توقعات بموسم زيتون “أسود” في اللاذقية.. الأسعار تحلّق والزيت لمن استطاع إليه سبيلا

توقعات بموسم زيتون “أسود” في اللاذقية.. الأسعار تحلّق والزيت لمن استطاع إليه سبيلا

أخبار سورية

الخميس، ٤ أكتوبر ٢٠١٨

يتوقع مزارعو الزيتون في محافظة اللاذقية أن يسجل الموسم الحالي تراجعاً حاداً في الإنتاج عما كان عليه في السنوات الماضية.

في حين يعتبر موسم الزَيتون لدى أهالي اللاذقية من المواسم السنوية المهمة الّتي يعتمد عليها سكان القرى والبلدات فهو يلبي احتياجاتهم من زيت الزيتون وثماره التي تدخل في أصناف المونة الشتوية التي تعتمد عليها العائلات، إضافة لاستخدام حطبه بالتدفئة في فصل الشتاء.
تباينت الأسباب التي أدت إلى تراجع موسم الزيتون، فبينما عزاها بعض المزارعين إلى المسيرة الطبيعية لشجرة الزيتون التي لا تحمل في كل عام، حمّل البعض الآخر المسؤولية على مديرية الزراعة التي تأخرت بإمدادهم بالمبيدات اللازمة لمحاربة الذبابة التي أصابت أشجار الزيتون وأدت إلى تعفّن الثمرة قبل نضجها.

و تعددت الأسباب إلا أن موسم الزيتون الخجول رشح إلى نتيجة واحدة وهي أن موسم زيتون “مضروب” في اللاذقية ولا يتجاوز بحسب توقعات مديرية الزراعة44 ألف طن، ما يعني “بالألم نشرح” أن أسعار الزيتون ستحلق عالياً وسيصبح شراء زيت الزيتون لمن استطاع إليه سبيلاً، خاصة أن الأسعار مرتبطة بالعرض والطلب وبحسب مزاجية من “دكّن” صفائح الزيت لديه من الموسم الماضي “الأبيض” تحسباً لمثل هذا الموسم “الأسود”.

المزارع جميل محمد أحمد من قرية وادي القلع بريف جبلة قال لتلفزيون الخبر: “لا يوجد زيتون لهذا الموسم لأن هناك ذبابة أصابت أشجار الزيتون وأدت إلى ضمور الثمرات وتعفنها قبل نضوجها, مشيراً إلى أنها المرة الأولى التي تضرب الذبابة أشجار الزيتون بهذه الشدة”.

وأضاف: “في السابق كان موسم الزيتون يستمر لعدة أسابيع، أما في هذا الموسم فستكون عدة أيام قليلة كافية لانتهاء الموسم نظراً لضعف حمل الأشجار”. واقع الحال الذي يجعل من الطبيعي بحسب أحمد أن يشهد الزيتون والزيت ارتفاعا ً كبيراً في الأسعار”.

المزارع عبد الكريم إسماعيل من قرية السِلْمية قال لتلفزيون الخبر: “حمل الأشجار من ثمرة الزيتون لهذا الموسم ضعيف, فشجرة الزَّيتون التي كانت تعطي كيساً واحداً في المواسم السابقة ربما لا نجد فيها بضعة كيلو غرامات من ثمرة الزيتون هذا الموسم”.

وأضاف إسماعيل: “صحيح أن هذا الموسم ” معاوم ” ينخفض فيه الإنتاج إلا أن الذبابة التي أصابت الأشجار هي التي أدت إلى ضرب الموسم” محملاً “المسؤولية إلى المعنيين في مديرية الزراعة التي تأخرت بتوزيع المبيدات الحشرية اللازمة لمكافحة الذبابة بعد أن استفحلت بثمار الزيتون”.

التذمر من شح موسم الزيتون لم يقتصر على المزارعين بل كان أشد وقعاً عند أهالي المحافظة الذين شدوا الأحزمة مبكراً لمواجهة ارتفاع الأسعار التي لم تصبر حتى بدء قطاف الموسم الحالي بل استبقته وحلّقت عالياً نظراً لقلة المحصول.

