الجعفري خلال جلسة مجلس الأمن حول الأوضاع في سورية: المجموعات الإرهابية تستغل المدنيين وتستخدمهم كدروع بشرية في الغوطة الشرقية

الجعفري خلال جلسة مجلس الأمن حول الأوضاع في سورية: المجموعات الإرهابية تستغل المدنيين وتستخدمهم كدروع بشرية في الغوطة الشرقية

أخبار سورية

الأربعاء، ٢٨ فبراير ٢٠١٨

أعلن الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن لدى الحكومة السورية معلومات تفيد بأن الإرهابيين يحضرون لعمل إرهابي يتم فيه استخدام الكلور على نطاق واسع لاتهام الجيش العربي السوري لافتاً إلى أن الإرهابيين لديهم تعليمات صارمة من الاستخبارات الغربية والتركية لفبركة الهجوم الكيميائي قبل تاريخ الـ 13 من آذار وهو موعد انعقاد الدورة السابعة والثمانين للمجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
 
وقال الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن وصلتني معلومات تفيد أنه صباح يوم الـ 20 من شباط الجاري دخلت ثلاث شاحنات تركية تحمل مادة الكلور إلى محافظة إدلب عبر معبر باب الهوى حيث توقفت اثنتان منهما حالياً في قرية قلب لوزة بمدرسة القرية التي قاموا بتحويلها إلى خزان للمواد الكيميائية حيث تتواجد هناك عدة سيارات وأعداد من الإرهابيين أما الشاحنة الثالثة فتحركت إلى قرية الهابط في ريف إدلب الشمالي حيث تتواجد حاليا في مقر تابع لما يسمى "هيئة تحرير الشام" الذين هم عملاء لتركيا في الجهة الشمالية الشرقية لقرية الهابط مع وجود أعداد كبيرة من الإرهابيين يقومون بإفراغ الشاحنة في ذلك المكان.
 
وأضاف الجعفري هذه المعلومات نتركها في عنايتكم ونحن نقول لكم هؤلاء الإرهابيون بتعليمات من مشغليهم سيستخدمون الكيميائي قبل تاريخ الـ 13 من أذار القادم. وقال الجعفري إن الحكومة السورية اطلعت على التقرير الشهري الثامن والأربعين لوكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ووجهنا وكالعادة رسالة رسمية إلى الأمين العام ورئيس مجلس الأمن تتضمن موقف الحكومة السورية من التقرير الحالي.
 
وأضاف الجعفري نحن واقعيون ونعرف أن منظمة الأمم المتحدة ليست منظمة خيرية وذلك بحكم فشلها في تطبيق أحكام الميثاق ومبادئ القانون الدولي منذ تأسيسها والحالة الفلسطينية خير مثال يضاف إليها فشل آخر في كل من العراق وليبيا ويوغسلافيا وغرينادا ونيكاراغوا.. لكن على الأقل دعونا نحافظ عليها كمنظمة طالما أن صفة الخيرية غير موجودة فيها.
 
ولفت الجعفري إلى أن الحكومة السورية تؤكد على التزمها الدائم بمبادئ القانون الدولي ومبادئ القانون الدولي الإنساني وكذلك التزامها بالقوانين الوطنية السورية والدستور السوري التي أقرت جميعها بمسؤولية الحكومة السورية عن ضمان أمن وسلامة مواطنيها في مواجهة المجموعات الإرهابية.
 
وأوضح الجعفري أن التقرير الحالي وعلى غرار سابقه لا يزال مشوباً بعيب جسيم يتمثل في اعتماد معديه على مصادر مسيسة ومفتوحة وأرقام لا مصداقية لها في حين يتجاهل المصادر الحكومية الموثوقة وحتى تقارير ممثلي الأمم المتحدة العاملين في سورية وهم الممثلون الذين يقرون في تقاريرهم التي يرفعونها إلى الأمم المتحدة في نيويورك بجهود الحكومة السورية وتعاونها في المجال الإنساني والتسهيلات المقدمة لعملهم لكن هذه الايجابيات تختفي عندما تصل إلى نيويورك.
 
الحكومة السورية تستهجن استخدام معدي التقرير مصطلح المناطق المحاصرة في الوقت الذي يستمرون فيه بالتجاهل المتعمد بأن أهالي الغوطة محاصرون من الداخل من قبل التنظيمات الإرهابية المختلفة. وقال الجعفري إن الحكومة السورية تستهجن صمت معدي التقرير ومفوضية حقوق الإنسان ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" خصوصاً بعد اعتماد القرار 2401 عن رصد وإبراز آثار العدوان الهمجي التركي على مدينة عفرين السورية وما تسبب به من خسائر كبيرة في الأرواح وإصابات ولا سيما في صفوف الأطفال والنساء ودمار في الممتلكات العامة والخاصة ونزوح كبير لسكان المدينة ونقص شديد في الاحتياجات الإنسانية. لكن عفرين ليست الغوطة الشرقية وليست الأحياء الشرقية لحلب وليست كفريا والفوعة.
 
