«فيلق الرحمن» يتراجع ويطالب برعاية أممية … مهلة لمسلحي حرستا للالتزام باتفاق تسوية

«فيلق الرحمن» يتراجع ويطالب برعاية أممية … مهلة لمسلحي حرستا للالتزام باتفاق تسوية

أخبار سورية

الاثنين، ١٩ مارس ٢٠١٨

أعطى الجيش العربي السوري مهلة جديدة لمسلحي مدينة حرستا انتهت ليل أمس للالتزام باتفاق تسوية تم التوصل إليه ويقضي بخروج من لا يرغب بتسوية وضعه من المسلحين مع عائلاتهم إلى شمال البلاد.
وتراجعت ميليشيا «فيلق الرحمن» عن الاتفاق حيث أبدت استعدادها للتفاوض مع وفد الأمم المتحدة لـ«وقف إطلاق النار ودخول المساعدات وإجلاء الحالات الطبية العاجلة» فقط.
وأول من أمس رجحت مصادر وثيقة الاطلاع على ملف المصالحات المحلية لـ«الوطن»، التوصل إلى اتفاق تسوية في مدينة حرستا يقضي بتسوية أوضاع الراغبين وخروج الرافضين للاتفاق من المنطقة إلى شمال البلاد.
وبينت مصادر أهلية كانت أمس على معبر الموارد المائية لـ«الوطن»، أن الجميع كان متأهباً على المعبر متوقعين خروج أهال من مدينة حرستا إلا أن العصابات الإرهابية المسلحة في المدينة سواء «جبهة النصرة» أو «فيلق الرحمن» أو «حركة أحرار الشام الإسلامية» منعت الأهالي من الخروج، بحسب الاتفاق الذي تم أول من أمس. وبينت المصادر أن حافلات كانت موجودة على المعبر كان يتوقع أن تنقل مسلحين وعائلاتهم إلى إدلب، إلى جانب حافلات أخرى لنقل الراغبين بالخروج إلى مراكز الإيواء إلا أن أياً من المسلحين أو عائلاتهم لم يخرج. وبحسب المصادر، فإن الجيش أمهل المسلحين حتى الساعة الثانية عشرة ليلاً من يوم أمس للالتزام بالاتفاق وإلا فسيقوم بدخول المدينة، بعدما انتهت مهلة عصر أمس واستمرت 24 ساعة.
في المقابل، كشفت ميليشيا «فيلق الرحمن» عن مفاوضات مع الأمم المتحدة حول «وقف إطلاق النار ودخول المساعدات وإجلاء الحالات الطبية العاجلة» فقط.
ونقلت وكالة «رويترز» عن المتحدث باسم «فيلق الرحمن» وائل علوان من اسطنبول قوله: «نقوم بترتيب مفاوضات جادة لضمان سلامة المدنيين وحمايتهم»، زاعماً أن: «أهم النقاط التي يجري تأكيدها والتفاوض على إجراءاتها، هي وقف إطلاق النار، وتأمين المساعدات للمدنيين، وإخراج الحالات المرضية والمصابين لتلقي العلاج خارج الغوطة بضمانات أممية»، نافياً أن يكون موضوع «الخروج» من الغوطة مطروح على الطاولة بحسب زعمه.
وكانت ميليشيات مسلحة في الغوطة الشرقية، زعمت أول من أمس في بيان التزامها بتنفيذ القرارات الأممية واستعدادها للحوار مع روسيا شريطة أن ترعى الأمم المتحدة المحادثات المقترحة، بعدما أكدت وزارة الدفاع الروسية أنه «في إطار تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401، تستمر روسيا في الوفاء بالتزاماتها بشكل كامل، ويقوم المركز الروسي للمصالحة بتنظيم عمل تفاوضي نشط مع قادة المعارضة السورية المسلحة في أنحاء سورية كافة». ولفتت الوزارة إلى أن «العمليات العسكرية للقوات الحكومية السورية اليوم تنفذ حصراً ضد الجماعات المسلحة التي لا تقبل المصالحة وتعمل على ترهيب السكان المحليين». إلا أن ميليشيا «فيلق الرحمن» سرعان ما رفضت «مقترحاً من روسيا لإجراء محادثات داخل سورية بشأن الاستسلام ومغادرة الجيب» وفق تصريحات لعلوان نفسه أول من أمس قال فيها: إن الأمم المتحدة نقلت لهم المقترحات الروسية، وأضاف: «ما يطلبه الروس من الاستسلام عبر التفاوض الداخلي مرفوض».
وكان المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا قال السبت: «نحن نحث الأطراف كافة بضرورة تنفيذ عمليات الإخلاء الجارية بأعلى معايير الحماية وتحت القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، وسواء أراد المدنيّون البقاء أو المغادرة، يجب حمايتهم من الهجمات وتوفير الأساسيات الضرورية للبقاء على قيد الحياة، يجب أن يكونوا بأمان ويجب أن تجرى عمليات إخلاء آمنة وتطوعية لموقع من اختيارهم».
الموقف الروسي كان أيضاً ينتقد الموقف الغربي حيث أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، السبت، أن الدول الغربية تواصل محاولاتها للإطاحة بالحكومة السورية، معربة عن استغرابها من زيادة هذه المحاولات في الآونة الأخيرة رغم بدء عمليات السلام في البلاد.
ولفتت إلى أن الأمر يبدو أكثر من مجرد غرابة، لافتة إلى أن سبب ظهور هذه الدعاية الغربية في هذا الوقت، هو استمرار عمليات السلام بشكل حقيقي في سورية.