الدبابات السورية في الجولان.. معالم المواجهة بدأت!

الدبابات السورية في الجولان.. معالم المواجهة بدأت!

أخبار سورية

الجمعة، ١٣ يوليو ٢٠١٨

لا زال صوت آفي ديختر وزير الأمن الإسرائيلي السابق عالقاً في الأجواء عندما ظهر على هضبة الجولان المحتل ليناشد الجميع نصرة “الثورة” .. لم يعد “ثورجي” بلحية وهابية وجديلتين تلموديتين قادراً على صنع فارق فإما الوجهة إلى ادلب بباصات خضراء أو سيكون مدعواً لحفل شواء في جهنم الحمراء.
ليس نوعاً من الإفراط في الأمل أو ترفاً الحديث حول مواجهة عسكرية سورية ـ إسرائيلية ستنتهي بتطهير الجيش السوري للجانب السوري من الجولان المحتل، وقبل ذلك ستكون القنيطرة محررة كاملةً وفي كنف الدولة.
سيكون الكثير من رؤوس الأنظمة العربية في موقف محرج، فالدولة التي قامت الدنيا عليها ولم تقعد لا زالت صامدة وتنتصر عسكرياً، وكل من راهن ضدها وقع في أفخاخه التي نصبها، ستكون تلك الدولة من بين العرب جميعاً هي التي تحرج إسرائيل، ومشهد العام 2006 من حرب تموز سيكون قريب التحقق ولو بصورة مصغرة.
فالروسي والأمريكي لن يسمحا لكرة الحرب أن تتدحرج لتشمل المنطقة، لا سيما وأن تشابك المصالح في الشرق بات يجعل من أمر الحرب الإقليمية والعالمية ضرباً من الخيال، ما سيحدث هو أن المواجهة التي توقعناها حدثت عندما قامت إسرائيل بتقديم تغطية نارية للجماعات المسلحة وساهمت في نقلهم للقنيطرة عندما استهدفت نقاطاً للجيش بمحيط بلدة حضر وتل كروم جبا بالقنيطرة، ثم قامت تل أبيب بالإعلان عن إسقاط طائرة مقاتلة مسيرة تأكدت أنها سورية لا روسية، ورغم أنها لم تكن مذخرة، إلا أن رسالة دمشق وصلت.
الأوساط الإسرائيلية نفسها تعيش رهبة الموقف واستعدادات الحرب التي يمكن أن تقع في بضع أيام من كتابة هذه السطور، حيث نقلت القناة العبرية الثانية تهديد وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان باللجوء إلى القوة العسكرية إذا أقدمت سورية على نشر قوات في منطقة فصل القوات بالجولان، مضيفاً بالقول : يبدو أن الأسد سيستعيد السيطرة على الجانب السوري من الجولان.
هذه التصريحات والتطورات ارتبطت بالغارة الصهيونية على مطار التيفور، حيث رأت كل من صحيفة هاآرتس وصحيفة إسرائيل اليوم أن الغاية منها نقل رسالة لبوتين وترامب تقول أن تل أبيب مصرة على ما أسمته بالدفاع عن مصالحها ولا تخشى تحفظاً روسياً أو رداً إيرانياً، بل وتذكر بواجب كل من روسيا وأمريكا في احتواء أي موقف تصعيدي عسكري قبل تحوله لحرب، وهذا ما يعزز قولنا بأن المعركة ستكون محددة جغرافية ولن تتحول إلى حرب إقليمية أبداً.
عند وقوع المواجهة في القنيطرة وعلى الجناب السوري من الهضبة المحتلة، ستعمل الماكينة السياسية والدبلوماسية الروسية والأمريكية، من أجل الاحتواء، ستُحرر القنيطرة وينتشر الجيش السوري على الجانب السوري من هضبته المحتلة، ليتم الحديث عندها عن اتفاق فض الاشتباك لعام1974 مع استمرار الكيان الصهيوني بترويج مزاعم الوجود الإيراني والمقاومة اللبنانية في الجنوب والخطر الذي يترتب عليها من قبلهما وهذا سيشكل أيضاً بوابة أخرى للتسويات والتفاهمات بين دمشق وحلفائها من جهة والمحور الآخر، ليبقى العرب مشغولون بذبح اليمن صباحاً والالتفاف حول المناسف الدسمة ضمن جلسات الوناسة الخليجية مساءً.
علي مخلوف - عاجل