مع استعادة سورية للأمن والاستقرار … مغتربون سوريون يزورون بلادهم مجدداً

مع استعادة سورية للأمن والاستقرار … مغتربون سوريون يزورون بلادهم مجدداً

أخبار سورية

الثلاثاء، ١٧ يوليو ٢٠١٨

عادت مئات العائلات المغتربة في أميركا إلى سورية بالتزامن مع تحسن الأوضاع الأمنية في البلاد بعد دحر الجيش العربي السوري للتنظيمات الإرهابية من معظم الأراضي السورية.
وقالت وكالة «أ ف ب» في تقرير لها: إنه «قرب دالية عنب نضجت عناقيدها، تجلس فيكتوريا مباركة المغتربة في الولايات المتحدة منذ عقود في باحة منزل العائلة في وسط سورية، محاطة بأقرباء وجيران فرحين بمجيئها للمرة الأولى منذ بدء الأزمة السورية».
وبحسب التقرير، فإنه «طوال الفترة الماضية، لم تجرؤ فيكتوريا (53 عاماً) على غرار الكثير من المغتربين السوريين على زيارة بلدها، خشية من الحرب التي اجتاحت البلاد منذ العام 2011، لكنها ومع سيطرة القوات الحكومية على مناطق واسعة، قررت كسر حاجز الخوف وزيارة بلدتها فيروزة المسيحية الواقعة على بعد بضعة كيلومترات جنوب شرق مدينة حمص». وأوضح التقرير أنه «قبل أيام وصلت فيكتوريا بعد رحلة جوية شاقة من كاليفورنيا إلى مطار بيروت، ومنها براً إلى فيروزة، برفقة ابنها البكر وزوجته الحامل وطفلهما، وابنها الصغير الذي يزور مسقط رأسه للمرة الأولى».
وقالت السيدة التي تدير مع ابنها متجراً لبيع المواد الغذائية في كاليفورنيا وفق «أ ف ب»: «كنت أحن طوال السنوات الماضية لزيارة بلدي ورؤية أقربائي لكن الشعور بالخوف تملكني. لم أجرؤ حتى على التفكير بذلك».
وأضافت: «لم يكن الوضع جيداً. كنا نتابع الأخبار ونخاف العودة».
وأبدت السيدة التي هاجرت منذ كانت طفلة مع والديها تفاؤلها، وقالت: «الحمدلله وصلنا إلى مرحلة الأمان في سورية، شجعنا بعضنا البعض وقررنا المجيء هذا الصيف».
على غرار فيكتوريا، وصلت منذ مطلع الشهر الحالي عشرات العائلات المغتربة إلى فيروزة، البلدة المعروفة بإقامة عدد كبير من أبنائها منذ عقود في الولايات المتحدة. لم تشهد فيروزة أي معارك خلال فترة الأزمة، لكن مناطق قريبة منها لم تكن آمنة مع سيطرة التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة على أجزاء من مدينة حمص وريفها قبل استعادة الجيش السيطرة عليها.
وتشهد فيروزة حركة نشطة مع وصول المغتربين تباعاً، ويقيم نحو ثلاثة آلاف من أبناء البلدة فيها، في حين يقدر عدد المغتربين بنحو خمسة آلاف. وتؤوي البلدة، التي تحتوي على ست كنائس، مئات العائلات المسيحية التي نزحت بعد اندلاع الأزمة من مدينة حمص وبلدات أخرى في المحافظة. وقال كاهن كنيسة توما كاسوحة وفق «أ ف ب» للأنباء: «ترتدي فيروزة ثوب الفرح بعودة عدد كبير من المغتربين إليها تشجعوا على المجيء مع عودة الأمان والسلام وبعد النقلة النوعية في الحالة الأمنية».
وتنظم الكنيسة بدءاً من الإثنين مهرجاناً سنوياً لأيام لمناسبة شفيعها القديس الياس، تتضمن إحدى فعالياته وفق الكاهن لقاء مع المغتربين «الذين وصل منهم قرابة 300 عائلة حتى الآن ويتوقع أن يتضاعف في الأيام القليلة المقبلة». وقامت التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة خلال الأحداث بطرد المسيحيين في سورية من مناطقهم.
وبحسب التقرير، منذ ثماني سنوات، لم تأت أليشا ميدع (14 عاماً) مع عائلتها من كاليفورنيا إلى فيروزة، ما جعل تعرفها على أقربائها مهمة صعبة، وقالت وفق «أ ف ب» أثناء ارتيادها مسبحاً على أطراف البلدة مع أصدقائها: «عندما وصلت لم أتذكرهم جيداً، بدا الأمر وكأنني أتعرف إليهم للمرة الأولى». وروت الفتاة بلغة عربية مطعمة بالإنكليزية «كنت أعرف أن القرية آمنة ولكن ليس البلد، وأفكر دائماً أننا سنزوره مجدداً لكنني لم أدرك متى».
ووصلت أليشا مع والدها وشقيقها قبل أيام لقضاء إجازة لعشرين يوماً، وقالت: «بخلاف ما نسمعه في أميركا عن الحرب هنا، من الجميل أن نجد البلد آمناً».
وقالت ميشلين معلوف (22 عاماً) القادمة من بنسلفانيا وهي تنفث دخان نرجيلتها قرب المسبح الذي يضيق برواده وأغلبيتهم من المغتربين، وفق «أ ف ب»: «كرهت نفسي حينها. لم أفهم لماذا وجهوا تلك الضربات»، وأضافت: «من هم في الخارج لا يعرفون كيف تعيش الناس هنا». وفي العام 2015، شكل زواجها من شاب لبناني تعرفت إليه عبر موقع «فيسبوك»، «فرصة للهرب» من سورية كما قالت إذ «لم يكن الوضع مطمئناً، خوف وناس غير مرتاحة»، أما اليوم فالوضع تبدل كلياً. وتقول «كنا نلزم منازلنا عند السابعة مساء أما اليوم فنسهر للثالثة فجراً».