فتح «نصيب».. انتصار سياسي لسورية وضربة لمحاولات أميركا عزل دمشق

فتح «نصيب».. انتصار سياسي لسورية وضربة لمحاولات أميركا عزل دمشق

أخبار سورية

الاثنين، ٢٢ أكتوبر ٢٠١٨

تُشكل إعادة فتح معبر نصيب انتصاراً سياسياً لسورية، وخطوة باتجاه تطبيع العلاقات مع الأردن والمنطقة العربية، وضربة لمحاولات الولايات المتحدة عزل دمشق، فضلاً عن كونها خطوة مهمة على طريق إعادة «تطبيع» العلاقات الاقتصادية السورية مع محيطها، بعد سبع سنوات من حرب أنهكت الاقتصاد.
وبدأت الدول العربية المعادية لسورية تظهر بوادر تغيير في مواقفها اتجاه دمشق، إذ قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم من موسكو منتصف الشهر الماضي: «ما سمعناه في المؤتمر الصحفي بين (وزير الخارجية السعودي عادل) الجبير و(وزير الخارجية الروسي) سيرغي لافروف يعتبر لغة جديدة نسمعها من السعودي، وهذا الأمر وإن جاء متأخراً نرحب به».
تبع ذلك، المصافحة التي جرت بين المعلم ونظيره البحريني، خالد بن أحمد آل خليفة، في أروقة الأمم المتحدة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك آواخر الشهر الفائت، وما ظهر من ود في اللقاء، إذ أكد الوزير البحريني أن اللقاء «لم يرتب له وجاء مع تحرك عربي لاستعادة الدور العربي في الأزمة السورية».
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري في مبنى وزارة الخارجية والمغتربين عقد مؤخراً، أكد المعلم، أن سورية لها موقع بالعالم العربي، ويجب أن تمارس دورها العربي، ومن هذا المنطلق فإن أي مبادرة عربية أو دولية ستستجيب لها، وذلك بعد أن كشف الجعفري، عن محاولات عراقية لاستعادة الحوار بين الدول العربية، وأشار إلى أن العراق راغب بعودة سورية إلى البيت العربي في الجامعة العربية، وقال: «لا ينبغي ولا يستطيع أحد أن يهمش سورية والسنوات الماضية أثبتت أن سورية قوية وملتحمة مع شعبها وهذا الدور نلعبه منذ مدة».
وتُشكل إعادة فتح معبر «نصيب – جابر» على الحدود السورية الأردنية خطوة مهمة على طريق إعادة «تطبيع» العلاقات الاقتصادية السورية مع محيطها، بعد سبع سنوات من الحرب التي تشن على سورية.
واستعاد الجيش العربي السوري في تموز 2018 السيطرة على معبر نصيب وكامل الحدود الأردنية بعد عملية عسكرية، واتفاقات تسوية مع الميليشيات المسلحة في جنوب البلاد.
وبحسب وكالة «أ ف ب» للأنباء فإن افتتاح المعبر من الجهتين السورية والأردنية في 15 الشهر الجاري من شأنه أن ينعكس مباشرة على الاقتصاد السوري.
واعتبر الباحث في مجموعة الأزمات الدولية، سام هيلر، وفق «أ ف ب»، أنه «تُشكل إعادة فتح معبر نصيب انتصاراً سياسياً للحكومة السورية، فضلاً عن كونه خطوة تجاه إعادة دمج سورية مع محيطها على الصعيد الاقتصادي واستعادتها لدورها التقليدي كممر للتجارة الإقليمية».
وأوضح هيلر أنه «بالنسبة للحكومة السورية، تُعد إعادة فتح نصيب خطوة باتجاه تطبيع العلاقات مع الأردن والمنطقة الأوسع، فضلاً عن كونها ضربة لمحاولات الولايات المتحدة عزل دمشق عبر عقوبات اقتصادية أنهكتها».
وذكر موقع «سيريا ريبورت» الإلكتروني، في نشرة إلكترونية متخصصة في متابعة الأخبار الاقتصادية في سورية، عن فوائد عديدة ستجنيها دمشق بينها فتح طريق الصادرات السورية إلى الأردن والعراق ودول الخليج، الدول التي شكلت «سوقاً مهمة لها قبل العام 2011».
وإلى جانب البضائع السورية، فإن المعبر شكل ممراً للبضائع من لبنان وتركيا إلى الدول العربية وبالعكس.
ومن شأن حركة الصادرات أو عائدات العبور، أن تدخل عملة أجنبية إلى الاقتصاد السوري، ما سيعود بفائدة على الليرة السورية، إذ اكد عاملون في قطاع الصرافة الأردني، وفق وكالة «عمون» الأردنية، أن السوق المحلي يشهد طلباً قوياً على الليرة السورية خاصة بعد افتتاح المعبر.