التحضيرات الهجوميّة في الجنوب وحلقُ اللّحى في إدلب

التحضيرات الهجوميّة في الجنوب وحلقُ اللّحى في إدلب

أخبار سورية

الجمعة، ٢٢ يونيو ٢٠١٨

خضر عواركة
يعيش الفصائل المسلّحةُ في إدلب حالةً من الشكِّ حول مستقبلِها، فالمسلّحون أصبحوا واثقين من أنَّ اتّفاقياتٍ دوليّةً حصلت من تحت الطاولة، وهم سيكونون ثمنَ تقارب الروس والإيرانيّين مع الأتراك، فينتهي الصراع بتفاهماتٍ تترك مَنْ في إدلب وجهاً لوجهٍ مع الجيش السوريّ إذا ما حصلت المعركة المتوقّعة في الجنوب وحُسِمَت لصالح الدولة.
 
فكيف هي الأوضاع ميدانيّاً في المحافظة؟
 
المصادرُ من إدلب تشيرُ إلى أنَّ الخلايا التابعة لتنظيم داعش المتواجدة في ريف إدلب أقدمت بتاريخ 20/6/2018م، على خطف 8 مسلّحين تابعين لهيئة تحرير الشام على طريق “المسطومة – إدلب” وأعدمت ثلاثةً منهم، ونشرت صورهم على أحد مواقع التنظيم على شبكة الإنترنت، ووضعت جثّتين منهم على جسر “مدينة أريحا” بريف إدلب، وجثّةً في مدينة “دركوش” بريف إدلب، وأفاد المراسل إلى أنَّ “هيئة تحرير الشام” طالبت بإطلاق سراح مخطوفينَ من التنظيم، مقابل إطلاقِهم مخطوفين مع عوائلهم كانوا قد أُسِروا في مدينة “الخوين” في ريف حماة، حيث تمَّ اعتقالهم نتيجة هروبهم من ضربات الجيش السوريّ، عند تقدّمه باتّجاه مناطق ريفي حماة وحلب، بالخطّ الواصل بين الحمراء والسعن بريف حماة إلى الحاجب وأبو ظهور بريف حلب إلى الأطراف الشماليّة لمدينة حماة، وأضاف المراسل إلى أنَّ صورَ الجثث التي تمَّ تناقلها عبر الإنترنت، هي لعمر رحمون مواليد “مرعيان” بجبل الزاوية، من مواليد العام 2000م، وهو عازبٌ، ويعمل ضمن كتيبةِ المدفعيّة بهيئة تحرير الشام، والذي يقودها خاله الضابط المنشقّ “باسم رحمون”، والثاني “أبو داوود” من جبل الزاوية.
 
وفي سياقٍ متّصل، لُوحِظ أنَّ قياديّين من تنظيم هيئة تحرير الشام الإرهابيّة، أمنيّين وعسكريّين، يعملون على تخفيف اللِّحى، وارتداء ثيابٍ مدنيّة، وتغييرِ سيّاراتهم بشكلٍ دوريٍّ، والاستعانة بسيّارات المدنيّين، وتخفيف تحرّكاتهم بشكلٍ كبير، وذلك خوفاً من عمليّات تصفيةٍ واغتيالٍ مُتوقَّعةٍ في المدينة.
 
وأشارت المصادر، إلى وجود مفاوضاتٍ بين فصيل “قاطع الجبل” التابع لتنظيم النصرة، وفصيل “حرّاس الدِّين” الذي ينافس النصرة على تمثيل تنظيم القاعدة في جبل الزاوية، من أجل الاتّحاد تحت قيادة ما يُسمّى “قاطع هيئة تحرير الشام”، ويقوم فصيل “قاطع الجبل” بمحاولةٍ لإقناع فصيل “حرّاس الدِّين” على التوحّد.
 
علماً أنَّ “حرّاس الدِّين” أكثر تشدّداً من النصرة، وتبرز الاختلافات الفكريّة والعقائديّة من تصرّفات الفصيلين على الأرض، ويتّهم كلٌّ منهما الآخر بالعمل على الحدِّ من انتشاره ومدِّ نفوذه في إدلب، وأشار المصدرُ إلى أنّه في حال عدم الاندماج، فإنَّ التوتّرات الحاصلة تُنبئ بمعركةٍ وشيكةٍ ستُنهي أحدهما بشكلٍ نهائيّ، والفصيل المرجّح بالإبادة هو فصيل حرّاس الدِّين “التابع للقاعدة”، ويذكر المصدر أنَّ فصيل قاطع الجبل مُشكّلٌ من 450 مسلّحاً، منهم 150 إداريّاً، وهو بقيادة حسن عدنان والملقّب “أبو حفص”، وهو من مدينة كنصفرة في جبل الزاوية، بريف إدلب، والقائد العسكريّ للفصيل “ضياء الأقرع”، والملقّب أبو يوسف، ومعظم تلك العناصر من جبل الزاوية، ولهم مقرّاتٌ في كفرنبل، ومرعيات، واحسم، وأشار المصدر إلى أنَّه لا يوجد أيّ انتشارٍ لهذه العناصر على جبهاتٍ مع الجيش السوريّ، ما يدلّ على أنَّ الهدفَ المرحليّ هو السيطرةُ على مناطق أوسع في جبهات الداخل.
آسيا