خلال الامتحانات..الانتظار هنا «أهون» ألف مرة من الجلوس في البيت، والترقب

خلال الامتحانات..الانتظار هنا «أهون» ألف مرة من الجلوس في البيت، والترقب

أخبار سورية

الثلاثاء، ١٥ مايو ٢٠١٨

أسهل من الجلوس في البيت
الانتظار هنا «أهون» ألف مرة من الجلوس في البيت، والترقب، عبارة تقاسمتها العديد من الأمهات ومنهن المهندسة فريال «أم زين» التي قالت «لو أنا عم قدم الامتحان أهون علي» لقد شعرت أن عقارب الساعة توقفت عن الحركة، وما إن سمعت عن مستوى الأسئلة حتى بدأت بالبكاء والتفكير فيما إذا كانت ذاكرة ابنتي قد أسعفتها في استعادة معلومات مادتي الجغرافية والتاريخ، حقيقة ما أتعبني أنني أحاول أن أبدو قوية كي لا ينعكس خوفي على ابنتي التي انتظرها بفارغ الصبر.
بدورها أم الطالبة شهد، بينت أن حالة الذعر والتشنج التي أصابت ابنتها ليلة الامتحان هي السبب الذي جعلها تأخذ إجازة من وظيفتها وتقف أمام باب المدرسة تنتظر سماع ما يطمئن قلبها بأن تعب شهد وسهر الليالي لم يضيعا، وبأن طريق النجاح باتت ترتسم ملامحه، وأضافت: دائماً كنت أستغرب مرافقة الأهل للأولاد أثناء الامتحانات، وبقيت كذلك حتى عشت اليوم لحظات المعركة الامتحانية كما أحبت جارتي التي رافقتني تسميتها.
أما هند وهي الأم للتوءم رام ورامي العلي، فقد رأت أن الخوف من تشويش الأصدقاء على بعضهم الذي يحصل بسبب الأسئلة المتوقعة وغيرها من التكهنات التي تربك الطالب قبيل موعد الامتحان وتقلقه نفسياً، هو أكثر ما دفعني لمرافقة أولادي والوقوف هنا، حاولت أن أذهب إلى البيت ولكن للأسف أعصابي لا تحتمل الانتظار.
على درج أحد المحلات، جلست سيدات لم تفارقهن الضحكة، بداية خلت أنهن متفرجات، ولكن تبين أن لهن أبناء داخل المدرسة، لم تجدن مبرراً لوجودهن أمام المدرسة سوى أنه بهدف الاطمئنان على عودة أولادهن إلى البيت في وقت مبكر، من أجل التحضير لليوم التالي.
نأمل مراعاة أبنائنا
بسبب الظروف الراهنة
خفت أن يضيع طريق المدرسة، هكذا فكر عبد الكريم، فكبر المنهاج وضغط المعلومات وكثافتها جعلت ابني سامح يسهر حتى ساعة متأخرة، لذلك قررت ألا أتركه وحيداً، وبقيت إلى جانبه حتى باب المدرسة، ورغم أنه تمنى علي للعودة إلى المنزل، إلا أن خوفي من الإرهاق الذي كان واضحاً عليه منعني، لينهي حديثه بما تداولته ألسنة الأهالي من الطلب إلى وزارة التربية مراعاة الطلاب نظراً للقذائف التي استهدفت المجموعات الإرهابية بها معظم المناطق والمدارس وغيرها من الظروف العصيبة التي مرت بهم خلال الفصل الدراسي الثاني.
تخفف التوتر.. ولكن!!
مبررات خوف وهلع ووقوف الأهالي أمام المراكز الامتحانية لم تنكرها هبة العودة المرشدة الاجتماعية والنفسية، رغم أنها ترى في تلك الجمهرة حالة غير صحية فهي قد تسبب الخجل للطالب أمام زملائه ممن جاؤوا بمفردهم، كما أنها تؤدي إلى تشتت الطالب، من جراء تفكيره بحال ذويه خارج سور المدرسة، أين ومع من يجلسون، هل سيصدقون ما يشاع حول الامتحانات، أم ستزيد تلك الأخبار من قلقهم وبكائهم؟ وإلى جانب قلق الطلبة تقف الضجة التي يمكن أن تصدر بسبب كثرة أعداد الأهالي، والمناقشات التي تدور فيما بينهم، وعلينا ألا ننسى أن ذلك الازدحام يشكل بيئة خصبة لنشوء الخلافات والإشكاليات التي قد تتحول إلى ملاسنة بين الأهالي أو مع الجيران المحيطين بالمركز، لذلك كله وحفاظاً على راحة الطلبة نأمل من الأهالي مساعدة أبنائهم للتحضير للامتحانات داخل المنزل، وعدم مرافقتهم إلى مراكز الامتحانات، فهذا الأمر يدفعهم للاعتماد على أنفسهم، ويزيد من ثقتهم بمعلوماتهم، ويخفف من توترهم ويضفي عليهم راحة نفسية ويعطيهم شعوراً بأن الامتحان حدث عادي، حتى بعد الامتحانات فلا ضير من إعطاء الطالب مساحة بسيطة من الوقت للقاء زملائه والتحدث إليهم من دون الشعور برقابة الأهل المباشرة.