ماذا بقي لداعش شرقَ سوريّة...؟

ماذا بقي لداعش شرقَ سوريّة...؟

أخبار سورية

الثلاثاء، ٦ فبراير ٢٠١٨

ما يزالُ التنظيمُ الإرهابيّ داعش يسيطرُ على مساحاتٍ جغرافيّةٍ واسعةٍ شرقَ سورية على طولِ الشريطِ الحدوديّ الفاصل مع العراق، وما تزالُ مسافاتُ خطوط التماسِّ بين داعش وقوّات "قسد" المدعومة أمريكيّاً قريبة جدّاً ضمنَ هذه المساحات.
 
 
خارطةُ تنظيم داعش الإرهابيّ شرق سورية تتضمّنُ 123 كم بدءاً من معبرِ تل صفوك شرق مدينة الشدادي وصولاً إلى الباغوز في مدينةِ البوكمال بعمقٍ يتراوحُ بين 30 إلى 50 كم ضمنَ الأراضي السوريّة.
 
هذه المساحاتُ كافيةً لداعش ليعيد ترتيب عمليّاتهِ العسكريّة في ظلِّ توقّفِ قوّات "قسد" عن التقدّمِ تزامناً مع وقفِ الاستهدافِ الجويّ لطائراتِ التحالفِ الدوليّ بقيادةِ واشنطن .
 
 
ورغم أنَّ الجغرافيا التي ما تزالُ تحتَ سيطرةِ تنظيمِ داعش الإرهابيّ وهي عبارةٌ عن باديةٍ تمتدُّ شرق الشدادي وصولاً إلى الجنوب الشرقيّ منها، هناك تجمّعاتٌ سكّانيّةٌ كبيرةٌ يحكمُ داعش سيطرتهُ عليها في ريفِ ديرِ الزور والمناطقِ الواقعةِ جنوب شرق ناحية مركدا بريفِ الحسكةِ الجنوبيّ .
 
 
 
داعش قد يُشكّلُ خطراً على هذهِ المناطقِ، ومن الممكنِ أنْ يستعيدَ النقاط التي كانَ قد خَسِرَها في أوقاتٍ سابقةٍ، مستفيداً من وقفِ العمليّاتِ العسكريّة في المنطقة، وتهديدات الأكرادِ بالانسحابِ من ريفِ دير الزور إلى عفرين لمواجهةِ التركي، ومحاولة الضغطِ على واشنطن لوقفِ العمليّاتِ العسكريّة التركيّة ضدَّ عفرين .
 
 
مصدرٌ محلّيٌّ عليمٌ بالمنطقةِ قال لآسيا "ما زال داعش يمتلكُ قوّةً شرقَ سوريّة، وقياداتٍ إرهابيّة من الصفّ الأوّل توجدُ في هذهِ المناطق التي شكّلت قاعدةً جديدةً لتجميعِ العناصرِ الأخطرَ في التنظيمِ ولا سيّما الذينَ كانوا يتحصّنونَ في ناحيةِ مركدا والبوكمال والرقة والمنطقة الممتدّة من الشدادي إلى معبر تل صفوك على الحدودِ السوريّةِ العراقيّة وبؤرةً للتنظيم.
 
 
المصدرُ ذاتهُ أكّد أنَّ القوّةَ التي يمتلكُها داعش تسمحُ لعناصرِه شنَّ هجماتٍ إرهابيّةٍ بين فترةٍ وأُخرى على مواقع قوّات "قسد" في ريفِ دير الزور والحسكة، والقدرةَ على الدخولِ إلى عمقِ مناطق سيطرةِ "قسد" وخطفَ عناصرَ وقطع رؤوسهم وتسلّل عناصرهِ إلى "كم البلغار" 2 كم شرقَ مدينةِ الشدادي التي تضمُّ عدداً من مهابطِ الحوّامات للتحالف .
 
 
عديدٌ من أبناءِ المنطقةِ يتساءَلونَ عن السرِّ الكامنِ وراءَ إيقافِ التحالفِ عمليّاته العسكريّة ضدّ داعش الإرهابيّ في ريف ديرِ الزور وريف الحسكة، ولماذا يسمحونَ لداعش باستعادةِ قوّته؟ مُبدينَ قلقهم من عودةِ التنظيمِ إلى السيطرةِ على مناطقِهم التي كانت تحتَ سيطرتِه في وقتٍ سابق ولا سيّما مدينة الشدادي، فالأكراد كشفوا عن نواياهم تجاهَ المنطقة، فهي لا تمثّل لهم أيّ شيءٍ وقدومهم كان لتنفيذِ رغبة واشنطن .
 
 
والوحداتُ الكرديّة التي تسيطرُ سيطرةً كاملةً على عناصر "قسد" قد تستخدمُ المنطقةَ للضغطِ على الحكومةِ السوريّة وإجبارها على التدخّل ووقف العدوانِ التركيّ على الوحداتِ الكرديّةِ في منطقةِ عفرين من خلالِ السماحِ لعناصر داعش بالتقدّمِ إلى ضفافِ نهر الفرات والسيطرة على مواقع مقابِلة لمواقع سيطرةِ الجيشِ السوريّ خاصّةً في المنطقةِ الممتدّة بين الميادين والبوكمال ما يُشكّلُ خطراً على نقاطِ الجيشِ خاصّةً وأنَّ داعشَ يستخدمُ بادية دير الزور للهجومِ على مواقع الجيشِ ومحاولة السيطرة على مواقع في تلّ المنطقة لفصل القوّات .
 
 
وفي وحديثٍ لوكالةِ أنباء آسيا توقّعت مصادرُ مطّلعة عودة توسّع رُقعة سيطرة داعش في ريفِ ديرِ الزور وريف الحسكةِ الجنوبيّ في ظلِّ تغيّر المصالح، فداعش وقسد كانتا على الدوامِ ورقةَ الضغطِ على الدولةِ السوريّة والقوى الإقليميّة والدوليّة التي تقفُ إلى جانبِها، فواشنطن شرق سورية هي من تتحكّمُ وتديرُ الفصائلَ المسلّحة سواء قسد أو داعش وذلك عن طريقِ تلقّي الأوامر من قواعدِها في التنفِ ورميلان والشدادي.