الخيارات تضيق أمام دواعش جنوب دمشق: «الحسم» أو الرحيل … ملف بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم يقترب من الإغلاق بـ«المصالحة»

الخيارات تضيق أمام دواعش جنوب دمشق: «الحسم» أو الرحيل … ملف بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم يقترب من الإغلاق بـ«المصالحة»

أخبار سورية

الخميس، ٥ أبريل ٢٠١٨

موفق محمد
تتسارع وتيرة الجهود المبذولة لإنهاء ملف بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم من خلال اتفاق مصالحة، بعد أن تم فصله كملف مستقل في منطقة جنوب دمشق، على حين يتم التعامل مع المناطق التي يتحصن بها تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة كملف آخر.
وحسبما تحدثت لـ«الوطن»، مصادر مطلعة على ملف المصالحات، فإن اجتماعات مكثفة ومتتالية تعقد منذ أيام بين وفد حكومي وروسي من جهة وممثلين عن ميليشيات مسلحة ووجهاء وأعيان في المنطقة من طرف آخر، بغية التوصل إلى اتفاق مصالحة «نهائي» حول بلدات يلدا وبيت سحم وببيلا، مشابه للاتفاقات التي تمت مع الميليشيات المسلحة في غوطة دمشق الشرقية.
وأوضحت المصادر، أن ما يتم طرحه من الوفد الحكومي والروسي، بأن تتم تسوية أوضاع الراغبين في المصالحة ورحيل الرافضين مع عوائلهم إلى شمالي البلاد ودخول الجيش العربي السوري إلى المنطقة وعودة مؤسسات الدولة إليها.
وأكدت المصادر، أن «الأمور تتجه بقوة نحو إبرام اتفاق مصالحة»، لافتة إلى أن أغلبية مسلحي الميليشيات «بدأت بالتراجع عن تعنتها» بعد ما حصل في غوطة دمشق الشرقية وسيطرة الجيش العربي السوري على معظمها.
وتقع بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم على أطراف العاصمة الجنوبية وتسيطر عليها ميليشيات «فرقة دمشق، جيش الأبابيل، حركة أحرار الشام الإسلامية، شام الرسول»، وقد أبرم الجيش العربي السوري معها منذ عام 2014 اتفاق هدنة، ومنذ فترة طويلة تسعى الحكومة إلى تحويله إلى اتفاق مصالحة نهائي تعود بموجبه تلك البلدات إلى سيطرة الدولة إلا أن تلك المساعي وحتى الآن لم تنجح.
ومع قرب انتهاء الجيش العربي السوري من السيطرة على جميع مساحات غوطة دمشق الشرقية وإغلاق هذا الملف، صدرت عدة تصريحات روسية تؤكد أن وجهة الجيش التالية ستكون أحياء جنوب العاصمة وبلداتها لإغلاق هذا الملف.
وتحاذي تلك البلدات من الجهة الغربية مدينة الحجر الأسود التي يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي وتعتبر المعقل الرئيس له في جنوب العاصمة، والملاصقة من الجهة الشمالية لمخيم اليرموك الذي يسيطر التنظيم على أجزاء واسعة منه جنوباً، على حين تسيطر «جبهة النصرة» الإرهابية على جيب صغير في قاطع المخيم الغربي. كما يسيطر داعش على أجزاء من القسم الشرقي لحي القدم المحاذي للحجر الأسود من الجهة الغربية، وعلى القسم الجنوبي من حي التضامن الملاصق لمخيم اليرموك من الجبهة الشرقية.
وأوضحت المصادر المطلعة على ملف المصالحات، أنه تم حالياً فصل ملف بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم عن المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش بمعنى أنه يتم التعامل بملفين، بعدما كان يتم النظر إلى بلدات ريف دمشق ومناطقها التي تسيطر عليها الميليشيات المسلحة كملف واحد.
وقبل أيام قليلة أكد وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية في سورية علي حيدر، خلال لقائه وفداً من وجهاء منطقة جنوب دمشق وهي يلدا، ببيلا، بيت سحم، وسيدي مقداد، أن الظروف اليوم أصبحت أكثر نضجاً للذهاب نحو مصالحات محلية شاملة وتفعيلها في المنطقة الجنوبية من دمشق بالتوازي مع مواجهة إرهاب تنظيم داعش.
وبحسب المصادر المطلعة على ملف المصالحات، فإن المؤشرات الحالية تدل على أن التعامل مع ملف إنهاء تنظيم داعش في المناطق التي يسيطر عليها سيتم من خلال «الحسم العسكري» إن لم تحصل أي تطورات في مواقف مسلحيه، مؤكدة أن الدولة عازمة على إنهاء هذا الملف سواء باتفاق يفضي إلى رحيل مسلحي التنظيم أم «الحسم» في إطار حملتها الحالية لتطهير كامل محيط دمشق من التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة.
وأمس الأوّل قال الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، طلال لـناجي في تصريح لـــ«الوطن»: إن مسلحي تنظيم داعش الإرهابي المنتشرين في المناطق المجاورة ليس أمامهم سوى الاستسلام، على حين طمأنت قوى فلسطينية المهجرين من مخيم اليرموك بالعودة القريبة وإنهاء معاناتهم.
ويقدر أهالي في منطقة جنوب دمشق عدد مسلحي تنظيم داعش في المناطق التي يسيطر عليها هناك بنحو ألفي مسلحي ومع أفراد عوائلهم بنحو 5000، وهم في معظمهم سوريون من أهالي المنطقة والمناطق المحيطة بها، لكن معظمهم من نازحي عشائر الجولان العربي السوري المحتل الذين كانوا يقطنون في الحجر الأسود.
وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن التنظيم في تلك المناطق التي يسيطر عليها انقسم إلى ثلاث جماعات أكبرها في الحجر الأسود وتتخذ قياداتها منه مقراً لها، والثانية في مخيم اليرموك والثالثة في الجزء الجنوبي من حي التضامن.
ومن المفترض أن يخرج مسلحو «النصرة» من القاطع الغربي لليرموك البالغ عددهم نحو 170 مسلحاً مع مسلحي الجيب الجنوبي للغوطة الشرقية الذين توجهوا إلى شمالي البلاد إلا أن ذلك لم يتم حتى الآن، في مؤشر إلى تريث في تنفيذ ذلك.
وكان مسلحو تنظيم داعش شنوا هجوماً باتجاه المناطق التي أخلتها ميليشيات مسلحة في الجزء الشرقي من حي القدم، بعد أن تسلمها الجيش العربي السوري ما أدى إلى وقوع شهداء عسكريين ومدنيين.