مواقف خـاصة.. ممنوع الـوقوف!! استثمارات شـخصية للشوارع والأماكن العامة كمواقف للسيارات

مواقف خـاصة.. ممنوع الـوقوف!! استثمارات شـخصية للشوارع والأماكن العامة كمواقف للسيارات

أخبار سورية

السبت، ٣١ مارس ٢٠١٨

عبارة تسمعها من أشخاص أمام مطعم أو كافيه أو حتى شارع عام ورسمي وسط مدينة دمشق، وحتى في الأماكن المختلفة ذات الازدحام، لكونها منطقة خدمية أو مكاناً توجد فيه مؤسسة أو هيئة حكومية يرتادها المراجعون بأعداد كبيرة، أولئك الأشخاص يحجزون  لأنفسهم في الشوارع العامة مساحة ويحتكرونها تماماً كمن استثمر مساحة من المحافظة لشغلها «باركينك» مواقف للسيارات.
أينما توجهت بسيارتك في شوارع المدينة وحاولت أن تتوقف دقائق لقضاء حاجة هناك من يمنعك تحت عبارة: «محجوز» لمصلحة المطعم أو لمصلحة مكتب ما أو محجوز لمصلحة شخص ما يعمل على أنه مستثمر للمكان وتفاجأ بأنه يعمل لمصلحته الشخصية، لكن بالتأكيد لم يكن ليقدم على استثمار شارع أو حارة ويستخدمها لتوقف السيارات الخاصة مقابل عبارة (شو ما بيطلع من خاطرك) والبعض منهم يفرض تسعيرة ثابتة مقابل غسيل وتنظيف السيارة ريثما يقضي صاحبها مهمته، وقد تطول ساعات، فالسيارة في أيدٍ أمينة لم يكن ليقدم على ذلك لولا غض نظر المحافظة بقصد أو من غير قصد.
إذ لا يمكن أن تقصد مدينة دمشق بسيارتك لقضاء بعض الحاجات التي تتطلب منك المغامرة واقتياد سيارتك، إذ من الصعب، لا بل من المستحيل حتى أن تجد مكاناً تركن فيه سيارتك في شارع، وحتى وإن قصدت المواقف الرسمية قد تجد صعوبة في حجز مكان لسيارتك.
أحد المواقف المستثمرة التي تعود لإحدى الجهات العامة طلب الموظف مبلغاً يفوق المطلوب، وعندما طلبنا إيصالاً بذلك رفض حتى أن يعطينا إيصالاً بالمبلغ الذي طلبه، مع إن دفتر الإيصالات في يده، والسبب في ذلك خشية أن نكتشف تزويره لزمن الوقوف، ولاسيما بعد أن علم أننا نعمل في صحيفة رسمية، وعندما فاجأته بأني سأكلم مديره العام قال لي (روح الله يسامحك ما بدنا منك شي)، هي حالة ويمكن تعميمها على موظف في إحدى الشركات المنتهي عقدها في استثمار شارع ولا يزال يمارس العمل لمصلحته الشخصية.
والكثير من الأماكن والشوارع العامة تجد فيها أشخاصاً احتكروا لأنفسهم استثمار المكان مقابل أجور فرضوها مع خدمة غسيل السيارات المركونة وحتى «كيها» إن استطاعوا ذلك إرضاءً للزبون.
محجوز، ممنوع، مسامير، حواجز، سلال حديدية زرعت على جوانب الطرق أمام المحال والمتاجر والجهات الحكومية وغير الحكومية، استثمارات وهمية لمواقف السيارات والشوارع، برخصة وبغير رخصة يديرها أشخاص لا صفة لهم ولا عنوان، قادرون أن يركنوا لك سيارتك بلمح البصر وتحت عين وبصر المحافظة.