المواطنون: الواقع الخدمي والنظافة في «صحنايا» سيئ.. ورئيس البلدية: الواقع وردي!

المواطنون: الواقع الخدمي والنظافة في «صحنايا» سيئ.. ورئيس البلدية: الواقع وردي!

أخبار سورية

الجمعة، ٤ مايو ٢٠١٨

قصي المحمد
أكد رئيس بلدية صحنايا بريف دمشق نزار جمول الموافقة المبدئية لاعتماد التوسع الطابقي الشاقولي لأبناء المدينة خلال الأيام القادمة، ليصبح عدد الطوابق المرخّص لها في كل بناء خمسة طوابق بدلاً من أربعة.
مبيناً لـ«الوطن» أن هذا الموضوع جاء بعد مطالبات كثير لعدد كبير من السكان بمعاملة سكان مدينة صحنايا أسوة بغيرها من المدن المجاورة، وخاصة بعد الوفود الكبير للسكان في البلدة والتي ارتفع عشرة أضعاف ما كانت عليه قبل الأزمة من 40 ألفاً إلى نحو 400 ألف نسمة حالياً، ما تطلب عرض الموضوع على اجتماع اللجنة الإقليمية الماضي والذي سيتم اعتماده قريباً بشكل قانوني.
جاء تصريح رئيس المجلس البلدي رداً على الشكاوى التي وصلت «الوطن» من سكان المدينة والتي تحدثت عن موضوع المخالفات في الأبنية والتجاوزات والاستثناءات التي فاقت المعقول، والتي تسمح بالتوسع في الأبنية الطابقية حالياً، إضافة إلى وصفها للواقع المعيشي الذي وصل إليه سكان مدينة صحنايا بأنّه لا يطاق وغير مقبول لمدينة لا تبعد عن العاصمة إلا كيلو مترات لا أكثر، يسودها واقع خدمي سيئ وغير مقبول، غبار، قلّة في النظافة، طرقات محفّرة، واقع صحي يرثى له، تعديات على القانون والبيئة والسمسرة على حساب المواطن!
 
وضع خدمي سيئ
 
في مضمون الشكوى التي حملها سكان المدينة وصفوا خلالها الحالة العامة التي تسود في صحنايا، من الناحية الجوية ليؤكّدوا أن المدينة تقع بأزمة كبيرة تحيط بسكان المدينة بسبب كثرة الغبار، وخاصة مع اقتراب فصل الصيف ما سيترك واقعاً مزرياً بشكل كبير جداً، والذي يعود بالدرجة الأولى إلى انعدام الطرق المعبدة، وكثرة الحفريات نتيجة أعمال مديرتي الكهرباء والاتصالات التي لا تقوم بإعادتها إلى ما هي عليه بعد الانتهاء من أعمالها وفقاً للشروط والمواصفات المحددة لها، وخاصة واقع الطرق المعبدة الذي وصفته بالسيئ جداً، وبشكل خاص الطريق الرئيسي الممتد على امتداد طريق الكازية – القلوب الدافئة حتى الحزام الأخضر «تجمع المدارس»، معتبرين أن الطريق خدمي لكونه يشكل ممراً رئيسياً لطلاب المدارس المنتشرة على جانبي الطريق، مشيرين إلى مشكلة فيضانات الصرف الصحي.
وردّاً على ذلك، بيّن رئيس البلدية أن حالة الغبار تعود إلى النهضة العمرانية التي تحدث حالياً في المدينة، معتبراً ذلك واقعاً لا يمكن الخروج منه لأن موافقة المحافظة على 150 محضر بناء جديد هو أمر جيد للمدينة، أي إن المدينة مقبلة على توسع عمراني واضح للسكان خلال الفترة القادمة، مبيناً أن الغبار هو نتيجة عمليات الحفر التي تحصل حالياً.
نافياً لـ«الوطن» وجود أي محسوبيات «وساطات» فيما يتعلق بموضوع الرخص الاستثنائية التي تم منحها للسكان، منوهاً أن أي موافقة تتم بعد الدراسات الفنية من نقابة المهندسين تؤكّد أن البناء قابل للتوسع، نافياً وجود أي بناء عشوائي.
 
