واصل عملياته والمصالحات في الجنوب.. وصد داعش في بادية السويداء.. ورد على الإرهابيين في القنيطرة … الجيش يقترب من السيطرة على كامل درعا

واصل عملياته والمصالحات في الجنوب.. وصد داعش في بادية السويداء.. ورد على الإرهابيين في القنيطرة … الجيش يقترب من السيطرة على كامل درعا

أخبار سورية

الأحد، ١٥ يوليو ٢٠١٨

تقدم الجيش العربي السوري بشكل متسارع أمس في عملياته في محافظة درعا بسيطرته على مزيد من المناطق بالتوازي مع استسلام المسلحين في مناطق أخرى وقبولهم تسليم السلاح، ليصبح على أعتاب إنهاء عملياته في المحافظة التي بات أكثر من 85 بالمئة منها في قبضته.
وبحسب وكالة «سانا»، جرى استلام ذخيرة ثقيلة وعتاد متنوع من المسلحين في منطقة درعا البلد في سياق الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء على أن تتواصل العملية حتى الانتهاء من تسليم السلاح الثقيل والمتوسط.
ونص الاتفاق الذي يشمل مناطق درعا البلد وطريق السد والمخيم وسجنة والمنشية وغرز والصوامع على تسليم السلاح الثقيل والمتوسط وتسوية أوضاع المسلحين الراغبين بالتسوية وخروج الإرهابيين الرافضين للاتفاق.
من جانبه أكد مصدر ميداني في درعا لـ«الوطن» أن الجيش سيطر على قرية خربة السريا وتلة السريا كما سيطر على تلال المطوق جنوب مدينة إنخل في ريف درعا الشمالي، لافتاً إلى أن المجموعات الإرهابية في مدينة إنخل سلمت سلاحها الثقيل للجيش، وهو ما قام به أيضاً مسلحو بلدة جاسم حيث أقدموا على تسليم أسلحتهم وفوهاتها إلى الخلف في إشارة لاستسلامهم.
ولفت المصدر إلى أن بلدة كفر شمس في الريف الشمالي من درعا انضمت أيضاً إلى اتفاق المصالحة وبدأ مسلحوها تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، على حين قصف الجيش مواقع الإرهابيين والمليشيات المسلحة في بلدة الحارة التي يعيش إرهابيوها ومسلحوها انقساماً بين رافضين للمصالحة وراغبين بها، ويقع بجوار البلدة تل الحارة الذي يعتبر أعلى تلة في محافظة درعا.
بموازاة ذلك ساد الهدوء الحذر في منطقة «حوض اليرموك» بريف درعا الغربي، بعد أيام من سيطرة «جيش خالد بن الوليد» المبايع لتنظيم داعش على بلدة حيط من يد المليشيات المسلحة، وسط أنباء ذكرتها مواقع إلكترونية معارضة عن مفاوضات لإخراج «جيش خالد» إلى بادية سويداء.
وبينما ذكرت مصادر إعلامية أن الجيش اقترب من السيطرة على الريف الغربي لدرعا بالكامل، أقرت مصادر إعلامية معارضة بسيطرة الجيش على أكثر من 85 بالمئة من محافظة درعا حتى عصر أمس.
في الأثناء بدأ مجلس مدينة درعا أعمال إعادة تأهيل طريق عام درعا- اليادودة بعد فتحه من قبل وحدات الجيش قبل عدة أيام وإزالة السواتر منه وتأمينه من مخلفات المجموعات المسلحة. وبحسب وكالة «سانا»، بدأت الورشات التابعة للمجلس بالتعاون مع دائرة العلاقات المسكونية والتنمية بتعزيل وتسوية الطريق وتنظيفه من الأتربة حيث أوضح رئيس مجلس مدينة درعا أمين العمري أن الورشات جهزت الطريق لاستقبال الحركة المرورية بعد توقفها لسنوات، مشيراً إلى أن المرحلة التالية ستكون تأهيل الطريق من خلال رصفه وإنارته.
وفي وقت سابق من يوم أمس قامت وحدة من الجيش بإزالة السواتر الترابية التي أقامتها المجموعات الإرهابية والمسلحة على الطريق الواصل بين منطقة درعا البلد ومعبر الجمرك القديم الذي يبعد عن معبر الرمثا الأردني نحو 1.5 كم، وقامت بتمشيط جانبي الطريق وإزالة الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون والمسلحون خلال فترة انتشارهم في المنطقة منذ عام 2013.
في غضون ذلك انتقلت حياة أهالي بلدات وقرى زيزون والعجمي وتل الأشعري وخربة الشحم في ريف درعا الغربي من الاضطراب والفوضى بفعل التنظيمات الإرهابية والمليشيات التي كانت تنتشر فيها إلى حالة الأمن والاستقرار والانطلاق مجدداً نحو الحياة، بفضل عودة الجيش.
ووفق «سانا» عبّر الأهالي في تلك البلدات والقرى عن ارتياحهم لانضمام مناطقهم للمصالحة ودخول وحدات الجيش إليها ورصدت انخراطهم في ممارسة حياتهم الطبيعية من خلال توجههم بشكل اعتيادي إلى حقولهم الزاخرة بالعديد من المحاصيل ولاسيما كروم العنب والرمان والخضراوات.
وفتح التجار وأصحاب المحلات أبواب محلاتهم لاستقبال الزبائن بشكل طبيعي لأول مرة منذ سنوات بعيداً عن تنكيل التنظيمات الإرهابية وعن خطر هجمات الإرهابيين القابعين على بعد عشرات الأمتار من أطراف بلداتهم وحقولهم من الجهتين الشمالية والشمالية الغربية.
ولفت الأهالي إلى أنهم ومنذ سنوات فقدوا الشعور بالحياة وكانوا ينتظرون الموت والتهجير بشكل يومي قبل أن تصل وحدات الجيش إلى مشارف قراهم من الجهة الشرقية فانبعث الأمل في نفوسهم بالتخلص من هذا الواقع المريض الخاضع لأمزجة متزعمي التنظيمات الإرهابية الذين يتحكمون بكل تفاصيل حياتهم ويسلبون حتى القليل مما كانوا يجمعونه من حقولهم وأعمالهم البسيطة في ظل ظروف أقرب للاستعباد والعبودية.
بالانتقال إلى محافظة السويداء، فقد تصدت وحدات الجيش العاملة على محور ريف السويداء الشرقي لهجوم شنه مسلحو تنظيم داعش الإرهابي على محور سد الزلف وأوقعت قتلى في صفوفهم بحسب نشطاء.
أما في القنيطرة فقد استمر الإرهابيون والمسلحون باستهداف مناطق في قرية جبا الخاضعة بالقذائف، فرد الجيش بقصف لمواقعهم في بلدة مسحرة في القطاع الأوسط بريف القنيطرة.