قراءات ومراجعات حولها في مؤتمر لـ«مداد» 20 و21 الجاري … زريق: السؤال الأهم اليوم حول ماهية الهوية الوطنية التي تجمع السوريين

قراءات ومراجعات حولها في مؤتمر لـ«مداد» 20 و21 الجاري … زريق: السؤال الأهم اليوم حول ماهية الهوية الوطنية التي تجمع السوريين

أخبار سورية

الخميس، ١٨ يناير ٢٠١٨

اعتبر مدير مركز «دمشق للأبحاث والدراسات – مداد»، هامس زريق، أن السؤال الأهم اليوم، هو حول ماهية الهوية الوطنية التي تجمع السوريين جميعاً، ورأى أن المطلوب هو الإجابة عن أسئلة مهمة هي: هل تحتاج سورية إلى مراجعة سياسات الهوية الوطنية أم إعادة بنائها؟، وما العلاقة بين الهوية الوطنية والهويات فوق الوطنية؟
ويعقد مركز «مداد» مؤتمراً بعنوان» الهوية الوطنية: قراءات ومراجعات في ضوء الأزمة السورية»، وذلك يومي 20 و21 من الشهر الجاري، في فندق الشيراتون بدمشق.
ويتضمن جدول أعمال المؤتمر ست جلسات تتناول «إشكاليات تعريف الهوية»، و«تحديات بناء الهوية الوطنية-1»، و«تحديات بناء الهوية الوطنية-2»، و«تجليات الهوية الوطنية السورية»، و«التربية والتعليم والهوية الوطنية» و«الممارسات الممكنة للهوية الوطنية».
وفي تصريح لـ«الوطن» بين مدير مركز «مداد»، أن «تنوع المجتمع السوري وتعدد واختلاف عناصره يشكل تحدياً للبحث فيما يتعلق بالهوية الوطنية السورية وسياساتها».
وأضاف: إن تداعيات الحرب التي تشهدها سورية منذ سبع سنوات جعلنا في وضع يتوجب علينا البحث في مسائل الهوية، خصوصاً بعض أن قامت قوى خارجية بالتسلل إلى سورية عبر بوابة الهوية، وقامت بزعزعة الأمن وسعت لإحداث خلل في التركيبة المجتمعية.
واعتبر زريق، أن عقد المؤتمر مهم في هذا التوقيت نظرا لدخول سورية المرحلة الأخيرة من النصر وإعادة بنائها، كما أن توقيت المؤتمر يتقاطع مع توقيت مجموعة من المؤتمرات والاجتماعات والمحادثات الدولية التي تحدث بشأن إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، بدءاً من مؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي الروسية أواخر الشهر الجاري مرورا بجولات جنيف وأستانا.
وأوضح زريق أن أول وأهم ما تبحث به تلك المؤتمرات هو الدستور السوري الذي لا بد أن تكون الهوية الوطنية السورية مرجعيته الرئيسية وأن تشكل الأساس الذي ينطلق منه في تحديد العقد الاجتماعي لسورية المستقبل.
وأشار بهذا الخصوص، إلى ما تواجهه سورية اليوم من مخاطر وتحديات غير مسبوقة على صعيد الهوية، لافتاً إلى محاولة الكثيرين منذ بداية الأزمة السورية استخدام موضوع الهويات والانتقال منه إلى الحديث الطائفي والاثني الأضيق والهدام.
وبين زريق، أن هدف المؤتمر وفق الورقة الخلفية التي أعدت له هو «مقاربة مفهوم وإشكاليات الهوية الوطنية السورية معرفيا وعملياً، ودراسة التحولات والتطورات التي طرأت على مكونات وعناصر هذه الهوية في التاريخ المعاصر وصولا إلى تحديات الأزمة السورية الراهنة، وأي قراءات ومعطيات تحليلية ونقدية ممكنة اليوم، متوخين الالتزام الفكري والوطني لوضع رؤية استشرافية حول الاستجابة الممكنة لتحديات الهوية بكل أبعادها مستقبلاً».
وأشار إلى أن المطلوب اليوم هو الإجابة على الأسئلة المهمة التالية: هل تحتاج سورية إلى مراجعة سياسات الهوية الوطنية أم إعادة بنائها؟، وما هي العلاقة بين الهوية الوطنية والهويات فوق الوطنية كالعروبة مثلاً؟، وهل تلغي إحداهما الأخرى أم تتكامل معها؟
وأكد زريق، أن هذه المقاربات الفكرية والمعرفية يمكن أن تشكل أساساً مهماً لصناع السياسات في سورية من أجل وضع التصورات لسورية المستقبل.
و«مداد» هو مؤسسةٌ بحثيةٌ مستقلّة تأسّست عام 2015، مقرّها مدينة دمشق، تُعنى بالسياسات العامّة والشؤون الإقليمية والدولية، وقضايا العلوم السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والقانونية والعسكرية والأمنية، وذلك بالمعنى المعرفيّ الشّامل «نظريّاً، وتطبيقيّاً»، بالإضافة إلى عنايتها بالدراسات المستقبلية/الاستشرافية، وتركيزها على السياسات والقضايا الرّاهنة، ومتابعة فاعلي السياسة المحلية والإقليمية والدولية، على أساس النّقد والتقييم، واستقصاء التداعيات المحتملة والبدائل والخيارات الممكنة حيالها.
وجاء في ورقة الخلفية الخاصة بالمؤتمر: تمثل سياسات الهوية اليوم ما يشبه إطاراً عاماً للسياسة العالمية الراهنة، فقد باتت الهويات العرقية والطائفية والدينية والوطنية أدوات ترتكز إليها السياسة الدولية، مع ذلك ليس من الهيّن أن نفهم ما هي الهوية، وكيف تبنى الهوية الوطنية في الظروف الاجتماعية- السياسية المختلفة ووفقاً لمقتضياتها، الأمر الذي يؤكد الحاجة إلى رؤى وآليات نظرية وعملية للانتقال من الهويات الفرعية إلى الهوية الوطنية.
وأضافت: في سورية لم يتحول بناء الهوية الوطنية السورية، على أهميتها، إلى مشروع سياسي ثقافي اجتماعي متكامل، تعمل له كل الفواعل الاجتماعية والسياسية، وظلَّت القضايا المتصلة بالهوية الوطنية مغفلة أو متروكة لمشاريع ما دون الهوية الوطنية «الطائفية والمذهبية والعشائرية» أو ما فوق الهوية الوطنية «القومية والأممية والدينية»، رغم ارتباطها الوثيق بالأمن الوطني.