يحصل في طب الأسنان .. أشـخاص يـدّعـون أنهـم أطبـاء.. وعيــادات دون تـــراخـيص

يحصل في طب الأسنان .. أشـخاص يـدّعـون أنهـم أطبـاء.. وعيــادات دون تـــراخـيص

أخبار سورية

الاثنين، ١٢ فبراير ٢٠١٨

مريم ابراهيم
الدجل في طب الأسنان ,عبارة قد تبدو للوهلة الأولى غريبة نوعاً ما ,إذ طالما تم تداول موضوع الدجل في عديد من الجوانب من قبل أشخاص دعاة امتهنوا مهناً غير مهنهم وتخصصاتهم ويدعون القدرة على انجاز الأمور المتميزة والخارقة والتي
غالباً كانت نتائجها في غاية السلبية والخطورة على الأشخاص الذين دخلوا دائرة هذه الادعاءات والتي تكمن في مضامينها ادعاءات كاذبة باطلة لاتعطي إلا الفشل وخيبة الأمل.‏
واللافت مؤخراً السماع عن موضوع الدجل في طب الأسنان والذي بدا ملحوظاً في أماكن عدة ,ففي مدينة دمشق عيادات ومراكز مختلفة تحت مسمى عيادات طب الأسنان فيها أشخاص يدعون أنهم أطباء أسنان وليسوا بأطباء بل هم أشخاص يسيئون لمهنة طب الأسنان ولا يجيدون أي جانب من جوانب وتخصصات هذه المهنة أو أطباء يدعون اختصاصات بدت مطلوبة جداً هذه الفترة في حين أن اختصاصاتهم لاتمت إلى هذا الجانب بأي صلة ,هذا عدا عن ضبط مراكز في أماكن متفرقة يعمل فيها طلاب من كلية طب الأسنان لايملكون بعد الخبرة والمهارة الكافية للعمل في مجال مهم يتطلب المزيد من التدريب والدقة والتخصص والتأهيل.‏
فانتشار هذه المراكز والعيادات تحت مسمى عيادات طب الأسنان والتجميل وغير ذلك دون أن تمنح التراخيص النظامية والمطلوبة لإحداثها وتحقيقها الشروط اللازمة لممارسة هذه المهنة أمر يدعو لمزيد من التساؤلات عن دور الجهات الرقابية والمعنية من وزارات ونقابات مختصة.‏
الطبيب مؤتمن على مهنته..‏
وحول هذه الظاهرة وآثارها السلبية وكيفية ضبطها والإجراءات التي تتخذ بحق المخالفين القائمين بها بين نقيب أطباء دمشق الاستاذ الدكتور رشاد ثابت مراد في لقاء للثورة أن مجلس فرع نقابة أطباء الأسنان في محافظة دمشق يبدي مزيداً من الحرص الدائم والمستمر لتطوير الأطباء في هذه المهنة عبر جملة من الأمور الأساسية تخص الجوانب الإدارية والتنظيمية للمهنة وتطوير أداء الأطباء في النقابة وبما له علاقة بالجانب العلمي والأكاديمي.‏
وبالنسبة للعمل في الجانب الاداري والتنظيمي يتم العمل على محاربة مايسمى بالدجل في طب الأسنان فهناك أشخاص يدعون بأنهم أطباء وليسوا كذلك بشكل يساء فيه للمهنة أو أطباء يمارسون اختصاصات بعيدة عن اختصاصاتهم ,وفرع النقابة بصدد المتابعة الحثيثة لهذا الموضوع بدمشق وبإصرار على قمع أي مخالفة تتعلق بهذا الموضوع ,فمن الضروري بمكان أن يكون الطبيب المؤتمن على مهنته موضوعياً وبقدر الأمانة الموكلة له ولا يدعي اختصاصاً غير تخصصه.‏
ضبط للمخالفات..‏
وحول كيفية ضبط المخالفات المتعلقة بهذا الأمر أوضح الدكتور مراد أن فرع النقابة يتلقى الشكاوى حول أي مخالفة وتم إخبار جميع الأعضاء بان من لديه معلومة عن أي أحد يدعي أنه مختص بغير اختصاصه أو أنه غير مهني أن يعلم النقابة وتتم معالجة الموضوع بالتعاون مع مديرية صحة دمشق ,حيث تم القيام بجولات ميدانية والإطلاع على ثلاثة أماكن مخالفة وتبين أنها عيادات أسنان موجودة في مراكز تجميلية ولا يوجد لديهم أطباء مسجلون في النقابة بل طلاب لم يتخرجوا بعد من كلية طب الاسنان ,كما أن مستوى العقامة لم يكن بالمستوى المطلوب فالعقامة في طب الأسنان موضوع أساسي وحيوي وتوقف المعالجات في الأجواء غير المعقمة لأنها تسبب نقل أمراض التهاب كبد وايدز وغيرها.‏
