في الطريق إلى الجلاء الأكبر..السوريون يمضون بخطا ثابتة

في الطريق إلى الجلاء الأكبر..السوريون يمضون بخطا ثابتة

أخبار سورية

الثلاثاء، ١٧ أبريل ٢٠١٨

ديب علي حسن
 
قبل اثنين وسبعين عاما بالتمام والكمال، أثمر النضال الذي خاضه الأجداد والآباء، ضد الاستعمار الفرنسي البغيض، أسفر عن جلاء المحتل عن كل الجغرافيا السورية، واليوم وعلى تخوم الجلاء المستمر فعلا نضاليا، ومواقف بطولية،
يعرف السوريون أنهم يمضون نحو الجلاء الأكبر، وعودة كل شبر من الأرض السورية التي مزقها الاحتلال الفرنسي، وتصرف بقسم منها وكأنها ميراث له.‏
 
اثنتان وسبعون سنة، لم يتوقف الفعل النضالي لحظة واحدة، بل ازداد الهم الوطني والقومي، وكان السوريون عوناً لكل قطر عربي، دافعوا عنه بكل ما يملكون، بالمال والسلاح والرجال، من القضية الفلسطينية إلى كل خطر محدق هدد الوطن العربي، لم يكن السوريون إلا السيف الشآمي المجرد من غمده من أجل نصرة قضاياهم.‏
 
دفعنا ثمنا غاليا، لم نيأس، ولم نستسلم، وظل الوفاء للعروبة هاجسنا، وشغلنا، ما جعل العدو المتربص بنا يحيك المؤامرات ويعد الخطط للقضاء على قلب العروبة، ومحراك الفكر القومي النير، وما يجري الآن من حرب عدوانية على سورية ليس خارج هذا الإطار, وهو أيضا ليس وليد ليلة وضحاها، بل صنع وأعد في غرف المؤامرات السوداء، خطط العقل الغربي والصهيوني, وموّل الأعراب, وذهبوا بعيدا في غيهم وأحقادهم، ودفعوا بالمرتزقة ليكونوا أدواتهم على الأرض يدمرون، ويعيثون فسادا وخرابا.‏
 
المشهد منذ اثنتين وسبعين سنة كل يوم يقدم فصلا جديدا، ويثبت بما لايقبل الشك أن الفعل السوري الحضاري والنضالي، يؤرق الأعداء، وهو العقبة الكأداء بوجه مخططاتهم، فكانت حربهم العدوانية لعلهم يمضون سريعا بتنفيذ ما سموه صفقة القرن التي رسم خطوطها ومولها تبّع الأعراب، وعلى ما يبدو أنها تطبخ على نار الرشى التي قدمت للمشاركين في القمة العربية، وصمتهم تجاه العدوان الغربي على سورية، لا، بل ذهاب البعض منهم إلى إعلانهم تأييده ودفع نفقاته، وربما هم في صدد العمل على تمويل عدوان آخر.‏
 
أما السوريون الذين أحالوا صواريخ العدوان للعب، وبقايا حطام وخردة حملتها جرارات الزراعة، فهم ماضون في نضالهم، الغوطة تشهد من جوبر الى حرستا، وساحات الوطن التي غصت أمس بالآلاف من الشباب الذين هتفوا للوطن، للجيش للنصر، والعالم يشهد بما قام به الأحرار من تظاهرات مناهضة للعدوان الثلاثي، يشهد هذا كله على أن الجلاء الأكبر ليس إلا مسألة وقت، وإن غدا لناظره قريب.‏