إنتاج وتركيب أكثر من 500 طرف صناعي سنوياً في سورية خلال الحرب

إنتاج وتركيب أكثر من 500 طرف صناعي سنوياً في سورية خلال الحرب

أخبار سورية

الاثنين، ٢٣ يوليو ٢٠١٨

تطورت عملية تركيب الأطراف الصناعية في سورية خلال الحرب لتبلغ ما يزيد على 500 طرف صناعي في العام الواحد، في ظل وجود الآلاف ممن تعرضوا للإعاقة بسبب بتر أطرافهم جراء الحرب وانفجار ألغام من مخلفات التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة. وقالت وكالة «أ ف ب» في تقرير لها: «للمرة الأولى منذ أكثر من عام، يتمكن عبد الغني من المشي، متكئاً على عكاز معدني يجره أمامه وساقين صناعيين تم إنتاجهما في سورية، بعدما حرمته قذيفة من طرفيه السفليين على غرار عشرات الآلاف من المصابين منذ اندلاع الأحداث في 2011».
وأضاف التقرير: «على مرأى من طفله ذي الشعر الأشقر والملامح الخجولة، يتدرب هذا الطبيب البيطري (48 عاماً) برفقة اختصاصي على خطواته الأولى بعد تركيب الساقين في قاعة العلاج الفيزيائي داخل مركز الأطراف الصناعية التابع للهلال الأحمر العربي السوري في دمشق».
وقال الرجل: «أريد أن أقف على رجلي مجدداً. أبذل جهداً كي أتمكن من خدمة نفسي ومزاولة مهنتي التي أحبها وهي الطب البيطري ولإعالة أسرته المؤلفة من زوجة وسبعة أطفال».
وفي آذار 2017، وأثناء عودته على دراجته النارية من مهمة تلقيح أغنام قرب مدينة حماة، سقطت قذيفة قربه فأصيب وخسر طرفيه السفليين عند أعلى الفخذ.
وروى عبد الغني: أنه «بعد إصابتي، شعرت بكثير من اليأس. أصبحت عديم الحركة وأحتاج من يخدمني.. كان ذلك ثقيلاً عليّ»، وأضاف: «بت أشعر بالخجل من ابني كلما رغبت في التوجه إلى مكان ما».
وبمساعدة طبيب في مدينة حماة، تعرف عبد الغني على المركز المدعوم تقنياً من اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق، والذي يستقبل يومياً عشرات مبتوري الأطراف من مختلف المناطق السورية جراء إصابات حرب أو أسباب صحية.
وأعرب عبد الغني عن أمله في أن يتمكن من السير بمفرده قريباً، وقال: «حالياً أنا في المرحلة الأخيرة، أي مرحلة التركيب والتمارين. أستلم الساقين في غضون أسبوع بإذن الله».
وبحسب التقرير، ففي القاعة ذاتها، ينتظر العديد من مبتوري الأطراف بينهم كبار في السن وأطفال برفقة أفراد من عائلاتهم، دخول الاختصاصي حاملاً ذراعاً أو قدماً تمت صناعتها في الغرفة المجاورة.
و«يحاول شاب فقد إحدى ساقيه السير بين حاجزين حديدين يتكئ عليهما، من دون أن تفارق ملامح التأثر وجهه. ويجلس رجل آخر بترت ساقاه جراء عارض صحي على كرسي متنقل بانتظار أن يبدأ التدريب، على حين على سرير حديدي فوقه فراش جلدي، تضع معالجة عازلاً مطاطياً على ساق طفل بترت تحت الركبة تمهيداً لتثبيت الطرف الصناعي فوقه» بحسب التقرير.
وأوضح التقرير، أنه «في غرفة محاذية، ينهمك فنيون مختصون مع مساعديهم في صنع الأطراف وصيانتها بإشراف خبير من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وينتهي أحدهم من صبّ ساق تترك معلقة على آلة حديدية، بعد تذويب مادة بلاستيكية في فرن وتطويعها على قالب من الجص مصنوع وفق القياسات المطلوبة».
وأشار رئيس المركز نذير كنعان، المتخصص في الجراحة العظمية، وفق «أ ف ب» إلى ازدياد عدد المستفيدين من خدمات المركز الذي بدأ صناعة الأطراف في العام 2010، ثم تطور عمله تدريجياً بعد اندلاع الأحداث وانتقل قبل أسابيع إلى مقره الحالي.
وارتفع عدد الأطراف التي صنعها المركز من 250 في عام 2014 إلى 500 العام الماضي.
ومنذ أيار، يصنع المركز نحو 50 طرفاً في الشهر تقريباً، مع توافد المصابين من مناطق سيطر عليها الجيش أبرزها الغوطة الشرقية قرب دمشق.
ويعد هذا المركز الأول من نوعه التابع للهلال الأحمر في سورية ويقدم خدماته مجاناً للمدنيين الوافدين إليه من محافظات عدة.
وتدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر مركزاً مماثلاً في مدينة حلب، كما تدعم منظمات دولية مرافق طبية في مناطق خارج سيطرة الحكومة السورية.
وأوضح كنعان، أن حالات البتر «ازدادت بسبب الأزمة والحوادث والطلقات النارية والشظايا والألغام» خلال سنوات الحرب.
وبحسب تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية في كانون الأول، تسببت الحرب على سورية منذ آذار 2011 بإعاقة دائمة لمليون ونصف مليون سوري، بينهم 86 ألف شخص تسببت إصاباتهم بحالات بتر.
وغالباً ما تركت التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة بعد انسحابها من مناطق سيطرتها ألغاماً ومفخخات، تسببت بحالات بتر أطراف للمصابين بها.