وطالبت النقابة بعدم وجود عيادات سنية في مراكز التجميل وهذا مطلب من العام الماضي ,فالعيادات يجب أن تكون مناطة بطبيبها ومسؤوليته مطلقة على عيادته ,ومن خلال الجولات تم ضبط ثلاث مخالفات وتحويلها لمجالس تأديبية وتتخذ إجراءات بحقها فتتم مخاطبة مديرية الصحة لإغلاق العيادات وإحالة الأطباء غير المسجلين أو غير المرخصين لمجالس تأديبية ومسلكية وتطبق عليهم القوانين والأنظمة ,وفي حال وجود طلاب من كلية طب الأسنان تتم مخاطبة كلية طب الأسنان وإحدى المخالفات كانت وجود عيادة سنية في صالون حلاقة وتمت مخاطبة عميد كلية طب الأسنان حيث تتم معالجة المخالفة وإحالة المخالفين لمجلس تأديبي وايقافها.‏
وأكد أن الموضوع خطير جداً فمهنة طب الأسنان في سورية مهنة متطورة ورائدة وموضوع أي خلل اداري وتنظيمي مهم كثيراً ويتم العمل بالتعاون مع الجهات الوصائية سواء وزارة الصحة أو النقابة المهنية في هذا الموضوع والمتابعة بدقة.‏
مركز للبورد الوطني..‏
ولفت الدكتور مراد لأهمية الارتقاء بمهنة طب الأسنان وتطويرها وذلك عبر المؤتمرات العلمية وفرع النقابة مستمر بإقامة المؤتمرات العلمية كل عام والعام الحالي بصدد تنظيم مؤتمر علمي سينظم الشهر الخامس وهي فعالية مهمة تحشد لها طاقات كثيرة وسيشارك فيها خبراء وأساتذة من عدة دول وسيكون مؤتمر دولي بالتعاون مع نقابة أطباء سورية.‏
وعملت النقابة على زيادة نسبة التخصصات في مهنة طب الأسنان سواء بالمؤسسات الاكاديمية في الجامعة أو الصحة أو بالنقابة وتم العمل منذ عامين على برنامج تأهيلي يخضع له الأطباء المختصون لعدة سنوات وينالون شهادة الاختصاص وهو موضوع عام ومشترك لكل النقابات لأهمية وجود مركز وطني للبورد السوري في نقابة أطباء الأسنان وهذا المركز يؤهل المختصين في عدة اختصاصات بهدف رفع الكفاءات العلمية وتأهيلهم وجعلهم كوادر في المستقبل تكون بناءة وتساهم في إعادة الاعمار وبناء سورية وتحافظ على سمعة طب الأسنان السورية وهي المهنة المتميزة عبر الأجيال من خلال التدريب المتكامل وبالشكل اللائق رغم التحديات.‏
الخريجون أكبر من المطلوب..‏
وأوضح الدكتور مراد أن نسبة الأطباء المتسربين في مهنة طب الأسنان بشكل عام لم تتجاوز خمسة وعشرين بالمائة في سورية وهذه نسبة غير مؤثرة إضافة إلى أن الحكومة عملت على مواجهة العدوان بالعلم وهذه كانت نقطة بناءة جداً حيث أصرت الدولة في أصعب الظروف ورغم صيحات وقف العملية التعليمية في المدارس والجامعات اصرت على أن تستمر العملية التعليمية وذلك خطوة رائدة لاشك واستطاعت أن تستمر بتخريج الكفاءات وأصبح لدينا عدد خريجين كبير وبالتالي لم يلحظ النقص في الكوادر كثيراً وبالعكس كان عدد الخريجين أكبر من المطلوب لسد الثغرة والنقص في الكوادر المتسربة ,كما أنه لا يهمنا العدد بقدر مايهمنا النوع فهو الأهم وبذلك تم العمل على موضوع التأهيل وهذا دور مهم للنقابات والجامعات ووزارة الصحة والمؤسسات الاكاديمية والتعليمية.‏
زيادة الطلب على خدمات طب الأسنان..‏
فالكوادر المهنية التي تسربت وأخذتها دول أخرى استغلت كوادرنا الشابة واستفادت منها كونها مؤهلة لكن مازالت لدينا البذرة المهمة ويجب أخذ الدور كاملاً وإعادة تأهيل الكوادر بشكل يليق مع احتياجاتنا المستقبلية ,فيجب معرفة احتياجات سوق العمل وإعادة التأهيل بما يتناسب معه ,كما أنه خلال الحرب لم يلحظ أي نقص في الخدمات في طب الأسنان وبالعكس زاد الطلب عليها نظراً لتميز سورية فيها وانخفاض الأسعار نسبياً مقارنة بدول الجوار وأصبح المرضى يأتون من العراق ولبنان خلال الأزمة وقبل الحرب كان يأتينا المرضى من كل دول العالم.‏
