«دبـدوب» عيد الحب بـ 60 ألف ليرة... واجهات محال دمشق تتزين باللون الأحمر وحفـلات بلودان لأول مـرة منـذ 7 سـنوات

«دبـدوب» عيد الحب بـ 60 ألف ليرة... واجهات محال دمشق تتزين باللون الأحمر وحفـلات بلودان لأول مـرة منـذ 7 سـنوات

أخبار سورية

الأربعاء، ١٤ فبراير ٢٠١٨

منال عيسى –ألين هلال  
كعادتها الشام لاتفوت موعداً مع الفرح بالرغم من كل الجراح،وها هي اليوم تكتسي من جديد حلة الحب والعشق ومظاهرهما لتطغى على لون الدم والموت القابع بين الأزقة وفي الشوارع.
واجهات المحلات جميعها اكتست اللون الأحمر،وقام عشرات البائعين بتجهيز الورود الحمراء وتصنيع القلوب التي تأبى إلا أن تنبض بالحب ودببة حمراء تبتسم للمارة باعثة الأمل بالحياة وإن كانت أسعارها لا تتناسب إطلاقاً مع ابتسامتها، وغيرها من المظاهر والاحتفالات المرافقة لهذا العيد والتي ينجذب لها الفؤاد قبل العين. ولرصد الآراء عن عيد الحب وحالة الشوارع والمحلات أجرت تشرين الاستطلاع الآتي:
ربا طالبة أدب انكليزي تقول: الحب موجود في كل زمان ومكان وهو معنى عظيم وسام وأكبر من أن نختصره في يوم أو في هدية أو احتفال، وبالنسبة لي كل يوم هو عيد الحب، حب الأهل والأصدقاء وليس فقط للعشاق.
أما رنين فتاة مخطوبة فرأيها أنه لامانع أن يحمل هذا اليوم خصوصية ونكهة خاصة، وأن يكون مرافقاً لطقوس معينة وأنا ضد المبالغة بالهدايا والاستعراض بها.
عمار طالب صيدلة يرى أنه يجب أو نؤطرالحب بإطار محدد أو نختصره بيوم خاص.
وهناك قليل من يعبر عن هذا الحب والإحساس بصدق النية لذلك على حد تعبيره يضيع مفهومه كحالة وجدانية صادقة.
أما رواد فهو عسكري نسي أن هناك ما يسمى عيد الحب طوال سنوات الحرب ، واللون الأحمر الذي يغطي كل مكان يذكره بدم أخيه الذي استشهد على إحدى جبهات القتال ويتابع رواد بحرقة: حبنا الحقيقي لسورية وعيد الحب الحقيقي بانتصارها
الذهب هدية ادّخار
شادي صاحب محل ذهب يقول: الحالة ضاقت ولم يعد الإقبال على شراء الذهب في مثل هذه الأعياد كبيراً، ما يدفعهم إلى تقديم هدايا بسيطة وبأسعار رمزية، وقليلون جداً من يقدمون الذهب هدية في عيد الحب ولا تتجاوز نسبتهم ١٥ -٢٠ % وغالباً ما يكون الثنائي مخطوبين أو متزوجين فيلجؤون للذهب كنوع من الادخار.
ياسر صاحب أحد محال الهدايا في دمشق القديمة يقول: مع الارتفاع أصبحت هناك حالة من الركود في عملية الشراء والبيع، من الشباب بأعمال صغيرة تتراوح بين ١٧ -٢٥عاماً وأكثر مايطلبونه الإكسسوارات الخفيفة والهدايا البسيطة والدببة التي أسعارها مقبولة، وعلى حد قوله الهدايا الغالية محصورة بفئة محددة وتبقى الهدية لمن استطاع إليها سبيلا.
تبّيض الوجه 
