الجيش يسيطر على اللجاة كاملة.. وأعداد كبيرة من ميليشيات الجنوب ترغب بالقتال إلى جانبه

الجيش يسيطر على اللجاة كاملة.. وأعداد كبيرة من ميليشيات الجنوب ترغب بالقتال إلى جانبه

أخبار سورية

الثلاثاء، ٢٦ يونيو ٢٠١٨

حقق الجيش العربي السوري أمس إنجازاً مهماً في جنوب البلاد، ببسط سيطرته الكاملة على منطقة اللجاة بريف درعا، على حين بدأت وحدات منه دخول بصر الحرير من جهة ناحتة، وسط معلومات عن أن أعداداً كبيرة من المسلحين ترغب بالانضمام إلى صفوفه.
وأكد مصدر عسكري التزام الجيش بحماية المواطنين من جرائم تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي في المنطقة الجنوبية، بالترافق مع تأكيد روسي صد الجيش لهجوم للتنظيم أسفر عن مقتل العشرات من مسلحي الأخير.
وأفادت مصادر ميدانية لـ«الوطن»، أن الجيش تمكن من استعادة السيطرة على كامل منطقة اللجاة بريف درعا الشرقي عقب اشتباكات عنيفة خاضها ضد الإرهابيين في المنطقة، بالترافق مع بدء وحدات منه باقتحام بلدتي ناحتة ومليحة شرقية وسط انهيار تام في صفوف الإرهابيين.
وفي وقت لاحق أفادت صفحات على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن العقيد الفار قاسم الحريري وجه نداءات استغاثة لجميع إرهابيي درعا وحذر من فصل اللجاة عن درعا بعد تمكن الجيش من دخول بلدة بصر الحرير بريف درعا الشرقي.
وكانت الصفحات قد ذكرت في وقت سابق، أن وحدات من الجيش بدأت دخول بصر الحرير من جهة ناحتة.
في الأثناء، أوضحت الصفحات أن عدد القرى التي تمكن الجيش من تحريرها منذ بداية عملياته العسكرية في درعا وصل إلى 15 قرية.
وأفادت مصادر أهلية لـ«الوطن»، أن أعداداً كبيرة من المسلحين ترغب بالانضمام إلى صفوف الجيش بعد تخلي أميركا عنهم والهزائم التي منوا بها، على حين أفادت معلومات لـ«الوطن» أن الجيش يرحب بذلك لكنه يتوخى الحذر في ذلك كون هؤلاء وقبل الإعلان عن الموقف الأميركي كانوا يهددون بأنهم سيقاتلون حتى الرمق الأخير، وبالتالي فإن مواقفهم تتبدل بين الحين والآخر.
أما في ريف السويداء، فقد حققت وحدات الجيش العاملة على محور هذا الريف تقدماً في قرى حوش حماد – الطف – سطح زهنان – البعيات الجنوبية – الظهر، بحسب المصادر الأهلية.
في غضون ذلك، نفذ الطيران الحربي والمروحي سلسلة غارات على مواقع الإرهابيين في درعا البلد، وفق صفحات على «فيسبوك»، بالترافق مع غارات للطيران المروحي نفذها على ذات المواقع هناك وأخرى في بصر الحرير استهدفها بعدة قذائف شديدة الانفجار، وسط معلومات عن أن معظم الخطوط الدفاعية الأولى انهارت على هذا المحور بفعل التمهيد الناري المكثف من قبل وحدات الجيش.
وفي سياق متصل، ذكرت مصادر إعلامية معارضة، أن الطائرات المروحية ألقت أمس مناشير على منطقة جاسم في ريف درعا الشمالي، دعت الأهالي إلى مساعدة الجيش في تخليصهم من الإرهابيين وعدم السماح لهم باستخدامهم دروعاً بشرية.
من جانب آخر، نفت شبكة الإعلام الحربي المركزي ما تداولته مواقع معارضة عن إسقاط الإرهابيين أمس طائرة للجيش في ريف درعا الشرقي من طراز ميغ 23 واعتبرت ذلك يندرج في إطار حملة كاذبة عند بداية أي معركة يخوضها الجيش.
