موسكو تطالب بحل قضية إدلب جذرياً عاجلاً أم آجلاً.. وأنقرة تتوسل للتأجيل … الجيش واصل التمهيد لـ«فجر إدلب» وحشوده بلغت الآلاف

موسكو تطالب بحل قضية إدلب جذرياً عاجلاً أم آجلاً.. وأنقرة تتوسل للتأجيل … الجيش واصل التمهيد لـ«فجر إدلب» وحشوده بلغت الآلاف

أخبار سورية

الخميس، ١٣ سبتمبر ٢٠١٨

بات أكثر من 4 آلاف جندي من الجيش العربي السوري مستعدين لإطلاق عملية «فجر إدلب» الرامية إلى اجتثاث الإرهابيين من شمال غرب البلاد، بالترافق مع مواصلته دك معاقل هؤلاء الإرهابيين في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي.
ومع تشديد روسيا على وجوب حل قضية إدلب «بشكل جذري عاجلاً أم آجلاً» توسلت تركيا لتأجيل العملية.
وفي التفاصيل، فقد دك الجيش بصليات كثيفة من مدفعيته الثقيلة مسلحي «جبهة النصرة» الإرهابي والميليشيات المسلحة المتحالفة معه، وذلك في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، على حين لم تشهد تلك الأرياف أي طلعات أو غارات للطيران الحربي على مواقع ونقاط انتشار الإرهابيين.
ورفض مصدر إعلامي التعليق على ذلك، واكتفى بالقول: إن الإرهابيين بمختلف مسميات ميليشياتهم وتنظيماتهم الإرهابية هم هدف لمدفعية الجيش وصواريخه بأي مكان وموقع، وأضاف: الوضع تحت السيطرة.
وأوضح المصدر: إن الجيش استهدف الإرهابيين وتحركاتهم بأكثر من 50 قذيفة هاون على محاور اللطامنة معركبة والبويضة، وبالمدفعية الثقيلة في أطراف مدينة مورك وبلدات معان والزيارة وتل واسط بريف حماة الشمالي وهو ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد منهم.
أما في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، فبيَّن المصدر أن الجيش دك براجمات صواريخه الإرهابيين في قرية الفرجة وأطراف الخوين، ما أدى إلى مقتل العديد منهم وإصابة آخرين إصابات بالغة وتدمير عتادهم الحربي.
من جانبه تحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، أن التعزيزات التي أرسلها الجيش إلى ريف حلب الشمالي والتي بدأت في التوافد إلى المنطقة، منذ الثاني من أيلول الجاري، من دبابات وأسلحة ثقيلة ومتوسطة بالإضافة للمقاتلين، بلغت أكثر من 4 آلاف جندي من الجيش والقوات الحليفة والرديفة، انتشرت على محاور ممتدة من منطقة سد الشهباء وصولاً لخطوط التماس مع عفرين، مروراً بأم حوش وتل رفعت وحربل وعين دقنة ومنغ ومطارها ودير جمال ومحيط نبل والزهراء، وجاءت بهدف تعزيز الوجود العسكري للجيش في ريف حلب الشمالي.
وتزامنت هذه التحضيرات وفق «المرصد» مع استلام ميليشيا «جيش الإسلام» التي خرجت من الغوطة الشرقية سابقاً، لنقاط على خطوط التماس مع الجيش في القطاع الشمالي من ريف حلب، بعد توافقات مع إحدى التنظيمات المدعومة من تركيا.
على خط مواز، أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية، ألكسندر لافرنتييف في أعقاب المفاوضات التي جرت في جنيف بمشاركة ممثلي الدول الضامنة لعملية أستانا، روسيا وإيران وتركيا والمبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا أن الاجتماع تناول الوضع في إدلب.
وبحسب وكالة «سبوتنيك»، أكد لافرنتييف أن «التعايش السلمي مع الإرهابيين أمر مستحيل، ويجب مواصلة محاربتهم حتى القضاء عليهم نهائياً»، مبيناً أن روسيا والدول الضامنة الأخرى تعمل كل ما بوسعها من أجل حل قضية إدلب بأدنى حد ممكن من الخسائر، ومع ضمان أمن السكان المدنيين.
وأضاف لافرنتييف: «إذا تحدثنا عن التأجيل، فيمكن تأجيل محاربة التنظيمات الإرهابية أسبوعاً أو أسبوعين أو 3 أسابيع. ولكن ماذا بعد ذلك؟ يجب حل هذه القضية بشكل جذري عاجلاً أم آجلاً، ولذلك فإن الأمر يتوقف على قدرة المجتمع الدولي على المساعدة في فصل المعارضة المعتدلة الموجودة في إدلب عن المتطرفين».
وشدد لافرنتييف على أن «على تركيا فصل المعارضة المعتدلة عن المتطرفين».
وكانت «سبوتنيك» نقلت عن مصادر سورية مطلعة أن تركيا طلبت من القيادة السورية عبر الجانب الروسي تأجيل عملية إدلب، وإعطائها مهلة إضافية لتتمكن من فصل من تسميهم تركيا بـ«المعارضة المعتدلة» عن مسلحي « النصرة» وداعش الإرهابيين.
وأضافت المصادر: إن الجانب التركي قدم توضيحات حول التعزيزات العسكرية التركية التي دفع بها خلال الأيام القليلة الماضية إلى عدة مناطق في محافظة إدلب، مشيراً إلى أن مهمة هذه القوات الأساسية «ستكون استخدام القوة العسكرية ضد جبهة النصرة في حال رفضت الانفصال والخروج من مناطق المعارضة السورية المعتدلة (المسلحين)، ولكنه لم يحدد الجهة التي سيخرج إليها الإرهابيون».
وأكدت المصادر، أنه في حال وافقت القيادة السورية والجانب الروسي على هذه المهلة فستكون الفرصة الأخيرة أمام تركيا للوفاء بوعودها والتزاماتها التي تقدمت بها في اجتماعات أستانا، مرجحة أن يعطى الجانب التركي مزيداً من الوقت في حال ظهر على الأرض نجاحه في تنفيذ هذه المهمة.
ويوم أمس وصلت إلى ولاية كلّس قافلة عسكرية جديدة ضمت شاحنات محملة بالمدافع والدبابات وآليات بناء عسكرية، وتحركت القافلة بحسب وكالة «الأناضول» باتجاه الوحدات المنتشرة على الحدود السورية وسط تدابير أمنية مشددة.