معبر "نصيب".. احتمالات عودة المتنفّس الاقتصادي بين الجارين

معبر "نصيب".. احتمالات عودة المتنفّس الاقتصادي بين الجارين

أخبار سورية

السبت، ١١ أغسطس ٢٠١٨

"الرئة المشتركة" تسميةٌ كان يطلقها الجانبان السوري والأردني على معبر نصيب "جابر" الحدوديّ بين البلدين، حينما كان يعدّ أهمّ بوّابةٍ اقتصاديّة للتبادل التجاريّ بينهما قبل أنْ يقع تحت سيطرة الفصائل المسلّحة قبل نحو ثلاث سنوات.
توقّف الرئة الاقتصاديّة
توقّفت التجارة بين سورية والأردن كما غيرها من العلاقات السياسية والاجتماعية بين البلدين الجارين، لتتوقّف معها المتنفّسات الاقتصاديّة جرّاء توقّف "الرئة" عن العمل طيلة الأعوام الثلاثة الماضية، وشلّ حركة مرور الشاحنات المحمّلة بالبضائع التي كان يتجاوز عددها الـ 5 آلاف شاحنةٍ في اليوم الواحد.
اليوم وبعدما استعاد الجيش السوريّ السيطرة على جنوب البلاد، تعمل الدولة السوريّة على إعادة تأهيل المعبر تمهيداً لفتحه لما سيعود به من فوائد على الاقتصاد المحلّي، بحسب ما ذكر مصدرٌ مطلع لـ"وكالة أنباء آسيا"، مبيّناً أنّ آليّة افتتاحه تحتاج لقراراتٍ رسميّةٍ بين البلدين حتّى تكون الحركة المروريّة عبره ميسرة قانونيّاً وبعيدة عن أيّ تعقيداتٍ أمنيّةٍ.
شرط سوريّ
المصدر ورغم تأكيده على قرب إعادة تشغيل حركة النقل عبر المعبر ، إلّا أنّه في الوقت ذاته أشار إلى شروط الدولة السوريّة التي أعلنتها على لسان وزير النقل علي حمود، المتمثّلة بربط فتح المعبر بتقديم عمّان طلب رسميّ إلى دمشق لإعادة فتح المعبر كما كان قبل عام 2015 .
خطوة أردنيّة
الأمر الذي يستدعي التنسيق بين البلدين رسميّاً لإعادة تفعيل العلاقات التجاريّة بينهما، وأولى الخطوات الأردنيّة نحو المعبر، تأتي عبر إرسال وفدٍ حكوميٍّ خاصّ من وزارة النقل الأردنيّة لبحث كيفيّة إعادة فتح معبر جابر "نصيب"، مع الجانب السوريّ، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام أردنيّة، مشيرةً إلى أنّ الوفد سيصل دمشق خلال أيّام.
ومن هنا، يرى المصدر أنّ الخطوة العمليّة التي سيلتقي خلالها مسؤولون أردنيّون مع نظرائهم في سورية، لا شكّ ستكون بمثابة بوّابةٍ لإعادة العلاقات الثنائيّة بين البلدين الجارين على كافّة الصعد، منوّهاً إلى أنّ عمّان بدأت بمغازلة دمشق عبر رئيس البرلمان عاطف الطراونة، الذي تحدّث مؤخّراً عن أهمّية التعاون بين الجانبين والتنسيق الأمنيّ لضبط الحدود المشتركة.
دمشق صامتة
في المقابل، ما تزال دمشق تلتزم الصمت حيال الموقف الرسميّ من عمّان، رغم تأكيد الأخيرة على أنّ "العلاقاتِ الثنائيّة مرشّحةٌ لأنْ تأخذ منحى إيجابيّ"، فهل يكون المعبر بوّابةً لعودة العلاقات بين الجانبين بعد أنْ توقّفت منذ اندلاع الحرب في سورية، واتّخاذ الأردن "موقفاً سلبيّاً منها" كما تعتبره دمشق؟ أم أنّ للسياسة رأياً آخر لا "نصيب" له من الجانب الاقتصاديّ بعد سبع سنوات من الأزمة والحصار!
ومعبر نصيب – جابر، يقع بين بلدة نصيب السوريّة في محافظة درعا وبلدة جابر الأردنيّة في محافظة المفرق، ويعدُّ من أنشط المعابر في سورية، إذ تعتمد عليه دمشق لنقل منتجاتها عبر الأردن نحو الخليج، مقابل اعتماد عمّان عليه كبوابة عبور من سورية إلى تركيا وأوروبا، ما جعله أحد أهم المعابر في الشرق الأوسط من الناحية الإستراتيجيّة، التي ولا شكّ ستنعش تجارة البلدين المنهكين اقتصاديّاً في حال عاد ليعمل من جديد