وأكد الجعفري أن الحكومة السورية ترفض رفضاً قاطعاً استمرار صمت معدي التقرير عن الآثار الكارثية الناجمة عن عمليات ما يسمى "التحالف الدولي" وأعضائه وقتله المئات من المدنيين وعناصر القوات السورية التي تحارب إرهابيي "داعش" وكان آخرها المجزرتان الجديدتان اللتان معظم شهدائها من النساء والأطفال في قريتي الشعفة وظهرة علوني في دير الزور الشرقي. مضيفاً إن طيران "التحالف الأمريكي" مختص أكثر ما هو مختص بقصف هذه المنطقة من ريف دير الزور الشرقي لأن فيها مدنيين لا يشكلون حاضنة للإرهاب أي إرهاب "داعش" و"النصرة" ناهيك عن الدمار الهائل الذي ألحقته قوات التحالف بمدينة الرقة.
 
وجدد الجعفري مطالبة الحكومة السورية بحل هذا التحالف العدواني غير الشرعي ووقف جرائمه بحق السوريين فوراً لافتاً إلى أن بياناً مهما صدر اليوم عن هيئة الأركان الروسية يشير إلى أن الوضع الإنساني في مناطق سيطرة عملاء وحلفاء أمريكا في سورية هو الأسوأ في البلاد إذ تحولت هذه المناطق إلى ثقوب سوداء كالثقوب الموجودة في الفراغ الجوي.
 
وقال الجعفري فيما يخص الوضع في الغوطة الشرقية تؤكد الحكومة السورية أن سبب تأجج الوضع فيها في الآونة الأخيرة هو قيام المجموعات الإرهابية المنتشرة في تلك المنطقة بشن هجمات على المناطق السكنية والنقاط العسكرية وإطلاق أكثر من 2180 قذيفة صاروخية وقذيفة هاون على مدينة دمشق حتى يوم أمس ما أدى إلى استشهاد أكثر من 66 مدنياً وإصابة 474 غيرهم ما استدعى قيام القوات الحكومية بالرد على تلك الاعتداءات انطلاقاً من واجباتها الدستورية بضمان أمن وسلامة المواطنين.
 
وأعرب الجعفري عن استهجان الحكومة السورية من استمرار معدي التقرير باستخدام مصطلح "المناطق المحاصرة" عند الحديث عن الوضع في الغوطة الشرقية بريف دمشق في حين يستمرون بالتجاهل المتعمد بضغط من دول نافذة في هذا المجلس وخارجه لحقيقة أن أهالي الغوطة الشرقية محاصرون من الداخل من قبل التنظيمات الإرهابية المسلحة المختلفة الموجودة فيها والتي تستغل المدنيين وتستخدمهم كدروع بشرية وتقوم بالاستيلاء على المساعدات الإنسانية واحتكارها وتوزيعها على مناصريها أو بيعها للمحتاجين بأسعار باهظة على غرار ما حصل سابقا في الأحياء الشرقية لحلب.
 
كما أعرب عن أسف الحكومة السورية لتجاهل معدي التقرير معاناة آلاف المخطوفين الموجودين في سجون الغوطة الشرقية وغيرها من مناطق انتشار الجماعات الإرهابية المسلحة ومنهم نساء وأطفال وكبار في السن ممن اختطفوا من بيوتهم وأماكن عملهم وتعرضوا لأسوأ أنواع التعذيب مشيراً إلى أن هناك مدنيين يقبعون في سجون الإرهابيين خطفوا من بيوتهم قبل خمس سنوات من مدينة عدرا العمالية وريف اللاذقية.
 
وأعرب الجعفري عن استنكار الحكومة السورية لبيانات الأمانة العامة وتقارير الأمين العام حتى هذه اللحظة في تجاهل ما يتعرض له 8 ملايين مدني في العاصمة دمشق من مئات القذائف والصواريخ اليومية التي تطلقها المجموعات الإرهابية من الغوطة الشرقية.
 
وقال الجعفري إن الحكومة السورية تشدد على أن ادعاءات معدي التقرير شأنهم شأن الدول الغربية المؤثرة عليهم فيما يخص حصار الحكومة السورية المزعوم للغوطة حيث يتم دحضها بشكل مستمر وآخر ما يثبت عدم مصداقيتها التقارير التي تحدثت عن تقديم النظام السعودي مساعدات للغوطة الشرقية خلال شهر شباط ما يبرهن على أن الغوطة غير محاصرة والوصول اليها ممكن وخاصة أن إمدادات التنظيمات الإرهابية الموجودة فيها من الأسلحة والذخائر الواردة إليها من حكومات الدول الداعمة للإرهاب مستمرة حتى الآن ومن بينها ما يسمى "المساعدات الإنسانية السعودية".
 
وجدد الجعفري التأكيد أنه لا أحد أحرص من الحكومة السورية على حياة مواطنيها وحمايتهم على كل شبر من الأراضي السورية وقال في هذا السياق عملت حكومة بلادي على اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية مواطنيها في معرض ردها على إرهاب المجموعات في الغوطة الشرقية وسعت إلى إبعادهم عن هؤلاء الإرهابيين من خلال تأمين ممر إنساني آمن لخروجهم تم الإعلان عنه بعد ساعات من اعتماد القرار 2401 وذلك لضمان سلامتهم بالتعاون مع أصدقائنا وحلفائنا الروس وكذلك توفير أماكن لإقامتهم مع تقديم الغذاء والدواء والرعاية الطبية اللازمة على حساب الحكومة السورية وليس على حساب أوتشا.
 