ولم ينف جمول وجود الحفريات، مؤكداً الإعلان عن عقد لترميمها، مبيناً أنه تم فض العروض ورست على متعهد وسيبدأ بصيانة الحفريات خلال الأيام القليلة القادمة، إضافة إلى تنفيذ قميص زفتي في المدينة القديمة.
وبين جمول أن الصرف الصحي في المدينة يتجاوز عمره 40 عاماً، لافتاً إلى اتخاذ بعض الإجراءات الاحترازية خلال الأزمة، ما ضيق قليلاً من عمل عبّارات الصرف الصحي، وأدى إلى حدوث حالات اختناق أحياناً.
وأشار جمول إلى البدء بمشروع إصلاح طريق المدارس منذ 3 شهور، وحالياً تم تحضير جزء منه بالمواد الأولية، منوهاً بأن مدّة العقد عام كامل، لافتاً إلى أنه تمت إنارة الشوارع الرئيسة للمدينة، إضافة إلى وجود مشاريع طاقة شمسية لم يتم العمل بها بعد حتى يتم الانتهاء من كامل إجراءاتها.
 
مياه وهاتف وكهرباء
 
وفي متابعة لمضمون الشكوى، بالنسبة لواقع مياه الشرب والهاتف والكهرباء الذي يعتبر مقبولاً إلى حد ما حسب السكان، إلا أن هناك نقصاً كبيراً في العديد من الأبنية في بعض المناطق العشوائية وخاصة حارة «الطول» التي تعاني من شح بالنسبة لمياه الشرب والتي فيها أكثر من 100 بناء سكني مخالف تنقطع عنه المياه كثيراً.
بيّن جمول أن مشكلة مياه الشرب ترتبط بعمليات الضخ من منطقة «الريمة» التي تصل المنطقة لافتاً إلى أن الكميات التي تصل أحياناً أقل من الكميات المطلوبة أي 40 بالمئة فقط، مبيناً أن كمية الاستهلاك اللازمة يومياً تصل إلى 10 آلاف متر مكعب. مشيراً إلى أن دمشق بدت بالتقنين بالنسبة لموضوع المياه حالياً.
بالنسبة لخدمات الهاتف، وصفها سكان المدينة بأنها مقبولة إلى حد ما إلا أن مشكلة السمسرة التي يقع بهاء أبناء المدينة من موظفي الهاتف شكلت حالة ابتزاز لهم، ما يترك الموضوع في عهدة مديرية الاتصالات والتي مقسمها في حالة تسجيل الطلبات المقدمة بشكل نظامي يطول ويجول شهوراً. وحول ذلك نفى رئيس البلدية وقوع أي حالات ابتزاز مطالباً المواطن بمراجعة رئيس المركز أو رئيس البلدية.
 
تقليم جائر
 
كما اشتكى السكان من عدم دخول عامل نظافة إلى المدينة منذ خمس سنوات على الرغم من العدد الكبير من السكان القاطنين فيها، مبينين أن هناك سيارة خدمة نظافة «زبالة» واحدة فقط يرونها، متسائلين أنه في حال تعطّلها ماذا سوف يكون الوضع وكيف سينعكس على الواقع الصحي للسكان. كما أبدى السكان تذمّرهم من ظاهرة قطع الأشجار المعمرة التي توجد على أطراف المدينة ما تركهم يتساءلون عن مبرر ذلك؟
جمول قال: «المدينة تتميز بالنظافة بشكل خاص، لافتاً إلى تنفيذ عقد خلال الفترة الماضية للبلدة القديمة من خلال متعهد بقيمة 10. 2 مليون ليرة، وتمثل هذه المنطقة نصف مساحة صحنايا، أمّا بالنسبة للنصف الآخر فأشار إلى وجود سيارتين «زبالة» وشاحنة صغيرة تعمل في البلدة حصلت عليها البلدية مؤخراً، لافتاً إلى وجود إحدى السيارتين في عملية التصليح حالياً وتحتاج إلى شهر ليتم تخريجها.
وطالب رئيس المجلس البلدي سكان صحنايا أن يلتزموا بمواقيت محددة لرمي القمامة ليلاً، إضافة إلى وضعها بالمكان المخصص لها، مشيراً إلى أن السلوك غير الأخلاقي أحياناً يدفع عمال النظافة بحمل القمامة من الشوارع أكثر مما هو موجود في الحاويات، مشيراً إلى الضغط الكبير الذي تعيشه المدينة حالياً وخاصة بعد ارتفاع سكانها عشرة أضعاف.
أمّا قطع أشجار الزيتون، فأكد أنه تمت إجراء عمليات تقليم لعدد كبير من الأشجار ما أدى إلى نموها من جديد، مبيناً نّ كل شجرة زيتون يتم قصها «تقليم جائرة» أي بقاء الساق فقط كان تحت إشراف الإرشادية الزراعية والجمعية الفلاحية ومهندسين متخصصين في البلدة.