محادثات «فيينا 1» تنطلق الأسبوع المقبل: جولة اختبار سريعة ... قبل «سوتشي»

محادثات «فيينا 1» تنطلق الأسبوع المقبل: جولة اختبار سريعة ... قبل «سوتشي»

أخبار سورية

الخميس، ١٨ يناير ٢٠١٨

مع إعلان الأمم المتحدة موعد انعقاد جولة المحادثات السورية المقبلة، في فيينا بدلاً من جنيف، تبدو هذه الجولة التي تمتد على يومين فقط، بمثابة نقطة اختبار مفصلية لن تحقق أي اختراقات، ولكنها قد تلعب دوراً مهماً في تحديد تشكيلة الحاضرين في مؤتمر سوتشي

وسط استمرار المعارك في ريفي حلب وإدلب وغوطة دمشق الشرقية، وتصاعد وتيرة التهديدات التركية بتنفيذ عملية عسكرية في منطقة عفرين، أعلنت الأمم المتحدة موعد الجولة المقبلة من المحادثات السورية، في الخامس والعشرين من الشهر الجاري في العاصمة النمساوية فيينا، التي تأتي استكمالاً لمسار جولات جنيف الثماني الماضية. وتعود استضافة فيينا للمحادثات، عوضاً عن جنيف، إلى «أسباب لوجستية» وفق بيان مكتب المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا.

