قوّاتٌ أجنبيّةٌ في منبجَ ومحيطها.. "نهرُ السّاجور" خطُ فصلٍ لـ"كباشٍ سياسيّ"

قوّاتٌ أجنبيّةٌ في منبجَ ومحيطها.. "نهرُ السّاجور" خطُ فصلٍ لـ"كباشٍ سياسيّ"

أخبار سورية

الجمعة، ٦ أبريل ٢٠١٨

يبدو أنَّ العمليّةَ التركيّةَ المُحتملةَ باتّجاهِ منبجَ لنْ تجدَ مواقفَ مُحايدة مِنْ قِبَلِ دولِ الاتّحادِ الأوروبيّ والولاياتِ المتّحدةِ الأمريكيّة، فالأخيرةُ بدأت بإنشاءِ معسكراتٍ لقوّاتِها في مناطق شمال "منبج"، في حين أنَّ قوّاتٍ فرنسيّةً محدودة العددِ انتشرت داخلَ المدينةِ نفسها.
وقالت مصادرُ محلّيّةٌ ، إنَّ عدداً من السيّاراتِ التي ترفعُ العلمَ الفرنسيّ دخلت إلى مدينةِ منبجَ الواقعةِ بريفِ حلبَ الشّرقيّ، حاملةً عدداً قليلاً من العناصرِ الذين اتّخذوا من مبنى "الرابطة الفلاحيّة" مقرّاً لهم، في حين أنَّ القوّاتِ الأمريكيّة أنشأت ثلاثة معسكراتٍ بالقربِ من قريةِ "عون الدادات" الواقعةِ إلى الشّمالِ من المدينة.
المعسكراتُ الأمريكيّةُ الثلاثة التي أنشأت على الضفّةِ الجنوبيّةِ لنهرِ "السّاجور" معسكراتٌ مؤقتةٌ بحسبِ توصيفِ بعض المصادرِ الميدانيّة، إذْ تُوضحُ المصادرُ أنَّ القوّاتِ الأمريكيّةَ لن تتّجهَ نحو إقامةِ معسكراتٍ دائمةٍ في مناطق غربِ الفراتِ؛ لأنَّ الأمرَ يحتاجُ للمزيدِ من العناصرِ ولا يبدو أنَّ واشنطن تتّجهُ لزيادةِ وجودِها العسكريّ في الأراضي السوريّة.
وتقولُ المصادرُ نفسها، إنَّ نهرَ السّاجور يُعدُّ الحدَّ الفاصلَ بين مناطق انتشارِ "قوّاتِ سوريّة الديمقراطيّة" ومناطق "درع الفرات"، ومن المتوقّعِ أنْ تشهدَ القُرى الواقعة على الضفّةِ الشّماليّةِ للنهرِ تعزيزاتٍ عسكريّةً خلالَ الأيّامِ القليلةِ القادمةِ من قِبَلِ الجيشِ التركيّ وفصائل "درع الفرات".
وبحسبِ المعلوماتِ التي لمْ تتمكّن  من التحقّقِ منها من مصادرَ رسميّةٍ، فإنَّ القرى الواقعةَ على طريقِ "منبج – الباب" تشهدُ تعزيزَ "قوّات سوريّة الديمقراطيّة" لنقاطِها دونَ أيّ انتشارٍ أجنبيِّ في المنطقة، إذْ لمْ يُشاهَد العلمُ الأمريكيّ أو غيره في أيٍّ من نقاطِ التماسِّ الواقعةِ في المنطقةِ المذكورة.
وتأتي التعزيزاتُ الأمريكيّةُ والانتشارُ الفرنسيُّ في منبجَ ومحيطها، بعدَ تقاريرَ إعلاميّةٍ كانت قد تحدّثت عن سحبِ القوّاتِ الأمريكيّةِ لجزءٍ من قوّاتِها من المدينةِ نحوَ مناطق شرق الفرات، الأمرُ الذي يعتبرهُ مراقبونَ للميدانِ السوريّ على أنّهُ نتيجةً لوصولِ الحوارِ "الأمريكيّ – التركيّ" حولَ مناطق "غرب الفرات" إلى طريقٍ مسدود، خاصّةً وأنَّ التّحالفَ الأمريكيّ كانَ قد أنهى الجدالَ الإعلاميّ حولَ الانسحابِ الكرديّ من هذهِ المناطقِ بالتأكيد على أنّهُ سوفَ "يدافعُ عن حلفائهِ المحلّيّينَ في سوريّةَ ولو اضطرَّ الأمرُ لاستخدامِ القوّة".
يُشارُ إلى أنَّ الرئيسَ الأمريكيّ دونالد ترامب كانَ قد أكّدَ أكثر من مرّةٍ على أنَّ موعدَ انسحابِ القوّاتِ الأمريكيّةِ من سوريّةَ اقترب، وعلى إثرِ تجميدِهِ للمساعداتِ العسكريّةِ للفصائلِ المدعومةِ منْ واشنطن في سورية، أكّدَ "ترامب" أنَّ القوى الإقليميّةَ الراغبةَ ببقاءِ "المارينز" في سوريّةَ يجبُ أنْ تتحمّلَ تكاليفَ ذلك، في إشارةٍ منهُ إلى الحكومةِ السعوديّة، إذ طالبَ ولي العهد السعوديّ "محمّد بن سلمان" في تصريحاتٍ إعلاميّةٍ بضرورةِ بقاءِ القوّاتِ الأمريكيّةِ في سوريّةَ حالياً.