بانتظار دخان قمة بوتين أردوغان غداً … خلافات رعاة «أستانا» تتواصل بشأن معركة إدلب

بانتظار دخان قمة بوتين أردوغان غداً … خلافات رعاة «أستانا» تتواصل بشأن معركة إدلب

أخبار سورية

الأحد، ١٦ سبتمبر ٢٠١٨

لا يزال الخلاف يسيطر على مواقف الدول الراعية لمسار «أستانا» إزاء العملية العسكرية المرتقبة للجيش العربي السوري في إدلب ضد تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، بانتظار ما قد تسفر عنه القمة التي ستجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره التركي رجب طيب أردوغان غداً في موسكو، وذلك عقب اجتماع احتضنته أنقرة لممثلي تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا.
وبينما تواصل موسكو التشديد على اجتثاث الإرهاب من إدلب، أكدت طهران أنها تسعى إلى الحد من التوتر هناك.
وبحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، شدد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على أن طهران تسعى للحيلولة دون وقوع حمام دم في إدلب، مستبعداً الحل العسكري للأزمة السورية.
وقال ظريف في حديث لمجلة «دير شبيغل» الألمانية أمس: «نسعى إلى الحد من التوتر والحيلولة دون المزيد من حمامات الدم في المنطقة، ولا حلول عسكرية للأزمة السورية»، وذلك قبل يومين من قمة بوتين أردوغان.
وفي وقت سابق ذكر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن أردوغان وبوتين سيجريان محادثات حول الأزمة في سورية يوم الإثنين، على حين أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف الجمعة: أن «مثل هذا الاجتماع ممكن ويجري الإعداد له»، على حين أكدت مواقع إلكترونية أن القمة ستنعقد في مدينة سوتشي الروسية.
تصريحات الكرملين تزامنت مع تصريحات لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد فيها أن القوات الجوية الروسية ستدمر ما وصفه بمنشآت صنع أسلحة الإرهابيين في إدلب بمجرد أن ترصد مكانها، ولكنها ستشجع أيضاً اتفاقات المصالحة المحلية.
وأضاف لافروف خلال زيارة لبرلين: إن بلاده تعمل بشكل مكثف مع تركيا من أجل إيجاد حل للوضع في محافظة إدلب بشكل يتلاءم مع الاتفاقيات المبرمة.
وكانت مدينة اسطنبول التركية قد احتضنت الجمعة، اجتماع رفيع المستوى بين المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، ويوري أوشاكوف، كبير مستشاري الرئيس فلاديمير بوتين، ويان هيكر مستشار الأمن القومي للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وفيليبي أتينه، كبير المستشارين الدبلوماسيين للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وجاء الاجتماع تحضيراً لقمة رؤساء تلك الدول كان يتوقع أن تجري في 7 الجاري لكن موعدها الجديد لم يحدد بعد، وتم فيه مناقشة الأزمة السورية وعملية إدلب.
وحسبما أعلن قالن، في تصريحات للصحفيين بعد الاجتماع فإن «الجميع متفقون بشكل عام على أن أي هجوم على إدلب ستكون له نتائج سيئة جداً».
ولفت قالن، إلى أن المجتمعين بحثوا نوعية الخطوات التي قد تتخذ لتجنب حدوث كارثة في إدلب، وأشار إلى أن المحافظة على الوضع الراهن في إدلب، مهمة من ناحية أمن 12 نقطة مراقبة عسكرية تركية في المحافظة التي تم تشكيلها في إطار اتفاقية أستانا، وللمحافظة على الوضع الإنساني في إدلب.
وأضاف: إنهم بحثوا في الاجتماع، احتمال «حدوث موجة هجرة جديدة لن تكون على كاهل تركيا وحدها فقط، بل قد تفتح سلسلة من الأزمات الجديدة تمتد إلى أوروبا».
وكانت وكالة «فرانس برس» نقلت عن المحلل العسكري التركي متين غوركان الجمعة: أن عدم التوصل لاتفاق مع تركيا قد يدفع روسيا ومن خلفها الجيش السوري إلى «الاستعاضة عن هجوم واسع النطاق يمكن أن ينتهي خلال بضعة أسابيع بشن هجمات على مراحل قد تستغرق أشهراً»، على حين قال مسؤول تركي رفيع طلب عدم كشف اسمه للوكالة: «أعتقد أن أي هجوم لن يحصل قبل بضعة أسابيع».
تجدر الإشارة إلى أن صحيفة «التايمز» البريطانية أفادت بأن وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» بدأت بإعداد لائحة بمواقع داخل سورية زعمت أن تحوي «سلاحاً كيميائياً»، والتي بالإمكان أن تكون هدفاً لعدوان أوسع من تلك التي نفذته في ليلة واحدة في نيسان الماضي.
ونقلت الصحيفة بحسب مواقع إلكترونية داعمة للمعارضة عن وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط كلام أليستر بيرت، الأسبوع الماضي أمام البرلمان، تلميحه إلى أن الحكومة البريطانية لن تسعى إلى موافقة برلمانية من أجل العدوان على سورية.