عودة الضمير.. اولى ارتدادات انتصارات الغوطة

عودة الضمير.. اولى ارتدادات انتصارات الغوطة

أخبار سورية

الأربعاء، ١٨ أبريل ٢٠١٨

كلما اقتربت خطى الجيش السوري من منطقة، تصل معه ريح النصر، معادلة النصر  التراكمية للجيش السوري والحلفاء في الغوطة الشرقية وقبلها حلب ودير الزور، وصلت الى حد بات فيه قادة المجموعات المسلحة يحسبون ألف حساب، لحظة وصول الجيش الى اطراف مناطقهم، وهذا ما حصل بالفعل في مدينة الضمير التي يسير فيها المسلحون على خطى مسلحي الغوطة الشرقية، بعد التوصل الى اتفاق لخروجهم الى الشمال السوري.
الاتفاق يقضي بخروج 1000 مسلح من المدينة الى جرابلس شمال سورية، وتسليم الاسلحة الثقيلة والمتوسطة للجيش السوري، قبل بدء عودة مؤسسات الدولة الى المدينة وتسوية اوضاع من يرغب في البقاء، وبالفعل تم تسوية اوضاع 60 مسلحاً بعد تسليم اسلحتهم للدولة السورية.
مدينة الضمير والتي تقع على أطراف بادية الشام إلى الشمال الشرقي من دمشق، على بعد  حوالي 45 كم عن العاصمة، ويمر من كتفها طريق دمشق - بغداد الدولي، يحدها من الشمال سلسلة جبال القلمون وبلدة الرحيبة، ومن الشمال الشرقي السلسلة التدمرية، ومن الجنوب سهول منطقة المرج وبحيرة العتيبة وقرية العتيبة، ومن الشرق بادية الشام، ومن الغرب قرية عدرا، ما جعلها مركز بلدات ومدن القلمون الشرقي، واكبر مدنه، هذا الموقع الجغرافي جعلها صلة الوصل بين الحدود العراقية والاردنية، باتجاه دوما وعمق الغوطة الشرقية من جهة، وباتجاه بلدات القلمون الشرقي والغربي من جهة اخرى، وهذا يفسر كونها مركز الامداد الرئيسي للمجموعات المسلحة في الغوطة والقلمون، ومعظم الامداد اللوجستي القادم اما من قاعدة التنف او الحدود الاردنية او العراقية يمر عبر الضمير، الامر الذي اعطاها هذه المكانة الهامة لدى المجموعات المسلحة.
إن اتفاق الضمير الذي جاء بعد الانجاز العسكري في الغوطة الشرقية، وخروج مسلحي دوما باتفاق اقرب للاستسلام، دفعهم لطلب المفاوضات باكراً، وحتى قبل انتهاء ملف دوما، وخروجهم من منطقة الضمير ايضا سيكون له هزات ارتدادية تصل حتى قرى القلمون الشرقي، والتي من المتوقع انها دخلت في مفاوضات مع الوسيط الروسي تمهيداً لخروجها نحو الشمال بعد تنظيف الضمير من المسلحين، نظرا لخسارة مسلحي الضمير وقرى القلمون الشرقي من الرحيبة حتى جيرود والناصرية، للعمق الجغرافي في الغوطة الشرقية، وفقدان قدرة التواصل مع قاعدة التنف الامريكية وعمق البادية.
تطبيق هذا الاتفاق سيوسع رقعة الامان في الريف الدمشقي، والاهم من ذلك سينهي المشروع الامريكي الرامي الى ربط منطقة القلمون بالبادية السورية، ومن جانب اخر انهاء حلم الكيان الاسرائيلي بربط البقاع اللبناني بمنطقة القلمون الشرقي وصولا الى منطقة الغوطة الشرقية. اما من الناحية الاقتصادية، فإن عودة طريق دمشق بغداد المار من الضمير سينشط الحركة الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وخروج المسلحين من القلمون الشرقي سينهي اي خطر يتهدد الطريق الواصل بين دمشق حمص، عدا عن تفرغ عدد من قطعات الجيش السوري في المنطقة وزجها في مواجهات جديدة في مناطق جنوب دمشق او الجنوب السوري.
حسين مرتضى