وأضاف الجعفري كما دعت الحكومة السورية أفراد المجموعات المسلحة إلى إلقاء السلاح والتوقف عن ممارسة إرهابهم من داخل المناطق والأحياء السكنية والانخراط في مبادرات المصالحة الوطنية لكن الذي حدث أن التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها "جبهة النصرة" و"جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن" منعت المدنيين من الوصول إلى هذا المعبر بقوة السلاح كما تعرفون أو لا تعرفون إذ عمدت إلى استهداف المعبر الإنساني بقذائف الهاون مباشرة بعد الإعلان عن فتحه. أما الرسالة التي وجهها لكم الإرهابي محمد علوش صراحة فكانت رفضه لخروج أي مدني من الغوطة وهو قال ذلك والهدف واضح فهو يريد استخدامهم كرهائن ودروع بشرية.
 
وتابع الجعفري: هناك اليوم موضة جديدة في الأمم المتحدة حيث تأتي رسالة من مجموعة إرهابية فيتم تعميم مضمونها كوثيقة رسمية وهو آخر اختراع خيري لمنظمة الأمم المتحدة. لا توجد قرارات مكافحة إرهاب وليس هناك احترام لذكاء الدول الأعضاء ومن تابع مسار اعتماد القرار 2401 وبعض البيانات والإحاطات التي استمعنا إليها اليوم يصل إلى حقيقة لا لبس فيها وهي أن الهدف الحقيقي من اعتماد هذا القرار لم يكن الوصول إلى هدنة حقيقية كما يزعم البعض ولا حماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم بل كان الهدف استخدام مجلس الأمن من جديد لعرقلة تقدم الجيش السوري وحلفائه في مواجهة المجموعات الارهابية المسلحة التي تهدد العاصمة دمشق.
 
وقال الجعفري للمرة الألف نقولها يهددون العاصمة دمشق.. وإلا من يفسر لنا إغفال نص القرار 2401 الإشارة إلى أي من قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب والمقاومة الشديدة التي أبدتها بعض الدول خلال المفاوضات على مشروع القرار لأي نص يستثني "داعش" و"جبهة النصرة" والمجموعات الإرهابية المرتبطة بهما من الهدنة المفترضة.
 
وأشار الجعفري إلى أن حملة الادعاءات الإنسانية ذات الصلة بالوضع الإرهابي في الغوطة الشرقية تزامنت مع حملة أخرى منظمة برعاية أمريكية غربية تروج لاستخدام السلاح الكيميائي مجددا في سورية في أماكن ينشط فيها الإرهابيون وما يسمى "أصحاب الخوذ البيضاء".
 
وقال الجعفري لكي يستكمل المشهد تنشر صحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر اليوم مقالاً افتتاحياً مفاده أن هناك تعاوناً كيميائياً بين جمهورية كوريا الديمقراطية وسورية والشيء المضحك في الموضوع هو أن المقال يأتي على صفحة كاملة وبعد أن يشهر بالحكومتين السورية والكورية الديمقراطية يقول إن التقرير ليس أكيدا بحسب الخبراء الذين اطلعوا على التقرير.
 
وأضاف الجعفري لقد فات الصحيفة أن السفينة الأمريكية "كيب راي" هي التي قامت بتدمير المخزون الكيميائي الذي سلمته السلطات السورية طواعية بعد انضمام الحكومة إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية وبعد انضمامها إلى منظمة الحظر وأصبحت عضوا كاملا فيها. هذه معلومات قديمة لكن نيويورك تايمز اليوم أتاها الحماس كي تتحدث عن هذا الموضوع العجيب والغريب.
 
وأكد الجعفري أن من يتحمل المسؤولية الحقيقية عن وقف الأعمال القتالية هي تلك الدول التي تملك التأثير والنفوذ الفعليين على المجموعات الإرهابية المسلحة في الغوطة وفي غيرها من المناطق السورية لوقف أعمالها الإرهابية والسماح للمدنيين الذين تتخذهم دروعا بشرية بالخروج الآمن والطوعي من تلك المناطق التي تستخدمها تلك المجموعات كقواعد لشن هجماتها الإرهابية.
 
وإشار الجعفري إلى أن هناك مجموعة من الدول تتباكى على الوضع الإنساني في سورية حيث قامت خمس دول بعضها عضو في هذا المجلس بدعوة الدول الأعضاء إلى حضور فيلم لتنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي أعد باسم "أصحاب الخوذ البيضاء" في المجلس الاقتصادي والاجتماعي داخل الأمم المتحدة مبيناً أن هناك دولا أعضاء في هذا المجلس يروجون لتنظيم إرهابي موجود على قوائم مجلس الأمن ككيانات إرهابية وقال أترك هذا الأمر أيضاً في عنايتكم لعل وعسى يتم التعامل معه بطريقة مناسبة.