطاعم في كل المحافظات للتأكد من الأسعار ومستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، ومدى التقيد بالشروط الفنية والخدمية و الصحية وصلاحية المواد الغذائية المقدمة إضافة للتأكد من حصول المنشآت السياحية على الموافقات اللازمة لإقامة مثل هذه الحفلات وتقديم هذا البرنامج الفني والإعلان عن بدل خدماته من قبل وزارة السياحة والمحافظة المختصة.
وعن الأسعار بيّن روملي أن الأسعار تتفاوت وتزيد بنسبة 25%مع كل نجمة إضافية, وأكد أن مديريات السياحة هي التي تعطي رخص البرامج الفنية بعد موافقة وزارة السياحة والمحافظة, ويتابع إن جميع المطاعم من 4 نجوم و5نجوم في منطقة القصاع وباب توما ودمشق القديمة والمزة والمالكي مكتملة تقريباً.
ويختم روملي أنه وبعد توافر عامل الأمان والاستقرار وعودة معظم الناس إلى ورشها ومصالحها وعملها وجدنا أن هذه المطاعم عادت للانتعاش وهذا يدل على رغبة السوريين بمتابعة حياتهم والاستمرار رغم كل الصعوبات والمعوقات.