على خط موازٍ، أفادت الشبكة أن قوات الجيش استهدفت بالصواريخ غرف عمليات الإرهابيين (المعنية بعمليات المسلحين عند الحدود السورية الأردنية) عند طريق السد ودرعا البلد.
من جانبه قال المركز الروسي للمصالحة في سورية في بيان له أمس، بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: إن مسلحي «جبهة النصرة» شنوا هجوماً ضد بلدات بجنوب سورية «سبق أن انضوت طواعية تحت لواء السلطة الشرعية»، لكن الجيش السوري بالتعاون مع تشكيلات من «الجيش الحر» وبدعم من سلاح الجو الروسي تمكن من صد هذا الهجوم».
وأضاف البيان: إن العملية أدت إلى مقتل 70 مسلحاً وتدمير 3 مدرعات و14 سيارة رباعية الدفع لهم، في حين لم تتكبد القوات السورية أي خسائر.
وذكر مركز المصالحة، أن بلدة التبة في درعا انتقلت طواعية تحت سيطرة القوات الحكومية ليبلغ بذلك عدد بلدات المحافظة التي انضوت تحت لواء الحكومة السورية 12 بلدة.
القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية بدورها ذكرت على موقعها، أن الدعم الجوي الروسي متاح لقوات الجيش العربي السوري لتنفيذ مهامها في القضاء على الإرهاب، وهو مخصص للقوات الاقتحامية الضاربة والتي تعتبر صاحبة الكفاءة الأكبر بتنفيذ مهامها وليس بناءً على أسماء محددة.
على خط موازٍ، أكد مصدر عسكري في تصريح نقلته وكالة «سانا» للأنباء أمس، التزام الجيش العربي السوري بحماية المواطنين من جرائم «النصرة» والتصدي له بكل حزم وذلك بالتعاون مع المواطنين في المنطقة الجنوبية.
وقال المصدر: «إن تنظيم جبهة النصرة مستمر بارتكاب الجرائم وترويع المواطنين واستهداف نقاط تمركز الجيش العربي السوري وتوتير الأوضاع في الجنوب لمنع إتمام المصالحات المحلية مع بقية المجموعات المسلحة الجاهزة لتسليم السلاح وتسوية أوضاعها».
وبين المصدر أنه «نظراً لأن بقاء هذا الوضع الشاذ يعني استمرار معاناة أهلنا المدنيين في البلدات والقرى الراغبة بالمصالحة والعودة إلى كنف الدولة فإن الجيش العربي السوري يؤكد التزامه بحماية المواطنين والتصدي بكل حزم لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي بالتعاون مع المواطنين الشرفاء من أهالي المنطقة الذين يقدمون الإحداثيات بدقة للأهداف التي يتم التعامل معها بالصواريخ والمدفعية من قبل الجيش العربي السوري بهدف القضاء على التنظيم الإرهابي».
ولفت إلى أن مصير التنظيم المنتشر في الجنوب السوري «لن يكون إلا كغيره في المناطق التي سبق وتم تطهيرها بالكامل من رجس الإرهاب التكفيري وداعميه وعادت إلى حضن الوطن سورية الوجه واليد واللسان».
في المقابل، أفادت «سانا» بأن عدداً من القذائف الصاروخية أطلقتها التنظيمات الإرهابية المنتشرة في ريف درعا الشرقي سقطت في حي النهضة ومحيط الملعب البلدي في مدينة السويداء، ما تسبب بأضرار مادية.
ولفتت الوكالة إلى أن وحدات من الجيش ردت على نقاط ومصادر إطلاق القذائف بالأسلحة المناسبة، أسفرت عن تدمير تحصينات ومنصات إطلاق وإيقاع خسائر في صفوف الإرهابيين، على حين سقطت قذائف صاروخية أطلقها الإرهابيون على بلدة إزرع، أسفرت عن إصابة واحدة، في حين رد الجيش على مصادر النيران بعدة رمايات مدفعية، حسبما ذكرت صفحات على «فيسبوك».