لقـــــــــاءات الرئيســــــــين الأســـــــد و بوتــــــين.. وصــــدى الانتصـــــــارات..بقلم فؤاد الوادي

لقـــــــــاءات الرئيســــــــين الأســـــــد و بوتــــــين.. وصــــدى الانتصـــــــارات..بقلم فؤاد الوادي

أخبار سورية

الأحد، ٢٠ مايو ٢٠١٨

لطالما شكلت لقاءات الرئيسين بشار الأسد وفلاديمير بوتين منذ بداية الحرب في سورية حتى اليوم منعطفات مهمة في سير الحرب على الارهاب، وما يرتبط بها من تفاصيل أخرى تطفو على سطح المشهد السياسي والميداني بشكل عام،
حيث أتت تلك اللقاءات لتعزز التحالف الاستراتيجي القائم بين دمشق وموسكو، وترسم العناوين الرئيسة لكل مرحلة من المراحل التي تمر بها عملية مكافحة الإرهاب، بعد أن تتم مناقشة وتقييم وتحليل كل التطورات السابقة والحالية والمتوقعة بتداعياتها وارتداداتها وإرهاصاتها على المشهد العام برمته.‏
 
إذاً هي لقاءات قمة بين حليفين يحاربان الارهاب جنباً إلى جنب لتدارس وبحث كل ما حصل وما سوف يحصل في ضوء التطورات والمتغيرات المتدحرجة على الأرض وفي شتى الاتجاهات، لقاءات سمتها الشفافية المطلقة والثقة المتبادلة بلا حدود والمصداقية العالية في تناول وطرح ومعالجة القضايا التي تفرض نفسها على طاولة المباحثات بين الزعيمين الكبيرين.‏
 
للتاريخ، ومنذ بداية الحرب على سورية التقى السيد الرئيس بشار الاسد بالرئيس بوتين يوم الثلاثاء 20 تشرين الأول عام 2015 بحضور وزيري الدفاع والخارجية الروسيين وقد أطلع الرئيس الأسد الرئيس الروسي على الوضع في سورية والخطط المستقبلية للجيش العربي السوري في مكافحة الإرهاب والعمليات ضد التنظيمات الإرهابية الناشطة على الأراضي السورية، وكانت الزيارة بعد أسابيع قليلة من بدء الحضور الروسي إلى سورية في إطار مكافحة الارهاب.. أما اللقاء الثاني أو القمة الثانية فجرت في الحادي والعشرين من تشرين الثاني العام الماضي في مدينة سوتشي الساحلية وقد سبقت اللقاء الروسي الإيراني التركي الذي كان مقرراً عقده بعد أسبوع، وقبل مؤتمر الحوار السوري الذي عقد بعد هذا اللقاء بنحو شهر في سوتشي أيضاً، كان هذا اللقاء في غاية الأهمية لجهة التوقيت، إذ جاء بعد إنجازات كبيرة للدولة السورية في القضاء على العديد من التنظيمات الارهابية وتحرير مناطق واسعة من الجغرافيا السورية، كما أنه أتى ليؤسس لمرحلة ما بعد تحرير حلب من الارهاب، فكان اللقاء خطوة جديدة على طريق التعاون وتنسيق المسارات والجهود لإكمال مسيرة الحرب على الارهاب، وبالتوازي التأسيس لعمل سياسي يواكب ويحاكي انتصارات الجيش العربي السوري في الميدان، ولعلنا نستذكر بعضاً مما قيل في ذلك اللقاء لندرك أهميته، حيث قال الرئيس الأسد: إن اللقاء يأتي بعد عامين وبضعة أسابيع من العملية العسكرية الروسية الداعمة للجيش العربي السوري في الحرب ضد الإرهاب التي حققت نتائج مهمة وكبيرة على مختلف الصعد وعلى رأسها الإنساني والعسكري والسياسي، مشيراً إلى أهمية هذا اللقاء للتنسيق على أعلى مستوى بين الجانبين ومن ضمنها الاستمرار في مكافحة الإرهاب والجهود التي تبذل فيما يتعلق بالمسار السياسي ومؤتمر الحوار والقمة الثلاثية المقبلة في سوتشي، أما الرئيس بوتين فقد أكد في ذلك اللقاء على أهمية زيارة الرئيس الأسد في إطار زيادة التنسيق بين الجانبين وإجراء مشاورات إضافية والاستماع إلى تقييم القيادة السورية للوضع الراهن في سورية وشكل الخطوات القادمة وتصورها للعملية السياسية.‏
 
إلا أن الأمر الأهم في تلك اللقاءات هو إحباط كل المخططات والمؤامرات التي كانت ولاتزال تستهدف التحالف السوري الروسي سواء بشكل علني أم سواء بشكل سري وبشتى الطرق والأساليب الملتوية.‏
 
وفي الحادي عشر من كانون الأول العام الماضي التقى السيد الرئيس بشار الأسد الرئيس فلاديمير بوتين في قاعدة حميميم العسكرية، حيث كان محور اللقاء هو الانتصارات الحاسمة التي حققها الجيش العربي السوري والقوات الروسية على صعيد الحرب على الإرهاب وفي مقدمتها دحر تنظيم داعش الإرهابي من كل الأراضي السورية.‏
 
وكان اللافت في ذلك اللقاء إعلان الرئيس بوتين أن روسيا ستستمر بتقديم كل دعم ممكن لسورية حتى استعادة الأمن والاستقرار في كل المناطق السورية، وهذا التأكيد ارتبط بإعلان بوتين مواصلة بلاده لجهودها الرامية إلى دعم العملية السياسية من خلال التعاون مع الحكومة السورية وجميع الأطراف المعنية لتمكين الشعب السوري من تقرير مستقبله بملء إرادته.‏
 
لقد كانت لقاءات الأسد- بوتين الدرع الحصين لحماية انتصارات الطرفين على الارهاب، فلطالما حاول معسكر العدوان على سورية بائساً سرقة تلك الانتصارات ومنع دمشق وموسكو من استثمارها وصرفها على الطاولة السياسية سواء عبر التهديد والوعيد أم عبر التصعيد وإشعال الجبهات، وهذا الأمر كان ولايزال يصطدم بالروح القتالية العالية للجيش العربي السوري وبالتعاون الوثيق بين سورية وروسيا والتضحيات المشتركة في الميدان السوري، وهذا ماعبر عنه الرئيس الأسد بقوله: إن الأجيال القادمة التي ستقرأ عن هذه الحرب لن تفرق بين شهيد سوري وشهيد روسي وستبقى تضحيات الأبطال من الجانبين تجسيداً لأنبل معركة في مواجهة الإرهاب امتزج خلالها الدم بالدم ليطهرأرضنا من رجس المرتزقة الذين أرادوا تدمير وطننا.‏