مساعٍ أمريكيّة فاشلة لتجييش العرب شمال شرق سورية

مساعٍ أمريكيّة فاشلة لتجييش العرب شمال شرق سورية

أخبار سورية

الأربعاء، ٢ مايو ٢٠١٨

الطابع القبليّ للشرق السوريّ عامّةً، والجزيرة خاصّةً؛ دفع الأمريكيّ للّعب على الوتر العشائريّ، في محاولةٍ منه للتقرّب وكسب الودّ مستخدماً حليفه الأساسي (حزب الاتّحاد الديمقراطيّ)، الذي نسّق ورتّب سلسلة اجتماعاتٍ بين الأمريكيّ وعددٍ من الوجهاء والشيوخ الذين أطّرهم الحزب في مؤسّسات الإداراة الذاتيّة خلال السّنوات السّابقة وروّجهم إعلاميّاً، في إشارةٍ إلى التشاركيّة التي اعتمدوها في عقدهم الاجتماعيّ “الإدارة الذاتيّة”، وفق ما أكّدته مصادر أهليّة .
المصادر ذاتها قالت: “إنَّ الأمريكيّ يسعى في الوقت الحاليّ لتجيش المكوّن العربيّ، بالاعتماد على أحد شيوخ القبائل العربيّة في المنطقة، ويُجرِي الآن تدريباتٍ لعناصر عرب في منطقة اليعربية ومنطقة الشدادي ومناطق أُخرى أتّخذها الأمريكيّ مقرّات لتدريب العناصر العربيّة بإشرف ضبّاطٍ أمريكيّين وفرنسيّين، عن طريق إغراءات المال والسُّلطة للباحثين عنها من أبناء بعض العشائر العربيّة”.
مصدرٌ عشائريٌّ مُطّلع ، قلّل من أهمّية المسعى الأمريكيّ في هذا الاتّجاه، واصفاً ارتباطاتهم واجتماعاتهم بالفاشلة، لا سيّما أنَّ الأمريكيّ سار على خطى حليفه الكرديّ في الاعتماد على أشخاص من أفراد العشيرة وألبسهم عباءة المشيخة؛ أي أنّ الأمريكيّ يجتمع مع شيوخٍ من الصفِّ الثالث أو الرابع، وأحياناً من النسق الثاني في الوجاهة، ولا يمثّلون أيّ ثقلٍ عشائريّ في المنطقة.
وأضاف المصدرُ ذاته: “أنَّ غالبيّة شيوخ العشائر العربيّة في الشّرق السوريّ مؤيّدةٌ للدولة السوريّة، ولديها ارتباطاتٌ وثيقة معها، وترفض بشكلٍ قطعيٍّ الوجود الأمريكيّ في المنطقة، وتعي جيّداً الهدف من وراء محاولة استمالة بعض أفراد العشائر لتمرير مشاريع تقسيميّة باستخدام حزب الاتّحاد الديمقراطيّ الذي باتَ مكشوفاً للجميع تفيذه للأجندة الأمريكيّة”.
واعتبر المصدر “أنَّ المجالس التي شكّلتها القبائل والعشائر السوريّة خلال سنوات الأزمة كمجلس قبيلة الجبور وما تمثّله من ثقلٍ اجتماعيّ في الجزيرة السوريّة، ومجلس شيوخ ووجهاء القبائل والعشائر السوريّة وما أصدرته من بياناتٍ ترفض الوجود الأمريكيّ والتركيّ والفرنسيّ على الأراضي السوريّة دليل على عدم قدرة الأمريكيّ على الوصول إلى مبتغاه لا سيّما أنَّ من أسس هذه المجالس هم من قادة الصفّ الأوّل والمُعتَمدِين كشيوخٍ للقبائل والعشائر السوريّة دون أيّ مجالٍ للشكّ”.
وفي هذا الاطار، قال شيخ قبيلة طي الشيخ محمد الفارس: “المشروع الأمريكيّ في المنطقة قائم، وهم يعملون مع الرجلِ ذاته، الذي يعمل مع وحدات الحماية الكرديّة، مضيفاً أنَّ الأمريكيّ حاليّاً يحاول اللّعب على خلخلة البنية الاجتماعيّة للعشائر، ويأخذ من النسق الثاني والثالث وأحياناً من النسق الأوّل، ولكن بالأساس ترتيبهم يتجاوز الثالث في قيادة العشيرة وليس القبيلة”.
