داعش تمدَّدَ جنوبَ دمشق والنصرةُ محاصرةٌ.. ماذا في احتمالاتِ ما بعدَ الغوطة..؟

داعش تمدَّدَ جنوبَ دمشق والنصرةُ محاصرةٌ.. ماذا في احتمالاتِ ما بعدَ الغوطة..؟

أخبار سورية

الخميس، ٢٩ مارس ٢٠١٨

مع ازديادِ زخمِ عمليّةِ نقلِ عناصرِ الفصائلِ المسلّحةِ من مناطقِ الغوطةِ الشرقيّة إلى محافظةِ إدلب وفقاً للاتّفاقيّاتِ التي توصّلَ إليها الطّرفانِ لإنهاءِ أزمةِ ريفِ دمشق الشرقّي، بدأَ الحديثُ عن احتمالاتِ الوُجهةِ القادمةِ للعمليّةِ العسكريّةِ السوريّة، وتقولُ مصادرُ ميدانيّةٌ إنَّ "جنوبَ العاصمة" هو الأقربُ في الاحتمالاتِ القريبةِ على المستوى الزمنيّ، مُعلِّلةً ذلك برغبةِ الحكومةِ السوريّةِ بتأمينِ العاصمةِ من جهاتِها الأربع.
مصادرُ ميدانيّةٌ أكّدت في حديثها لـ"وكالة أنباء آسيا"، أنَّ تعزيزاتٍ عسكريّةً ضخمةً بدأت الوصولَ إلى حي "القدم" وأطرافِ "مخيّم اليرموك"، إذْ إنَّ إنهاءَ وجود تنظيم داعش في الأجزاءِ الجنوبيّة من العاصمةِ قضيّةٌ محوريّةٌ في حساباتِ تأمينِ العاصمة، ويبدو أنَّ الفصائلَ الفلسطينيّةَ من قبيلِ "لواء القدس" ستلعبُ دوراً أساسيّاً في الهجومِ على مواقعِ التنظيمِ في المخيّمِ الذي يُعرفُ باسمِ "عاصمة الشتاتِ الفلسطينيّ" لكونِهِ أكبر المخيّمات في سوريّةَ ولُبنان.
وتُوضِحُ المصادرُ أنَّ تنظيم داعش يَشغلُ أجزاءً من حي القدم "العسالي – الورد" فيما تُعتبرُ خطوط تماسّ مُباشر بين الجيشِ السوريّ وداعش ضمنَ نقاط منطقة "المادنة" في الحي نفسه، وهي نقاطٌ سيطرَ داعش على بعضِها خلالَ تطبيقِ اتّفاق إخلاء "أجناد الشام" من حي القدم إلى الشّمالِ السوريّ، وبذلكَ تحوّلت أجزاءٌ من حي "القدم"، إلى خطوطٍ دفاعيّةٍ أُولى لداعش عمّا يسمّيه بـ"ولاية دمشق"، والتي تمتدُّ بين حي "الحجر الأسود"، وأجزاءٍ واسعةٍ من "مخيّمِ اليرموك" وأطرافِ حي "التضامن".
وتقولُ معلوماتٌ، لم تتمكّن "وكالة أنباء آسيا" من تأكيدِها عبرَ مصدرٍ رسميّ، إنَّ وجودَ "جبهة النصرة" في منطقةِ "ساحة الريجي" باتَ محكوماً باتّفاقِ خروجٍ إلى الشّمالِ السوريّ، في مقابلِ خروجِ المزيد من الحالاتِ الإنسانيّةِ من مدينتي "كفريا" و"الفوعة" المُحاصرَتَين بريفِ إدلب، فـ"النصرة" المحاصرةُ بوجودِ تنظيمِ داعش من ثلاثِ جهاتٍ تحيطُ بـ"ساحة الريجي" وسط المخيّمِ، ورابعة بوجودِ "الفصائلِ الفلسطينيّة المواليةِ للدولةِ السوريّة، لمْ تَعُدْ قادرةً على مقاومةِ هجماتِ "داعش" المتكرِّرةِ على نقاطها، فالمعلوماتُ تشيرُ إلى وجودِ نحو 200 مقاتلٍ للنصرةِ فقط في هذه المساحةِ الضيّقة.
وفي حين أنَّ المفاوضاتِ في بلداتِ "يلدا – ببيلا – بيت سحم"، بدأت بالتسارعِ للوصولِ إلى اتّفاقِ خروجِ عناصر الفصائلِ المسلّحة غير الراغبةِ بالتسويةِ إلى الشّمالِ، فإنَّ خروجَ النصرةِ من مخيّمِ اليرموك غير مرتبطٍ بأيِّ ملفٍّ حاليّاً، إلّا بملفِّ "كفريا" و"الفوعة"، وبمثلِ هذه الاتّفاقيّات سيكونُ "داعش" هو العدوّ الوحيد والأخير للجيشِ السوريّ جنوبَ العاصمةِ.
يُشارُ إلى أنَّ إخلاءَ المناطقِ المحيطةِ بالعاصمةِ من الوجودِ المسلّح، يدفعُ مراقبي الملفّ السوريّ إلى توقّع أنْ تكونَ الجبهة الجنوبيّةَ (درعا – القنيطرة – غرب السويداء)، هي الوجهةُ التالية للعمليّاتِ العسكريّةِ السوريّةِ بعد إتمامِ عمليّةِ "تأمينِ العاصمة"، الأمرُ الذي قد يأخذُ الملفّ السوريّ إلى مزيدٍ من العنفِ في الصِّراعِ السياسيّ بين الأطرافِ الدوليّةِ الفاعلةِ في الملفِّ السوريّ خاصّةً روسيا وأمريكا.