وبحسب الأهالي، فان “بيدون” الزيت العادي بات يباع حالياً بـ35 ألف ليرة بعد أن كان يباع بـ25 ألف ليرة في الموسم الماضي، فيما يباع “بيدون ” زيت “خريج” بـ45 ألف ليرة بعد أن كان يباع بـ30 ألف ليرة .

وبيّن المهندس عمران إبراهيم رئيس دائرة الزيتون في مديرية الزراعة لـ”تلفزيون الخبر” أن “كمية الزيتون المقدّر إنتاجها الأولي للموسم الحالي تبلغ ٤٤ ألف طن، وأن عدد الأشجار الكلي ١٠،٣٠ مليون شجرة موزعة على مناطق المحافظة”.

وحول التراجع الحاد في موسم الزيتون المتوقع، قال إبراهيم: “قلة الإنتاج لهذا الموسم يعتبر أمر طبيعي لأنه موسم ” معاومة ” يكون فيه الحمل قليل, وهذه ظاهرة طبيعية فيزيولوجية وراثية يختص بها الزيتون”.

وأضاف إبراهيم: “ومع قلة الإنتاج المتوقع فقد طرأت ظروف مناخية أدت إلى تساقط الثمار في شهري تموز و آب”، وأردف موضحاً: “ارتفاع الحرارة من جهة وارتفاع و انخفاض الرطوبة بشكل متكرر من جهة ثانية أدى إلى زيادة كمية الثمار المتساقطة وبالتالي إلى انخفاض الإنتاج نوعاً ما”.

وحول شكوى المزارعين من ذبابة الزيتون التي قضت على الموسم، أشار إبراهيم إلى أن “مديرية الزراعة كانت تتابع وضع الزيتون عن كثب منذ البداية, وقد تم تنفيذ حملة لمكافحة ذبابة ثمار الزيتون باستخدام المواد الجاذبة التي تمّ توزيعها مجاناً على المزارعين”.

وفي الوقت ذاته بيّن إبراهيم أن “إصابة ثمرة الزيتون بالذبابة تؤدي إلى تدني نوعية الزيت الناتج، وفي حال شدة الإصابة تؤدي إلى تساقط حبات الزيتون في مرحلة النضج و بدء تكون الثمرة بنسبة ٥٠% فما فوق”.

وإذ أكد إبراهيم أن “ذبابة ثمار الزيتون ليست جديدة في منطقة الساحل وإنما موجودة منذ سنين”, فانه أوضح أن “معظم المزارعين يتعاملون مع شجرة الزيتون كشجرة حراجية فلا يقومون بتقليمها ولا يعمدون إلى حراثة الأرض وتسميدها”.

واستدرك: “كما أننا لا نلقي باللوم على المزارعين لان تكاليف الإنتاج مرتفعة”، مدللاً أن “حراثة الدونم الواحد تكلّف المزارع ما بين 3 -4 ألف ليرة، ناهيك أن أي ورشة تقوم بمساعدة المزارع على قطاف محصوله تشترط عليه أن تأخذ ثلث الإنتاج”.

وأردف إبراهيم أن “واقع الحال هذا يرهق المزارعين خاصة أن نسبة 70% منهم لا يملكون مساحات كبيرة مزروعة بأشجار الزيتون، إذ أن أغلبية المزارعين يملكون دونما أو دونمين من الأرض ويعتمدون على محاصيلهم في سد احتياجاتهم من الزيت والزيتون على أقل تقدير”.

وكانت دائرة الزيتون في مديرية زراعة اللاذقية قدّرت الموسم الماضي من الزيتون بحوالي 195 ألف طن كتقدير أولي, فيما بلغ التقدير النهائي بـ226 ألف طن، في حين تشير التوقعات للموسم الحالي أن لا يزيد التقدير النهائي عن التقدير الأولي بـ 44 ألف طن.

صفاء إسماعيل – تلفزيون الخبر – اللاذقية