وبيّن الفارس أنَّ دخول الأمريكيّ والفرنسيّ إلى الأراضي السوريّة بطريقةٍ غير مشروعةٍ ودون موافقة الحكومة السوريّة يعطينا الحقّ باعتبارهما محتلَّين وواجب علينا مقاومتهما، وبتصوّري سيفشل مشروعهم، فهناك كثيرٌ من أبناء العشائر العربيّة بدأوا يفرّون من الوحدات الكرديّة لينضمّوا إلى الفصائل الرديفة للجيش السوريّ، موجّهاً رسالةً لكلّ من باع كرامته رخيصةً، بقوله: “إنَّ العربيّ الأصيل في هذا الظّرف يبحث عن موقفٍ مشرّف يحفظ كرامته في وجه هؤلاء المحتلّين”.
الشيخ ميزر المسلط (من الوجهاء البارزين في قبيلة الجبور )، اعتبر أنَّ “المشروع الذي تعمل عليه أمريكا خطيرٌ، ويهدف إلى الفوضى الهدّامة وتحقيق مشروعهم الجهنّميّ (الشّرق الأوسط الكبير)”، مضيفاً: “هم يعرفون جيّداً أنَّ أبناء الحسكة من مختلف المكوّنات القوميّة، والدينيّة، والسياسيّة، والعشائريّة؛ يرفضون مثل هذه المشاريع الهدّامة والخَطيرة، وسيكون هناك مجابهةٌ لمثل هذه المخطّطات، وسيفشلون في النهاية”.
وأشار المسلط إلى أنَّ الأمريكيّ والفرنسيّ يسيئون للعشائر العربيّة بطريقةٍ بَشِعَةٍ من خلال استخدمهم وإغرائهم بالمال، وتأمين الوجاهة والسُّلطة للباحثين عنها، لافتاً إلى أنَّ جزءاً كبيراً من القيادات الكرديّة بدأوا يتحسّسون الخطرَ من نوايا الأمريكيّ في المنطقة، لا سيّما محاولات تجيش العرب والاعتماد عليهم بشكلٍ أساسيّ، والخوف من استبدالهم بقوّةٍ عربيّةٍ أساسها أبناء منطقة الجزيرة السوريّة.
مصدرٌ متابعٌ لملفِّ العشائر، قال: “إنَّ الدولة السوريّة تَعي جيّداً مخاطرَ المشروع الذي يُحاك للمنطقة، واتّحذت إجراءاتٍ مضادّة لسحب البساط وإلغاء كلّ الذرائع التي من الممكن أنْ يعتمد عليها أبناء المحافظة، إذ سهّلت الإجراءات أمام الرّاغبين بالعودة إلى الخدمة الإلزاميّة والاحتياطيّة مع ضماناتٍ لاستكمال خدمتهم في المحافظة والاستمرار بتسوية الأوضاع وفتح جبهات عمل في الفصائل الرديفية للجيش العربيّ السوريّ وقوى الأمن الداخليّ والشرطة”.
المصدر ذاته أشار إلى الجهود التي تبذلها الدول الداعمة لكشف خيوط المؤامرة ومحاولاتها توحيد العشائر العربيّة من خلال الوفود العشائرية والنُّخب السياسيّة والثقافيّة والعلميّة التي التقت بها خلال الفترات السّابقة بمحاولة منها لتوحيد العشائر في المنطقة وإفهامهم أهداف المشروع الأمريكيّ الهادف إلى التقسيم ونشر الفوضى.
وأضاف المصدر قائلاً: “إنَّ ما يميّز مسعى الدول الداعمة اعتمادها على الشيوخ والوجهاء المُعتَمدين والأساسيّين من أبناء المنطقة، ومن لهم نفوذٌ وسطوةٌ على أبناء عشيرتهم قولاً وفعلاً، وضمّت الوفود ممثّلين عن قبائل (الجبور، وشمر، والعقيدات، والبكارة، والشرابين).