إرهابيو الشمال يستغلون حاجة الأهالي ويجندون الأطفال

إرهابيو الشمال يستغلون حاجة الأهالي ويجندون الأطفال

أخبار سورية

الاثنين، ١٥ أكتوبر ٢٠١٨

كشفت تقارير إعلامية معارضة، أن التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة المتواجدة في شمال البلاد تستغل الحاجة الماسة للأطفال لإعالة أسرهم في ظل الظروف المعيشية الصعبة، وتقوم بتجنيدهم في صفوفها، مقابل مرتبات شهرية بسيطة.
وباتت ظاهرة تجنيد الأطفال في صفوف المليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، أمراً شائعاً في مناطق شمال البلاد، إلا أن الأمر اللافت في تلك الظاهرة هو أن بعضهم يتجندون من أجل الحصول على المال ومساعدة أهاليهم لتأمين الاحتياجات الأساسية في ظل الظروف المعيشية الصعبة وانعدام فرص العمل.
وتعتبر ظاهرة تجنيد الأطفال مخالفة للمواثيق الدولية، إلا أن الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية تواصل تجنيدهم وزجّهم في المعارك سواء ضد الجيش العربي السوري والقوات الرديفة له أو في النزاعات التي تحصل بين الفينة والأخرى فيما بينها، في حين يجب أن يكون هؤلاء الأطفال على مقاعد الدراسة التي حُرموا منها ربما لسنوات بسبب الأوضاع العسكرية في البلاد.
وذكر ناشط إعلامي معارض، بحسب التقرير الذي نشرته وكالات إعلامية معارضة، أن «مئات الأطفال باتوا يتجنّدون في صفوف التنظيمات المسلحة بالشمال، ولا توجد إحصائية دقيقة لعددهم بسبب تكتّم جميع التنظيمات على موضوع تجنيد الأطفال الذي يعارضه شريحة واسعة من الأهالي في المنطقة». وأضاف: «في الآونة الأخيرة رأينا عشرات الأطفال أعمارهم تتراوح بين الـ14 و17 عاماً في صفوف التنظيمات، تجنّدوا من أجل الحصول على راتب شهري لا يبلغ سوى 15 ألف ليرة سورية (أي ما يعادل نحو 33 دولاراً أميركياً) لمساعدة عائلاتهم، فمنهم من فقد أباه خلال الحرب وهو الأكبر في عائلته ومنهم من لا يجد فرصة عمل للحصول على المال».
وبيّن الناشط، أن الأطفال يتسربون من المدارس بسبب عدم الاهتمام بقطاع التعليم من قبل المسؤولين عنه وعدم تشجيع الأطفال على العودة إلى مقاعد الدراسة، خاصةً أن الكثير من المدارس هذا العام مهددة بالإغلاق بسبب انعدام الدعم وشح الكتب والقرطاسية، فضلاً عن عدم وجود رواتب للمدرّسين الذين إن بقي الحال كما هو عليه فإنهم سيضطرون لترك مجال التعليم والتوجّه إلى عمل آخر يؤمّنون من خلاله احتياجاتهم الأساسية.
ولفت إلى أن الأطفال الذين يتسربون من المدارس وتتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاماً «همّهم الأول هو الحصول على دخل مادي ثابت فتكون وجهتهم إما العمالة أو الانضمام إلى صفوف الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية.
وأوضح الطفل يوسف الموسى، المنضم لإحدى المليشيات ويبلغ من العمر 15 عاماً، أنه لجأ إلى الانضمام إلى الميليشيا المسلحة «بسبب احتياجه للمال وتأمين احتياجات عائلته، بعد مقتل والده قبل نحو عام»، مبيناً أن المدارس «بات غير معترف بها وأن الطالب مهما درس فلا توجد شهادة علمية تفيد في المستقبل».
وأشار إلى أن الانضمام إلى صفوف المسلحين «أسرع وسيلة لكسب المال فدورة بسيطة لا تتجاوز شهر كفيلة بأن تجعلك تحمل السلاح وتتقاضى راتباً شهرياً».
وذكر أنه انضم إلى تلك الميليشيا المسلحة منذ نحو ثلاثة أشهر وخضع لدورة تدريبية، والآن يتقاضى مبلغ 15 ألف ليرة سورية شهرياً، إضافة إلى الحصول على سلة غذائية.
وبيّن أن «المواد الغذائية والمال أهم ما تحتاجه عائلته في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهونها، في الوقت الذي لا تحصل الكثير من العائلات على سلل غذائية أو كفالات أيتام.
وتعمل التنظيمات الإرهابية على إخضاع الأطفال لـ«دورات شرعية يتعلّمون من خلالها إصدار الفتاوى الشرعية وحمل السلاح، وذلك خلال ثلاثة أشهر ضمن معسكرات مغلقة لا يغادرونها طوال فترة الدورة»، بحسب ما ورد في التقرير نقلاً عن مقربين من تلك التنظيمات الذين وصفوا تلك الدورات بأنها «عبارة عن غسيل دماغ» للأطفال، فبعد خروجهم من الدورة حتى أهاليهم يستغربون منهم، بسبب أفكارهم وما تشبّعت به أدمغتهم خلال الدورة.
وبحسب أهالي في مناطق الشمال، فإن الكثير من الأطفال تأثروا ويتأثرون بالإصدارات المرئية التي تنشرها التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة، ما يدفعهم للانضمام إليها، كما أنه يوجد أشخاص ينتمون لتلك التنظيمات وكل منهم يروّج خلال الجلسات العامة للميليشيا التي ينتمي إليها وتتأثر الأطفال بأقاربها (أب، أخ، عم، خال، أبناء الأقارب) المنضمّين للمليشيات وينضمون إليها.
وأشار عثمان الصافي من سكان مناطق ريف حماة، إلى أنه يوجد منظمات وجمعيات إنسانية تعمل على تنظيم جلسات توعية للأهالي الذين لديهم أطفال يحملون السلاح، إلا أن الاستجابة ما تزال ضعيفة، كون الجلسات تكون على نطاقٍ ضيّق ضمن المنازل، مؤكداً أنه «من خلال جلسات التوعية استطاع إقناع ابنه البالغ من العمر 15 عاماً بترك السلاح بعد عدّة محاولات وإعادته إلى الدراسة وهو الآن في الصف التاسع».