الفلتان أمني يعصف بها.. والجثامين المنتشلة وصلت إلى نحو 1300 … بعد عام على خروج داعش… الدمار سيد المشهد في الرقة

الفلتان أمني يعصف بها.. والجثامين المنتشلة وصلت إلى نحو 1300 … بعد عام على خروج داعش… الدمار سيد المشهد في الرقة

أخبار سورية

الأحد، ٢١ أكتوبر ٢٠١٨

استكملت مدينة الرقة، أمس، عامها الأول منذ خروج تنظيم داعش الإرهابي منها واستيلاء ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية- قسد» عليها، على حين لا يزال الخراب والتدمير شاهداً فيها من دون إعادة إعمار، والفلتان الأمني يعصف بها.
واستكمل أمس العام الأول لعملية الاستيلاء على مدينة الرقة، من قبل ميليشيا «قسد» وقوات «التحالف الدولي» المزعوم، بعد عملية عسكرية طويلة، أنهكت المدينة، وتسبب بدمار كبير في المدينة، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض.
هذه العملية التي استمرت نحو 20 أسبوعاً على التوالي، وفقاً لـــ«المرصد»، تمكنت فيها الميليشيا من فرض سيطرتها على كامل المدينة التي كانت تعد المعقل الرئيسي لتنظيم داعش وعاصمته المزعومة في سورية، والتي شهدت عدة سنوات قبل الاستيلاء عليها، عمليات إعدام ومجازر نفذ قسم منها التنظيم الذي اعتمد على ترهيب المواطنين لضبطهم وترغيبهم للانضمام إلى صفوفه، وتحول في أحيان أخرى إلى استغلال حاجاتهم ومآسيهم لضمهم إلى صفوفه، على حين نفذ القسم الآخر من عمليات القتل طائرات «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن والداعم لميليشيا «قسد» قبيل الاستيلاء على المدينة، كما تبع عملية الهجوم للاستيلاء على المدينة عمليات قتل بحق سكانها ممن لم يتمكنوا من الفرار منها.
وكانت ميليشيا «قسد»، استولت على المدينة بعد أنباء عن مفاوضات جرت بين قوات «التحالف الدولي» مع تنظيم داعش، أفضت إلى خروج آمن للأخير منها من دون قتال، وإرسال مسلحيه إلى قتال الجيش العربي السوري في محافظة دير الزور.
وبحسب «المرصد»، كان يقطن مدينة الرقة ما يقارب الـ350 ألف مدني، قبيل بدء عملية الاستيلاء من قبل «التحالف الدولي» في الـ6 من حزيران من العام 2017، حيث تحولت في فترة عملية الاستيلاء إلى مدينة شبه خالية من سكانها الذين اختلفت مصائرهم، فمنهم من استشهد ومنهم من أصيب، ومنهم من لا يزال مفقوداً، ومنهم من لا تزال جثته تحت أنقاض الدمار، ومنهم من اختار الهجرة والنزوح من مدينته إلى مناطق سورية أخرى فراراً من الموت الذي خيم على المدينة، وبذلك تحولت المدينة إلى ما يشبه كتلة من الدمار، خالية من الأرواح، التي لم تتوان أية جهة عن قتل ماضيها وحاضرها والإجهاز على مستقبلها.
وذكر «المرصد» أن نسبة الدمار والمباني غير الصالحة للسكن داخل المدينة وصلت إلى نحو 80 % من مساحتها، ورغم انتهاء العام الأول للاستيلاء عليها (من قبل قسد والتحالف)، إلا أن هذا الدمار لا يزال على حاله، ولم يجر تأهيل سوى أجزاء بسيطة من المدينة، في حين لا تزال المدينة في حالة خراب يدل على واحدة من أعتى المعارك وعمليات التدمير والقتل التي جرت في الساحة السورية وفي المعارك مع تنظيم داعش.
كذلك تعاني المدينة وفق «المرصد» من عمليات فلتان أمني تتمثل بهجمات لمسلحين من خلايا تابعة لداعش، تهدف إلى الإبقاء على الوجود المعنوي للتنظيم، من خلال عمليات تفجير بمفخخات وعبوات ناسفة وهجمات ترافقت مع اشتباكات شهدتها مدينة الرقة، ترافقت مع عمليات اعتقال نفذتها ميليشيا «قسد»، بحق مدنيين ومسلحين متهمين بالانتماء للخلايا النائمة، ومسلحين من ميليشيا كانت تعمل إلى جانبها بتهم مختلفة، الأمر الذي أثار استياء سكان المدينة، الذين لا يزال عشرات الآلاف منهم خارجها وفي مخيمات النزوح نتيجة التباطؤ في عملية إعادة إعمارها.
وأوضح «المرصد»، أن عمليات العثور على مئات الجثث من تحت أنقاض الدمار في مدينة الرقة، ممن قضوا بسبب القصف المكثف لـــ«التحالف الدولي» وميليشيا «قسد»، والتفجيرات بآليات مفخخة وتفجير بالألغام التي زرعها داعش في المدينة، رفع حصيلة الخسائر البشرية للمدنيين، إلى نحو 1280 شهيداً، و289 طفلاً و223 امرأة، منذ الـ5 من حزيران من العام 2017 وحتى يوم أمس، كما دمِّرت مئات المنازل والمرافق الخدمية في المدينة، نتيجة لقصف «التحالف»، في حين قتل ما لا يقل عن 1400 مسلح من التنظيم، ونحو 690 مسلحاً من قوات عملية «غضب الفرات» التي قادتها ميليشيا «قسد»، على حين استشهد ما لا يقل عن 260 مدني، من جراء انفجار ألغام بهم.