يقول جوليان منصور صاحب محل هدايا وعطورات: بعيد الحب يفكر الشخص بجيبته قبل الهدية ويبحث عن الشيء الجميل الذي يحفظ ماء الوجه ومن هنا كانت فكرتي لهذا العام تنسيق هدايا عيد الحب بأقل التكاليف الممكنة، ويتابع من خلال نظرتي للسوق وعلى البضاعة وجدت البضاعة قد زاد سعرها أكثر من خمسة أضعاف، فالدب الذي كان يباع بـ1000 أصبح سعره اليوم 60 ألف ليرة -وهو ما يعادل راتب موظف لشهرين- ومن خلال تجربتي حاولت تطبيق هدايا بسيطة تبهر الناظر وتقنعه (بتعبي العين ) كالبارفان والشوكولا بأنواعها وبتكلفة من 200 -3000 ليرة سورية وورود التوليب بجميع الألوان بسعر 250 ليرة للوردة، ولقي ذلك إقبالاً وتشجيعاً من الجميع وبمختلف مستوياتهم.
إن الواقع الذي فرضته الحرب والقذائف على شوارع دمشق هذا العام انعكس أيضا على حفلات عيد الحب في دمشق، وكان الإعلان عن حفلات هذه المناسبة خجولاً ليقتصر على بعض المطاعم والفنادق الضخمة، لدرجة بات الإعلان عن حفلات كهذه موضع سخط وسخرية لدى أغلب السوريين، إياد صاحب مطعم في باب توما قال: كالعادة كل عام جهزنا كل الأمور لحفلة عيد الحب، وبأسعار مناسبة وكان هناك إقبال جيد على الحجز، ولكن قد يقصدون مكاناً أكثر أماناً في آخر لحظة.
حفلات عامرة 
وبجولة على بعض المطاعم في بلودان التي سوف تفتح أبوابها للفرح أكد نقولا المهر مالك مطعم في بلودان, أنه بعد عودة الحياة للمنطقة, ستقام حفلة بتكلفة 6500 ليرة للشخص الواحد, ولن تقتصر الحفلة على من هم من المنطقة بل هناك أعداد كبيرة من القادمين من الشام الذين سيحتفلون في بلودان.
والجميع بحاجة لمتنفس بسيط, يؤدي للفرح تحت أي مسمى كان. بدوره أكد مدير مطعم نصر منصور, أن مثل هذه الحفلات تقام في بلودان أول مرة منذ سبع سنوات, والمفارقة الجميلة أن الإقبال على الحجز كان كبيراً.
أقوى سلاح
اختصاصية الدعم النفسي والاجتماعي هبة الرفاعي تقول: هناك نسبة كبيرة من الصبايا والشباب بأعمار صغيرة الغارقين بمشاعر الحب المبهمة غير معروفة النتائج وعلى حد تعبيرها أصبح من الدارج والطبيعي السؤال (بتحب حدا، مرتبط بحدا، في بحياتك حدا) وكأنها أصبحت أحد مكونات الشخصية الأساسية، وعن عيد الحب تقول الرفاعي لا ضير أن يكون هناك أعياد في حياتنا كعيد للحب أو للأم فهي تعزز أشياء جميلة في حياتنا، فالهدية معبرة وضرورية وجميلة في ظل ظروف الحرب القاسية التي نمر فيها، وأقوى سلاح هو الحب الحقيقي الذي يشمل كل أنواع الحب، حب الناس لبعضهم، التعايش الجميل المبني على علاقات اجتماعية سامية وقوية، والحب بين شخصين يجب أن يكون مبنياً على العقل والمنطق وأرضية صلبة قوية تتحدى كل الظروف، وتتابع الرفاعي يجب ألا نجعل هذه الطقوس ملزمة وحاكمة لنا وتقيدنا بقيود تقديم هدايا والتزامات معينة، في حين أن هناك أموراً حياتية لها الأولوية في ظل الظروف المعيشية الصعبة، وأن نحاول قدر الإمكان أن نجعل الاحتفال إذا كان لابد منه بسيطاً وهادئاً وغير مبالغ فيه، وتقديم هدايا بسيطة رمزية غير مكلفة فنوع الهدية ومقدارها ليس معيارا للحب.