زحلاوي لمسؤولي الكنيسة الكاثوليكية في أميركا: صمتكم على جرائم حكوماتكم يعني تواطؤكم

زحلاوي لمسؤولي الكنيسة الكاثوليكية في أميركا: صمتكم على جرائم حكوماتكم يعني تواطؤكم

أخبار سورية

الأربعاء، ١٧ يناير ٢٠١٨

ندد الأب إلياس زحلاوي بصمت مسؤولي الكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة على الجرائم التي ترتكبها حكومات بلادهم في العالم والفظائع التي تنشرها على العالم بأسره.
وقال زحلاوي في رسالة مفتوحة إلى مسؤولي الكنيسة الكاثوليكية في أميركا تلقت «الوطن» نسخة منها: أنا، بوصفي كاهناً عربياً كاثوليكياً من سورية، أجيز لنفسي اليوم، أن أكتب لكم أمام الملأ، لأطرح عليكم سؤالاً واحداً، أجل، سؤالاً واحداً ليس إلا. هل تعرفون حق المعرفة ما الذي يفعله، منذ عشرات السنين، حكامكم المتعاقبون، كي يفرضوا هيمنة بلدكم المطلقة على العالم، ويبقوها قائمة؟
وأضاف: «ليس ثمة إنسان واحد على الأرض، يجهل الأهوال والمظالم، التي تسببها أشكال «التسونامي»، التي يتفنن بلدكم «الكبير» في إحداثها، على حساب بلدان برمتها، ومنها وطني سورية.
وتابع: إن صمتكم المطبق يوحي بأنكم تجهلون كل هذه الأمور، جهلاً مطلقاً، ومع ذلك، فكثيرون هم الباحثون والكتاب – وبعضهم من بلدكم – الذين يجرؤون على الجهر بذلك، بجميع الطرق المتاحة، وبعضهم على حساب حياته!
وذكر زحلاوي أن من هؤلاء: جيمس هيبورن وإدوارد تيفنان وديفيد ديوك، وبول فيندلي وجون ي. ديم وجان زيغلر وأمين معلوف ونعوم تشومسكي وجون ميرشمايروستيفن والت وروبيرت دول وإميل فلاجكي وروجيه غارودي وإدوارد سعيد.
وقال: وأنتم، يا كرادلة الولايات المتحدة وأساقفتها، أنتم تعتصمون بالصمت، إزاء هذه الأعمال التي تتعارض تعارضاً كلّياً مع كلّ ما كانه يسوع، وما علمه، هو الذي يفترض فيكم أن تمثلوه!
وأضاف «والحال أن كل ما كانه يسوع، وما قاله، أوليس هو احترام الإنسان، بل عشق الإنسان، حتى الموت حباً به؟».
وتابع: «وأنتم يا ممثلي يسوع هذا، هل يسعكم أن تجهلوا أن بلدكم «العظيم» – وبعض قادتكم يصفه «بأعظم البلدان»! – يستميت دون هوادة، منذ عشرات السنين، كي يدمّر بخططه الجهنّمية، عشرات الملايين من البشر؟».
ومضى زحلاوي قائلاً: «أوتراكم مصابين بالعمى والصم والبكم، بحيث لا ترون ولا تسمعون ولا تصرخون بدوركم، من الهلع، إزاء أشكال الفظائع التي ينشرها بلدكم على العالم بأسره».
واستطردا قائلاً: «ومع ذلك، ففي عام 2002، رأى زميل لكم، وهو الكردينال «برنارد لو»، أنه يتوجب عليه أن يعلن ذلك على الملأ، في رسالة مفتوحة خص بها رئيسكم «العبقري» جورج بوش»… وكلكم يعرف أن ذلك الموقف كلفه حياته، من دون أن ينبس أحد منكم، أو من أسلافكم، بكلمة واحدة».
وسأل زحلاوي مسؤولي الكنيسة الكاثوليكية، باسم الملايين من المسيحيين وغير المسيحيين في العالم: من تراكم تخدمون؟.. يسوع المسيح؟ أم الدولار؟.
وأضاف: «أيسعكم أن تجهلوا أن صمتكم يعني تواطؤكم في جرائم حكوماتكم المتعاقبة؟، ولكن، إن كان حكم البشر لا يعنيكم إلا قليلاً، أو لا يعنيكم البتة، فاسمحوا لي في الختام أن أذكّركم، بوصفي كاهناً، بأنكم ستمثلون، في يوم قريب، أمام المسيح. فما الذي ستقولون له؟
وخاطب زحلاوي هؤلاء بالقول: ما الذي تحتاجون إليه، كي تتحرروا من سباتكم؟، أيتوجب عليكم أن تنتظروا يوماً يغوص فيه بلدكم «العظيم» في هول الجحيم، التي يتقن نشرها، في غطرسة وغباء، في كل مكان؟، عسى ألا يكون هذا اليوم وشيكاً على نحو ما أخشى.
وختم زحلاوي رسالته بالقول: «أصحاب السيادة، نوماً هانئاً».