التاسع والعشرون من أيار.. يوم وطني مشهود ومحطة مهمة في نضال شعبنا ضد الاستعمار

التاسع والعشرون من أيار.. يوم وطني مشهود ومحطة مهمة في نضال شعبنا ضد الاستعمار

أخبار سورية

الثلاثاء، ٢٩ مايو ٢٠١٨

تحتفل قوى الأمن الداخلي بالذكرى السنوية ليوم التاسع والعشرين من أيار الذي اتخذت منه عيداً لها حيث كان يوماً وطنياً مشهوداً ممهوراً بدماء شهداء الشرطة والدرك من حامية البرلمان الذين رفضوا أداء التحية لعلم الاحتلال الفرنسي واستشهدوا دفاعاً عن موقفهم ضاربين أمثولة حية في الدفاع عن الوطن ورفض الاحتلال بكل أشكاله.

وشكل يوم التاسع والعشرين من أيار عام 1945 بأحداثه الدامية محطة مهمة في مسيرة نضال شعبنا ضد الاستعمار الفرنسي الذي ما أن وطئت أقدام قواته العسكرية المحتلة تراب سورية الغالي حتى جوبهت بمقاومة وطنية امتدت إلى كل شبر في أرض الوطن على مدى ربع قرن ونيف.

ففي صباح ذلك اليوم وجه قائد القوات الفرنسية اوليفار روجيه إنذاراً مباشراً إلى رئيس المجلس النيابي السوري هدده فيه بالقضاء على كل من يحاول الاعتراض على إرادة فرنسا ويعمل من أجل إخراجها من البلاد واشترط عليه أن تقدم حامية البرلمان من رجال الشرطة والدرك التحية للعلم الفرنسي عند إنزاله من على ساريته فوق مبنى الأركان الفرنسية المقابلة للبرلمان آنذاك وما إن قوبل التهديد بالرفض وامتنعت الحامية عن أداء التحية لعلم الاحتلال حتى باشرت الأسلحة الفرنسية صب حممها على مبنى البرلمان ووقف حماته يدافعون عن مواقعهم ببسالة وشجاعة في معركة غير متكافئة ببنادقهم المتواضعة في مواجهة المصفحات والمدافع والرشاشات الفرنسية.

يومها كثف الفرنسيون دورياتهم في شوارع دمشق إمعاناً في القمع والاستفزاز والاعتداء على الحريات والحرمات وطوقت مصفحاتهم مبنى البرلمان وسدت الطرق المؤدية اليه وكأنها كانت تعلم مسبقاً بمجريات الأحداث وترتب للمجزرة القادمة.

صمدت حامية البرلمان أمام الهجوم الفرنسي إلى أن نفدت ذخيرتها وشبت الحرائق في المبنى وتهدمت أجزاء منه ليقتحمه الجنود الفرنسيون المدججون بالحقد والسلاح وأجهزوا على من بقي من عناصر الحامية بشراسة يتقنها المحتل ولم يقتصر عدوان الـ 29 من أيار عام 1945 على مجزرة البرلمان بل شمل مدينة دمشق وباقي المدن والبلدات السورية وفق خطة مبيتة.

هذه الأعمال الحاقدة وما انطوت عليه من قصف وتدمير للمدن وقتل وتمثيل بالجثث لم تسعف المستعمرين ولم تمكنهم من اخضاع شعبنا الأبي وقهر ارادته الوطنية بل زادته إصراراً على النضال والمقاومة.

لقد صمد شعبنا وقاوم وصارع الاستعمار الفرنسي وقهره ورحل المستعمرون وبقيت سورية حرة مستقلة واليوم تقف سورية بجيشها الباسل المعطاء وقوى الأمن الداخلي الشجاعة للتصدي للإرهاب وداعميه ومموليه ومستورديه وتلاحق القتلة الإرهابيين وتدك أوكارهم مخيبة آمال الأعداء وأحلامهم وستسقط المؤامرة ويندحر الإرهاب وتبقى سورية كما كانت على الدوام حصن الكبرياء وقلعة المجد المكللة بغار الانتصار.