في الفرص الأخيرة...بقلم حسين صقر

في الفرص الأخيرة...بقلم حسين صقر

أخبار سورية

الخميس، ١ فبراير ٢٠١٨

كثيرة هي التعليقات والتحليلات وما سيؤول إليه مؤتمر سوتشي الذي جمع المتحاورين وجهاً لوجه من مختلف الأحزاب والمكونات والأطياف السورية ولكن العودة إلى ما قبل انطلاق المؤتمر بأيام وساعات وحتى دقائق قد تفيد بعض الشيء لأنها ستكون دليلاً إضافياً على ارتهان من رفض المشاركة للخارج. وأن قراره ليس بيده بل بيد مشغليه الذين يرون في إطالة أمد الأزمة والحرب خلاص لهم من حساب قد ينتظرهم تماماً كما الطفل الذي يحاول إخفاء ما اقترفت يداه عن والديه وهو يعلم أن الأمر لن يطول كثيراً حيث امتهن أولئك الهروب إلى الأمام والتسويف والمماطلة.‏
 
فماذا يعني أن يعود أحد وفود "المعارضين" إلى أنقرة رغم وصوله إلى سوتشي؟ وماذا يعني رفض ما يسمى بـ "هيئة" أخرى عدم المشاركة أصلاً؟ وماذا يعني رفض العشرات ممن وصلوا وضع بطاقة المؤتمر في أعناقهم لوجود العلم السوري عليها؟ وغير ذلك من الأسئلة، فالجواب لا يحتاج إلى ذكاء ويؤكد أن ثمة من يريد التعطيل رغم وجود الحشد الكبير للمؤتمر لظنه أن عدم حضوره لن يكتمل فسيفساء السوريين ولا يعلم أن ذلك كان فرصة له للتواجد والإدلاء بالرأي ووضع الطرح الذي يناسب كي يتم دراسته وربما اعتماده إذا لم يتعارض مع المبادئ والأسس التي تقوم عليها سورية الدولة حكومة ومؤسسات.‏
 
ولماذا لا يتخذ أولئك الذين لم يشاركوا ممن حضر من "المعارضين" عظة حسنة؟ رغم تعرضهم للتهديد بالتصفية في حال حضروا المؤتمر ورغم ذلك لم يأبهوا لذلك لأنهم أرادوا المشاركة بغض النظر عن النتائج التي قد تحصل لهم، وإدراكهم أن العودة عن الخطأ خير من التمادي فيه وهذا يؤكد أيضاً أن محبي الوطن الحقيقيين ورغم انجرارهم يوماً للمشروع الخارجي مستعدون لإيجاد لغة مشتركة فيما بينهم وبين الحاضرين على اختلاف توجهاتهم.‏
 
ومع أن المؤتمر فرصة للقاء السوريين والتحاور وخطوة مهمة لتثبيت وقف القتال وتوسيع مناطق خفض التوتر والانطلاق نحو تحقيق السلام وإعادة الأمن والاستقرار للبلاد وحماية السيادة إلا أن المهمة لا تزال كبيرة وجسيمة لأن سورية تعاني من الإرهاب ويجب التخلص منه قبل كل شيء عندها يتفرغ الجميع للبناء السياسي والاقتصادي وإعادة الإعمار الثقافي والاجتماعي وكل ما تهدم بفعل الحرب.‏