لماذا انتقلَ جيشُ الإسلامِ إلى جرابلس بدلاً من إدلب..؟

لماذا انتقلَ جيشُ الإسلامِ إلى جرابلس بدلاً من إدلب..؟

أخبار سورية

الجمعة، ٦ أبريل ٢٠١٨

 تحدّثت تقاريرُ إعلاميّةٌ عن وجودِ خِلافاتٍ داخليّةٍ بين مقاتلي "جيش الإسلام" في مدينةِ دوما بريفِ دمشقَ الشرقيّ، أخّرت ، استكمالَ تطبيقِ اتّفاق خروجِهم إلى مدينةِ "جرابلس" بريفِ حلبَ الشّماليّ الشّرقيّ، فيما أشارت وكالةُ الأنباءِ السوريّة "سانا"، إلى أنَّ سحبَ الحافلاتِ المعدّةِ لخروجِهم جاءَ لتركِ "جيشِ الإسلام" لحلِّ خلافاتِهِ ومن ثمَّ استكمال تطبيقِ الاتّفاق.
وتقولُ المعلوماتُ التي حصلت عليها "وكالة أنباء آسيا" من مصادرَ محلّيّةٍ، إنَّ أصلَ الخلافِ هو إخراجُ عددٍ كبيرٍ من المدنيّينَ الذين ليس لهم علاقة بـ"جيش الإسلام" في "جرابلس"، مشيرةً إلى أنَّ تأخّرَ دخول الباصاتِ إلى مدينةِ "الباب" التي تُعدُّ أُولى المناطقِ التي تخضعُ لسيطرةِ الجيشِ التركيّ وفصائلَ "درع الفرات" كان للسببِ نفسه.
وتشيرُ المعلوماتُ التي لمْ تتمكّن "وكالة أنباء آسيا" من التأكّدِ من صحّتها عبر مصدرٍ رسمي، إلى أنَّ خروجَ "جيش الإسلام" إلى مناطق "درع الفرات" جاءَ لسببين، الأوّلُ يتعلّقُ برفضِ تنظيمِ "جبهة النصرة" لدخولِ أحد أكبر الفصائلِ التي تعاديهِ إلى محافظةِ إدلب، إذ كانَ "جيشُ الإسلام" قد اشتبكَ عسكريّاً مع "جبهة النصرة" أكثر من مرّةٍ في إدلبَ والغوطة الشرقيّة، ولا ترغبُ النصرةُ بزيادةِ عددِ "جيش الإسلام" المُتحالِفِ مع مكوّناتِ تنظيمِ "هيئة تحرير سورية" في إدلب.
وبحسبِ المصادرِ نفسها، فإنَّ الحكومةَ التركيّةَ رحّبت بدخولِ "جيشِ الإسلام" إلى المناطقِ الخاضعةِ لسيطرتِها لكونِه من الفصائلِ التي يمكنُ أنْ تُضمَّ لِمَا يُسمّى بـ"الجيشِ الوطنيّ" الذي تعملُ أنقرة على جعلهِ بديلاً لِمَا يعرفُ بـ"الجيشِ السوريّ الحرّ"، كما أنَّ دخولَ "جيش الإسلام" في تحالفٍ مُعلنٍ مع الحكومةِ التركيّةِ وفصائلَ "درع الفرات" يُنهي الدورَ السّعوديّ في الميدانِ السّوريّ لكونِ "جيش الإسلام" من الفصائلِ التي شُكّلت بتمويلٍ سعوديّ على يدِ قائده السّابق "زهران علوش" الذي قُتِلَ بغارةٍ جويّةٍ سوريّةٍ في كانون الأوّل من العام 2015.
وكانَ من اللافتِ أنَّ "جبهة النصرة" قَبِلَت بدخولِ عناصر "فيلقِ الرحمن" الخارجينَ من مدينةِ "دوما" إلى أراضي محافظةِ إدلب، ومنَ المتوقّعِ أنْ يدخلَ عناصرُ الفصائلِ الخارجةِ من مناطقِ الغوطةِ الشرقيّة في حساباتِ الصِّراعِ الذي تشهدُه "السّاحةُ الإدلبيّة" بين كلٍّ من "هيئةِ تحرير سورية"، و"هيئة تحرير الشام"، وفي حين تشكّل النصرةُ العمودَ الفقريّ لـ"تحرير الشام"، فإنَّ كلّاً من "حركةِ أحرارِ الشّام" و"حركة نور الدين الزنكي" يُشكّلانِ العمود الفقريّ لـ"تحرير سورية"، علماً أنَّ الأخيرَ يحظى بدعمٍ مباشر من الحكومةِ التركيّةِ لكون فصائله تعدُّ من الفصائلِ التي شكّلت أساسَ عمليّة "غصن الزيتون" ضدَّ "الوحداتِ الكردية" في عفرينَ والمناطق التابعة لها.
مصادرُ محلّيّةٌ قالت لـ"وكالة أنباء آسيا"، إنَّ الخارجينَ من مدينةِ "دوما" سيتمُّ إدخالهم إلى مخيّماتٍ أُقيمت إلى الجنوبِ الشّرقيّ من مدينةِ "جرابلس"، وهي مُخيّماتٌ قريبةٌ من نظيرتها التي يسكنُها الذين خرجوا منتصفِ شهرِ آذار من العامِ الماضي من حي "الوعر" الذي كانَ يُعدُّ آخرَ الأحياءِ الخارجةِ عن سيطرةِ الدولةِ السوريّةِ في مدينةِ حمص.
ويقولُ مُراقبونَ للميدانِ السّوريّ، إنَّ خروجَ الفصائلِ المسلّحةِ من الغوطةِ الشّرقيّة إلى إدلب، سيزيدُ من تعقيدِ حساباتِ الشمال السّوريّ على المستوى الميدانيّ، خاصّةً في منطقةِ "شمال منبج"، فالانتشارُ الفرنسيّ الأمريكيّ جنوب نهر السّاجور، سيقابلهُ تعزيزاتٌ عسكريّةٌ تركيّةٌ شمالَ النهرِ، وسيكونُ للعددِ الكبيرِ من المقاتلينَ الخارجينَ من مدينةِ "دوما" حضورهم في حساباتِ "تعزيزِ الجبهات" التي من المحتملِ أنْ تذهبَ نحو التّسخينِ على المستوى السياسيّ أكثر، مع انخفاضِ نسبةِ الاشتباكِ العسكريّ، لكون أنقرة لنْ تذهبَ إلى عمليّةٍ عسكريّةٍ ضدَّ "قسد" طالما أنَّ الأمريكيّينَ منتشرونَ عسكريّاً في المنطقة.