مقابر الرقة.. ضحايا القصف الأمريكيّ من قبورهم يخرجون

مقابر الرقة.. ضحايا القصف الأمريكيّ من قبورهم يخرجون

أخبار سورية

الاثنين، ٣٠ أبريل ٢٠١٨

اكتُشِفَ خلال الأيّام الماضية مقبرتين جماعيّتين في مدينة الرقة وريفها، وبحسب التصريحات الإعلاميّة لـ"قوّات سوريّة الديمقراطيّة"، فإنَّ المقبرة الأُولى اكتشفت في قرية "حلو العبد" في ريف الرقة الشماليّ، وكانت تحتوي على 82 جثماناً لشهداء من الجيش السوريّ، وسُلّمت الجثامين إلى الدولة السوريّة عند منطقة الرصافة.
وكانت وسائل إعلام سوريّة قد أكّدت أيضاً، أنَّ الجيش السوريّ قد عثر خلال الأسبوع الماضي على مقبرةٍ جماعيّةٍ جديدة بالقرب من قرية "الواوي" الواقعة بريف الرقة الجنوبيّ، وانتُشِلَ منها جثامين 60 شهيداً من عناصر الجيش، نقلوا إلى "مشفى حلب العسكري" ليتمّ إجراء "تحاليل الاستعراف" على الجثامين، ليصار إلى تسليمها إلى ذويها.
المصادر المحلّيّة المتعدّدة في مدينة الرقة، قالت في حديثها لـ"وكالة أنباء آسيا": "إنَّ المقبرة التي قال فريق "التدخّل السريع" التابع لـ"قوّات سوريّة الديمقراطيّة" إنّه انتشل جثامين عددٍ كبيرٍ من المدنيّين الذين دُفِنوا في "معلب الرشيد" الواقع خلف بناء "القصر العدليّ" في مدينة الرقة، ليست الوحيدة في المدينة"، وتقول المعلومات المتقاطعة: "إنَّ هذه المقبرة قد تحتوي على أكثر من 600 جثمان، علماً أنَّ عمليّة انتشال الجثامين ما تزال مستمرّة".
وبحسب معلوماتٍ لم تتمكّن "وكالة أنباء أسيا" من التحقّق منها عبر مصدر رسمي، فإنَّ المدنيّين عمدوا إلى دفن ضحايا القصف الأمريكيّ على مدينة الرقة في الحدائق العامّة والمساحات الفارغة في مدينة الرقة، نتيجةً لانعدام الإمكانيّة للوصول إلى المقبرة العامّة المعروفة باسم "مقبرة تلّ البيعة"، والتي تقع إلى الشّمال الشّرقيّ من مدينة الرقة، موضّحةً أنَّ السّبب في ذلك كان القصف المكثّف من قِبَلِ الطيران الأمريكيّ والاستهداف المباشر من قِبَلِ "قوّات سوريّة الديمقراطيّة" لأيّ تحرّكٍ باتّجاه نقاطها قَبل أنْ تحتلّ مدينة الرقة.
ويقول عددٌ من سكّان مدينة الرقة: "إنَّ عدداً من المدنيّين الذين كانوا قد عادوا إلى المقابر التي دُفنوا فيها ذووهم، لينتشلوا جثامينهم وينقلوها إلى مقبرة "تل البيعة" بعد أنْ انتهت العمليّات القتاليّة بخروج تنظيم "داعش" من الرقة باتّفاقٍ مع القوّات الأمريكيّة و"قسد" نحو ريف دير الزور في أيلول من العام الماضي، إلّا أنَّ الجثامين التي ما زالت في هذه المقابر هي لـ"شهداء" لمْ يعد أقاربهم إلى المدينة بعد، أو من النّازحين الذين كانوا يقطنون في مدينة الرقة قبل بدء العمليّة التي أسمتها "قسد" بـ"غضب الفرات"، ومن المحتمل جدّاً أنَّ مصيرهم ما يزال مجهولاً بالنسبة لأقاربهم".
وبحسب روايات السكّان، فإنَّ مدينة الرقّة تحتوي على مجموعةٍ من المقابر الجماعيّة في كلٍّ من (البانوراما - حديقة الاستقلال - الحدائق الفرعيّة في حي ابن خلدون- باحة الجامع القديم- الحديقة المجاورة لمحطّة القطار- نادي الفروسية)، كما أنَّ عدداً من أهالي مدينة الرقة يؤكّدن في حديثهم لـ"وكالة أنباء آسيا"، أنَّ روائحَ تحلّل الجثامين ما زالت تفوح في مدينة الرقّة من تحت المباني المهدّمة بفعل القصف الجوّيّ، وتمنع "قسد" الأهالي من محاولة البحث في الأنقاض عن جثامين الشّهداء بحجّة "عرقلة عملية إعادة الإعمار".