وأكد البيان الذي صدر أمس، أنه وُجِّهَت دعوات منفصلة إلى كل من الحكومة والمعارضة السورية، داعياً الطرفين إلى الحضور الفاعل في جولة المحادثات التي تمتد ليومين فقط، على أن تتركز النقاشات حول «سلّة الدستور». وشدد البيان على أن الأمم المتحدة تقيّم أي مبادرة سياسية من قبل «الفاعلين الدوليين» على أساس قدرتها في «دعم عملية جنيف السياسية»، في إشارة إلى مؤتمر «الحوار الوطني» الذي تحضّر موسكو لعقده بالتعاون مع تركيا وإيران. وبينما استبقت «هيئة التفاوض العليا» صدور بيان المبعوث الأممي، لتأكيد حضورها الجولة المقبلة، لم يصدر أي موقف بعد عن دمشق، التي يفترض أن تستقبل نائب دي ميستورا، رمزي عز الدين رمزي، اليوم.
ويأتي اجتماع فيينا، القصير، بعد جولة زيارات موسّعة قام بها ممثلون عن «الهيئة» المعارضة، وكانت واشنطن أبرز محطاتها. وخلالها، حاولت المعارضة حشد الدعم الغربي والإقليمي لتثقيل نصيب «الانتقال السياسي» في أجندة المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة، والضغط على موسكو (ومن خلفها دمشق) بما يضمن تفاعل الوفد الحكومي وعدم تركيزه على مسألة مكافحة الإرهاب فقط، كشرط أولي لحضور معارض في «سوتشي». وبرغم تأكيد الجانب المعارض أن «الاتجاه العام (للهيئة) هو عدم الذهاب إلى سوتشي»، تشير مصادر معارضة إلى وجود قبول «أولي» بالحضور، مع الرهان على ضمانات غربية بتجيير مخرجات المؤتمر ضمن نطاق «الحل المرعيّ من الأمم المتحدة». وستمثّل جولة المحادثات المقبلة في فيينا، نقطة مفصلية هامة في هذا السياق، إلى جانب نتائج الاجتماع الثلاثي المغلق، الروسي ــ الإيراني ــ التركي، والذي يفترض عقده غداً وبعد غد في سوتشي. وستنقل أنقرة التفاصيل التي قد يجري التوافق عليها بما في ذلك لائحة الحضور، إلى المعارضة، إذا تقرر عقد المؤتمر في موعده المحدد في التاسع والعشرين من الشهر الجاري.
وتلفت مصادر معارضة إلى احتمال حدوث تأجيل جديد في الموعد المفترض، ربطاً بالتطورات التي تجري على الأرض، وخاصة لجهة دور أنقرة في رعاية الحضور المعارض، من عدمه. وفي السياق نفسه، شهد أمس اتصالاً هاتفياً بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيره التركي، مولود جاويش أوغلو. وتطرق الطرفان فيه إلى تحضيرات مؤتمر سوتشي.
وفي موازاة النشاط الديبلوماسي التركي ــ الروسي، نبّه جاويش أوغلو، نظيره الأميركي ريكس تيلرسون، أول من أمس، إلى خطورة القرار الأميركي بإنشاء «قوة أمنية حدودية» في مناطق سيطرة «قوات سوريا الديموقراطية». وقال إنه أوضح خلال اللقاء الذي جمعهما في مدينة فانكوفر الكندية على هامش مؤتمر دولي حول شبه الجزيرة الكورية، أن «تشكيل قوة كهذه، هو أمر من شأنه إلحاق الضرر بالعلاقات التركية الأميركية بشكل لا رجعة فيه». وأكد أن قوات بلاده «سترد على الهجمات التي يشنها إرهابيو (ي ب ك/ وحدات حماية الشعب) الموجودون في عفرين، ضد قواتنا الاستطلاعية في إدلب، وضد جنودنا في منطقة درع الفرات، وضد عناصر الجيش الحر، وأيضاً تلك التي تستهدف تركيا». وشدد على «ضرورة عدم معارضة أية جهة لما ستقوم به تركيا في هذا الشأن. فالتدابير التي نعتزم اتخاذها لن تكون مقتصرة على عفرين فحسب، فهناك منبج وشرقي الفرات أيضاً». وقال جاويش أوغلو، إنه التقى وزير الدفاع الأميركي جايمس ماتيس، مساء الاثنين، للحديث في ملف عفرين، مضيفاً أنه شكّك، كما تيلرسون، في دقّة ما نشر في وسائل الإعلام حول «إنشاء قوة أمنية حدودية». وشهد أمس، دفع تركيا تعزيزات عسكرية إضافية إلى المناطق الحدودية. وتركزت تلك التعزيزات في مناطق لواء اسكندرون المتاخمة لمحافظة إدلب ومنطقة عفرين من الجهة الغربية. وفي المقابل، نقلت وكالة «الأناضول» التركية عن «مصادر محلية» في مدينة منبج، أن «وحدات حماية الشعب» الكردية، حشدت تعزيزات في المدينة، استعداداً لأي تحرك تركي في عفرين، أو على طول الحدود، مضيفة أنها تضم عدداً كبيراً من الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة أخيراً.
وعلى صعيد آخر، استمرت المعارك على طول خط التماس بين بلدتي عطشان والمشيرفة، في قرى ريف إدلب الشرقي، بالتوازي مع هجوم جديد شنه تنظيم «داعش» على القرى الواقعة بين حرملة وسنجار، التي تعد خط الإمداد للقوات المتقدمة في محيط مطار أبو الضهور. ويأتي هجوم «داعش» من الشرق، مكمّلاً للمحاولات الفاشلة ــ حتى اللحظة ــ من قبل «هيئة تحرير الشام» والفصائل المتحالفة معها، لكسر خطوط دفاع الجيش التي صمدت منذ بداية هجوم الفصائل المعاكس. وفي موازاة ذلك، تابع الجيش تقدمه في ريف حلب الجنوبي، حيث سيطر أمس، على قرية بطيحة شمال قرية تل ماسح، فيما أصبحت المسافة الباقية للقاء القوات على محور تل الضمان ــ أبو الضهور، أقل من 10 كيلومترات.
(الأخبار)

«الوحدات»: تحرك أنقرة يتطلب توافقاً دولياً

توعّد القائد العام لـ«الوحدات» الكردية، سيبان حمو، بـ«رد عنيف على كل من يهاجم ويهدد عفرين أو روج آفا». ونفى في لقاء نشرته وكالة «فرات»، علم «الوحدات» بأي تنسيق تركي مع روسيا والولايات المتحدة بشأن التحرك المفترض في عفرين، مضيفاً أنه «إذا لم توافق إيران وروسيا وسوريا وحتى الولايات المتحدة على ذلك، بطريقة أو بأخرى، فإن تركيا لا تستطيع القيام بهجوم من هذا القبيل». وأضاف أنه برغم الاشتباكات التي تجري في عفرين خلال الأسبوع الأخير «لم يتخذ أي من هذه الأطراف موقفاً واضحاً (ضد الاعتداء التركي). وحتى الدولة السورية التي تدعي أنها تملك هذه الأراضي، لم تدل بأي بيان. كذلك لم تتحدث روسيا ضده رسمياً».