دفع الشباب للبحث العلمي..‏
وقال الدكتور مراد أن خطة العمل تتم بالتعاون مع وزارتي الصحة والتعليم العالي ,فالأولى هي المظلة الأساسية للعمل والثانية هي النبض الحي الذي يؤهل الكوادر وأي عملية تأهيلية أو تدريبية تعتمد على الأساتذة والكوادر من الوزارتين,وكنقابة يتم العمل على دفع الشباب نحو المشاركة في البحث العلمي وهناك أبحاث في الجامعة ولكنها لا تنشر ,فنقطة الضعف الأساسية أن تخبأ الأبحاث العلمية في الأدراج، فالبحث العلمي يجب أن ينشر ويعرض على الجمهور للإطلاع على النتائج لينعكس أثره على المجتمع ,فالمشكة وضع الأبحاث في الأدراج ولا يتم تحقيق الأهداف الاساسية لها وحالياً يتم التوجيه لمساعدة الكفاءات الشابة وان ينشروا أبحاثهم الكترونياً وبما يحقق رفع مستوى الجامعات ,وحتى لوكان هناك خلل في بعض النقاط يجب أن نفتخر بأدائنا وأبحاثنا فالخلل يعدل نفسه بنفسه مع الزمن وأي عملية علاجية أو بحثية ستغني نفسها بنفسها وتعمق التجربة بتعزيز الميزات وتجاوز السلبيات وتحقق بذلك نتائج مبهرة ومميزة.‏
مركز جديد للنقابة..‏
وأشار الدكتور مراد إلى أنه يتم العمل لإنشاء مركز خاص في الجسر الأبيض بدمشق لدعم خزينة النقابة التي ليس لها موارد إلا من خلال الرسوم التي لا تشكل عائدات ملحوظة وسيستثمر المكان العام الحالي لخدمة أعضاء النقابة مؤكداً أن مهنة طب الأسنان تحتاج لهمة جميع الكوادر الشابة والنقابات المهنية لا تحيا إلا بأبنائها والعمل مستمر رغم كل التحديات ,كما أن موضوع فرض ضرائب كبيرة مؤخراً بشكل مبالغ فيه يتم التعاون مع وزارة المالية ومديرية مالية دمشق لحل المشكلة والعمل بأن يكون اصلاحاً ضريبياً تدريجياً وليس جائراً.‏
جودة المهنة أولاً..‏
وبين الدكتور مراد أهمية المطالبة بجودة الخدمة في المهنة وتم التوجيه لنقطة مهمة وهي تخصص الطبيب، فالأطباء يجب أن يمارسوا تخصصاتهم فكثير من المراجعات والشكاوى التي تأتي للنقابة متعلقة بممارسة غير الاختصاص، فمثلاً طبيب غير ممتهن بالتقويم ويعالج التقويم وهذا يؤدي لمعالجة التقويم بشكل خاطئ وهناك حالات تعرضت لخطورة الحياة بسبب عدم المهنية وعدم الاختصاص ,وفي هذا الاطار يتضح موضوع الاعلانات الطرقية وخطورتها فيجب الا تكون للمهن الطبية فهذا شيء فيه اساءة للطب ويجب أن تلغى لأنها من الممكن أن تستدعي للغش والخداع، والمطلوب من وزارة الصحة أن تولي هذا الأمر اهتمامها وتعالجه فمهنة الطب لا يعلن عنها في الشوارع فبهذه الاعلانات تتحول المهنة لتجارة والمهنة يجب أن يكون مسؤولا عنها أبناؤها وليس التجار فإذا تحولت المهنة لتجارة فذلك كارثة حقيقية وإساءة للمهن الطبية والعقل الطبي وعقل المواطن.‏
الوقاية وليس العلاج..‏
ولفت لأهمية موضوع التثقيف الطبي والرعاية الطبية حيث اهمية العمل على مبدأ الوقاية وليس العمل على العلاج فغالباً مايتم التركيز على العلاج والابتعاد عن الوقاية وهذا لاتدعمه منظمة الصحة العالمية فالتكاليف ترتفع في العلاج فضروري التركيز على الوقاية فهي خير من العلاج واقل تكاليف ويجب أن يكون فيها رسائل واضحة سواء لطب الأسنان أو المهن الطبية الأخرى فهي خير لمستقبل وصحة الشباب وأقل تكاليف وأضرار واختلاطات حيث أن التقدم في المرض يؤدي لتكاليف ولخسائر القدرات.‏