واصل تقدمه وأمّن الأهالي داخل منازلهم … معركة الغوطة الشرقية في خواتيمها وأكثر من 80 بالمئة منها في قبضة الجيش

واصل تقدمه وأمّن الأهالي داخل منازلهم … معركة الغوطة الشرقية في خواتيمها وأكثر من 80 بالمئة منها في قبضة الجيش

أخبار سورية

الاثنين، ١٩ مارس ٢٠١٨

باتت معركة غوطة دمشق الشرقية في نهايتها مع التقدم المتسارع للجيش العربي السوري هناك واستعادته ما يزيد على 80 بالمئة منها، بالترافق مع تأمين وحداته للأهالي في منازلهم داخل أحياء بلدتي سقبا وكفر بطنا.
وفي ظل الاكتساح المتسارع من قبل الجيش لمعاقل التنظيمات الإرهابية وحلفائها من الميليشيات المسلحة، ترددت أنباء عن طلب هؤلاء الخروج إلى الشمال السوري.
وأعلنت وكالة «سانا» للأنباء رسمياً أمس بعد تأمين الجيش لبلدتي سقبا وكفر بطنا، أن عملياته أسفرت عن القضاء على آخر أوكار الإرهابيين في البلدتين وذلك بعد تكبيد الإرهابيين خسائر في الأفراد والعتاد وتدمير أوكارهم وتحصيناتهم.
واستعاد الجيش أول من أمس السيطرة على سقبا وكفر بطنا اللتين تعتبران من كبرى معاقل التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة المتحالفة معها في الجيب الجنوبي للغوطة الشرقية.
ووصفت الوكالة عمليات الجيش بالمكثفة وأنها استخدمت خلالها تكتيكات مناسبة لطبيعة المناطق السكنية حفاظا على أرواح من تبقى من مدنيين في منازلهم في انتظار وصول الجيش العربي السوري ليحررهم من سيطرة التنظيمات الإرهابية.
ولفتت إلى أن وحدات الجيش تعمل على تأمين الأهالي في منازلهم داخل أحياء البلدتين في حين بدأ عناصر الهندسة بتطهير وتمشيط الشوارع والأبنية وشبكة الأنفاق التي عثروا عليها حيث كان الإرهابيون يتحركون عبرها وينقلون الأسلحة والذخيرة إلى مجموعاتهم على خطوط الاشتباك.
وذكرت أن عمليات الجيش تجرى بالتوازي مع استمرار تأمينه الممرات في القطاعين الأوسط والشمالي لإفساح المجال أمام المدنيين المحاصرين من قبل التنظيمات الإرهابية للخروج.
وبينما تحدثت وسائل إعلام محلية عن أن الجيش «بات يسيطر على 80 بالمئة من مساحة الغوطة الشرقية»، ذكرت مصادر أهلية لـ«الوطن»، أن «المسلحين فرّوا من بلدة سقبا باتجاه حزة وزملكا وعربين» بعد دخول الجيش إليها، في حين «لم يغادر الأهالي بلدتهم» مع دخول الجيش.
وذكرت المصادر، أنه لم يعثر على مخازن وتحصينات كثيرة في سقبا بسبب عدم وجود بيئة حاضنة للمسلحين فيها.
على خط مواز ترددت أنباء عن أن ميليشيات «فيلق الرحمن» و«أحرار الشام» طالبوا بالخروج إلى الشمال السوري حيث ميليشيات عملية «درع الفرات» اللاشرعية المدعومة تركيا وأن مسلحي «جبهة النصرة» الإرهابية طالبوا بالخروج إلى إدلب.
من جانبه أكد «الإعلام الحربي المركزي»، أن الجيش استعاد مدرسة الفارابي شمال بلدة الريحان، وتل كردي، إضافة إلى مساحة واسعة من المزارع شمال شرق البلدة.
من جهتها، أفادت مصادر إعلامية معارضة، بأن «حالة من الهدوء الحذر سادت أمس في الغوطة الشرقية، التي أصبحت القوات الحكومية السورية تسيطر على 83 بالمئة من مساحتها».
وكشفت تلك المصادر، أن هذا الهدوء يأتي في «انتظار الوصول إلى إعلان عن الاتفاق الذي من المفترض أنه جرى التوصل إليه بين «فيلق الرحمن» والجانب الروسي، لإخراج مقاتلي الفيلق إلى الشمال السوري».
في الأثناء، ذكرت مصادر مطلعة على الوضع الميداني أن «قصفاً صاروخياً استهدف الإرهابيين في عين ترما».
في المقابل، أفاد مصدر في قيادة شرطة دمشق بحسب «سانا»، بأن قذيفة صاروخية سقطت في شارع الباكستان على اتجاه ساحة عرنوس أطلقتها التنظيمات الإرهابية في الغوطة الشرقية أدت إلى أضرار مادية في الممتلكات، في حين ذكرت مصادر أهلية لـ«الوطن»، أن أضراراً مادية وقعت بسقوط قذيفتين صاروخيتين صباح أمس في منطقة العفيف شمال دمشق.
وعلى جبهة جنوب العاصمة، ذكرت مصادر أهلية لـ«الوطن»، أن الهدوء خيم على جبهة مخيم اليرموك، على حين تحدثت مصادر أخرى عن استهداف الجيش لمواقع ونقاط تنظيم داعش الإرهابي بالصواريخ في منطقة الحجر الأسود الواقعة جنوب المخيم. وبالتزامن مع الانهيار الكبير في صفوف التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة المتحالفة معها في الغوطة الشرقية أطلق ما يسمى «جيش تحرير الشام»، أمس، هجوما ضد الجيش العربي السوري في منطقة القلمون الشرقي تحت مسمى «الشهيدة سعاد الكياري» بهدف تخفيف الضغط عن الغوطة الشرقية.
وذكرت مصادر إعلامية معارضة، أن مسلحي «جيش تحرير الشام» شنّوا هجوماً واسعاً، صباح أمس، على مواقع الجيش العربي السوري بالقرب من منطقة المسحا في القلمون الشرقي. وادعت المصادر، أن المسلحين «سيطروا على عدة نقاط بالقرب من منطقة المحسا»، بالإضافة إلى «اغتنام دبابة من طراز «T72» وأسلحة وذخائر». كما زعمت المصادر أنهم «تمكنوا من إسقاط طائرة حربية من نوع سوخوي فوق جبال القلمون الشرقي، بعد استهدافها بالمضادات الأرضية».
وذكرت المصادر، أن هجوم المسلحين في القلمون الشرقي يأتي بالتزامن مع تجهيزات أميركية للميليشيات المسلحة المدعومة أميركيا في البادية.
وأشارت إلى أن منطقة الـ«55 كيلومتر» في البادية، التي تنتشر فيها ميليشيات «الجيش الحر» ويدعمها «التحالف الدولي»، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، «تشهد تحركات عسكرية منذ ساعات».
وتوقعت المصادر، أن تتحرك الميليشيات المدعومة أميركياً، لبدء عمل عسكري واسع بهدف السيطرة على مساحات تصل إلى حدود محافظة دير الزور.
وتوقع «محللون عسكريون» بحسب المصادر، أن يكون التحرك المتزامن في إطار عملية عسكرية واسعة، قد يكون هدفها ربط منطقة الـ«55 كيلومتراً» بنقاط سيطرة الميليشيات في القلمون الشرقي.