حملات امنية مكثفة وتدقيق وتفتيش في محافظة اللاذقية

حملات امنية مكثفة وتدقيق وتفتيش في محافظة اللاذقية

أخبار سورية

الاثنين، ٤ يونيو ٢٠١٨

 تشهد مدينة اللاذقية خلال هذه الأيام حملات أمنية مكثفة، وتدقيق وتفتيش بشكل كبير على مداخلها، وفي المناطق والأحياء الحيوية فيها، بحثاً عن أشخاص بعينهم، بالتزامن مع حل عدد من الفصائل الشعبية، التي كانت تقاتل إلى جانب الجيش السوري خلال السنوات الماضية.

وتناقلت عشرات الصفحات والمواقع الإلكترونية أخباراً عن هذه الحملات، وسط تكهنات بأن تشمل معظم المتنفذين، خصوصاً الذين مارس «عناصرهم» أو هم بأنفسهم «الزعرنة» في شوارع اللاذقية خلال الفترة الماضية.

مصادر مطّلعة أوضحت أن ما يجري ليس حدثاً طارئاً، أو مجرد حملة عابرة ضد بعض المتنفذين فقط، وإنما هو جهد متكامل وعلى أعلى درجات التنسيق بين الأفرع الأمنية والشرطة، ضمن عمليات ضبط الأمن والقبض على المطلوبين، حيث تم ضبط عدة عصابات خلال الفترة الماضية، بينها عصابات لسرقة السيارات، وأخرى كانت تقوم بخطف مواطنين وطلب فدية.

وشهدت اللاذقية خلال الشهرين الماضيين عدة مشاجرات وحوادث إطلاق نار، بينها قيام أحد المتنفذين بالتهجم على محل لبيع الدخان بسيارته، وقيام آخر بفتح النار في الهواء بعد أن سقطت تفاحة على سيارته من أحد الأبنية. إضافة إلى حوادث واشتباكات أخرى كحادثة إطلاق نار على عنصرين في الشرطة، وإصابة ضابط أيضاً خلال مقاومة دوريات كانت تقوم بعملية القبض على مطلوبين.

ولاحظ سكان مدينة اللاذقية تناقص عدد السيارات التي كانت تسير دون لوحة (نمرة) في شوارع المدينة، إضافة إلى تناقص عدد مواكب السيارات «المفيمة» التي تسير دون لوحات ويقودها عناصر أو شبان لا ينتمون إلى أي قطاع حكومي، التي كانت تجوب الشوارع خلال فترات المساء، وفي الليل، خصوصاً في الأحياء الحيوية، كحي الأميركان، والزراعة ومشروع الأوقاف.

وكثفت الجهات الأمنية والشرطة دورياتها ضمن الأحياء الحيوية، حيث تجري عمليات تفتيش دقيقة، ومصادرة سيارات دون لوحات أياً كانت تبعيتها، الأمر الذي قوبل بارتياح شعبي كبير. ولم تتوقف الحملات الأمنية عند حدود مدينة اللاذقية التي جرى تكثيف حضور الدوريات في مداخلها، بل طالت مناطق ريفية بعيدة عن مركز المدينة، وقرى اشتهرت خلال الفترة الماضية بعمليات سرقة السيارات، وخطف مواطنين وطلب فدية. الأمر الذي رفع نسبة التفاؤل في المجتمع بالقضاء على هذه الظواهر نهائياً.

30 مطلوباً… وشائعات
و خلال محاولة البحث في حقيقة هوية الشخصيات التي تستهدفها الحملة، إلا أن تكتماً أمنياً كبيراً أحيط بهذه الحملة، الأمر الذي أعاق عمليات البحث والتأكد من هوية المطلوبين، خصوصاً المتنفذين، أو الشخصيات المشهورة في اللاذقية، رغم ذلك، ذكرت مصادر مطلعة أن قوائم المطلوبين تضم نحو 30 اسماً لشخصيات نافذة، معظمهم قاموا بتسليم أنفسهم، في حين تجري عمليات البحث عن الباقين.

وأرجعت بعض المصادر سبب هذا التكتم إلى «حساسية هذا الملف» من جهة، وإلى الإشراف المباشر على الحملة من قبل «القيادة في دمشق التي ترغب بإنهاء هذه المظاهر»، وفق المصادر، التي أضافت: «العمليات تشمل مصادرة أسلحة وآليات، بالإضافة إلى عناصر متورطين بقضايا فساد». كذلك، طالت الحملة شخصيات تورطت في عمليات تهريب مواد وإدخالها إلى سورية، وآخرون تورطوا في عمليات تهريب مطلوبين، مستترين بمكانتهم ونفوذهم.

التكتم الذي يرافق العملية، والسرية في بعض جوانب هذه الحملات، أفسحت المجال لانتشار شائعات عديدة، بين من قام بإضافة أسماء لشخصيات مشهورة في اللاذقية إلى قائمة المطلوبين، وبين آخرين تناقلوا أخباراً عن توقيف شخصيات معروفة، الأمر الذي نفته المصادر، والتي أكدت أن الحملات مازالت مستمرة، إلا أن معظم ما يتم تناقله غير صحيح، ويدخل في مضمار «الحسابات الشخصية بين من يقومون بنشر هذه الأخبار والشخصيات التي تستهدفها هذه الأخبار».

الشارع ينتظر النتائج
وعلى الرغم من التفاؤل السائد في الشارع اللاذقاني، إلا أن هناك حالة شكّ تشوب هذا التفاؤل، بانتظار ما ستؤول إليه هذه الحملات، خصوصاً أن هذا النوع من الحملات ليس جديداً، حيث شهدت اللاذقية خلال السنوات الماضية عدة حملات، وعمليات توقيف لشخصيات نافذة، إضافة إلى الحملات المتواترة التي شهدتها المدينة ضد السيارات المفيمة، والتي تسير دون «نمرة» إلا أن الأوضاع كانت تعود لسابق عهدها مع نهاية كل حملة، وفي كل مرة يتم فيها ضبط مسيئين، يظهر مسيؤون جدد.

و ينتظر سكان اللاذقية توسيع نطاق هذه الحملات الأمنية لتشمل كل من يحمل سلاحاً، أو يملكه من غير رخصة، لتخليص المدينة من المظاهر المسلحة التي أثقلت كاهلها خلال السنوات الماضية، خصوصاً بعد أن شهدت المدينة عدداً كبيراً من حوادث إطلاق النار، والمشاجرات التي استعملت فيها القنابل، لتخليص المدينة من هذه المظاهر وتستأصل هذا «السرطان» بشكل يعيد اللاذقية إلى المكانة التي تستحق أن تكون فيها كقبلة للسياحة.