أيُّها السّوريّ، إيّاك و السّفر ليلاً
أخبار سورية
الاثنين، ٢٠ أغسطس ٢٠١٨
بشار كاسر يوسف- دمشق الآن
أربع ساعات تقريباً يستغرقها الطّريق من دمشق إلى اللّاذقيّة ،هذا الطّريق الدّوليّ الّذي يُفترض أن يكون طريقاً سريعاً بحسب التّصنيفات الدّوليّة.
ينقسم الطّريق بحسب مستوى تجهيزه و إنارته و تخطيطه إلى قسمين
القسم الأوّل:
و لا يشكّل سوى 10%من مجمل المسافة مجهّز تجهيزاً مقبولاً إن كان بتخطيط الحارات بالفوسفور الأبيض أو بوضع العواكس الضّوئيّة على المنصّف أو بالتّعبيد الجديد و المتقن أو بوجود أعمدة إنارة تتركّز خاصّة في مداخل المدن الرّئيسيّة
القسم الثّاني :
و هو القسم الأعظم من الطّريق ، يغرق في ظلامٍ دامس ، لا عواكس ضوئيّة و لا تخطيط يقسمه إلى حارات و يساعد على تلمّس الاتّجاهات و المنعطفات خاصّة في اللّيل الدّامس و أثناﺀ تشكّل الضّباب
لن يشعر بمعاناة السّفر إلّا من تورّط باختيار ساعات الّليل موعداً للسّفر ، إذ يلعب الحظّ و العناية الإلهيّة الدّور الأكبر في أن يصل السّائق و من هم أمانةً في رقبته إلى برّ الأمان ، عشرات الكيلو مترات من الظّلام الدّامس لا يساعد السّائق فيها سوى أن يتتبّع سيّارةً أخرى تسير أمامه فيعلها دليلاً أو كبش فداﺀ و ممّا زاد الطّين بِلّةً اضطّرار السّائقين القادمين من الجهة المقابلة استخدام الأنوار المبهرة و لفترات طويلة ممّا يتسبّب بانعدام الرّؤية لفترات طويلة أيضاً و هي فترات غاية في الخطورة و المجازفة
يتساءل كثيرون؛
*أَليس من الأَولى إنارة أوتوستراداتنا الدّوليّة بدلاً من بيع الكهرباﺀ إلى لبنان ؟
*ألا تشكّل عمليّة تخطيط الحارات بالفوسفور الأبيض أولويّة ملحّة ؟
*لماذا تقوم الجهات المختصّة بعمليّات تزفيت سريعة و هي العمليّة الأصعب ،بينما تتكاسل بالعمليّة الأسهل و هي وضع العواكس الضّوئيّة و الفوسفور الأبيض؟
نتمنّى من وزارة الأشغال العامّة و المؤسّسة العامة للمواصلات الطّرقيّة أن تولي طرقنا الدّوليّة الاهتمام الزّائد ، فالطّريق الجيّد لا يعني تزفيتاً جيّداً فقط
كثر الحديث عن تلزيم الطّرق الدّوليّة لشركات خاصّة فيما يسمّى مشروع الطّريق السّريع و المعمول به في معظم دول العالم الّذي قد يكون حلّاً مقبولاً يقدّم الخدمات الطّرقيّة الممتازة لروّاد السّفر و يرفع عبئاً ثقيلاً عن كاهل الحكومة.