ارتيـاد طلاب الجامعات والمدارس الثانوية المقاهي.. قد يفسدهم أخلاقياً ويفشـلهم دراسياً

ارتيـاد طلاب الجامعات والمدارس الثانوية المقاهي.. قد يفسدهم أخلاقياً ويفشـلهم دراسياً

أخبار سورية

الثلاثاء، ٢٣ أكتوبر ٢٠١٨

طلال الكفيري:
بات ارتياد الشباب اللامسبوق واللامدروس ولاسيما طلاب الجامعات والمدارس الثانوية المقاهي المنتشرة في الزوايا المظلمة بمنزلة المصيدة المفسدة لأخلاق روادها من هؤلاء الطلاب جامعيين كانوا أم طلاب ثانوي والمجمدة لمسيرتهم التعليمية كيف لا ومعظم مدمني هذه المقاهي همهم الوحيد الظفر/بنفس أركيلة / بعيداً عن أعين الأهل الرقابية.. وهنا علينا أن نتوقف قليلاً أنه بالرغم من صدور تعميم من وزارة السياحة بعدم تقديم أراكيل لمن لا تتجاوز أعمارهم ١٨ عاماً فمن الملاحظ أن معظم المقاهي غير ملتزمة بهذا التعميم، وهنا نسأل أين الجهات الرقابية من ذلك؟ ولماذا مازالت مغمضة أعينها عن تلك المخالفات؟ هذه الظاهرة التي تعد مخالفة لتعميم وزارة السياحة، لم يخفها رئيس غرفة سياحة المنطقة الجنوبية نبيل الخطيب، إضافة لسيجارة يشبع بها رغبته الشبابية داخل جدران هذه المقاهي التي مازالت على ما يبدو خارج دائرة الرقابة السياحية، وبعيداً عن أعين الأهل، ما قد ينعكس سلباً على مسيرة الطلاب الدراسية ومسيرتهم الحياتية بشكل عام، ومن يتسنى له زيارة بعض من هذه المقاهي سيلحظ أنها مملوءة بالطلاب الذين وللأسف من المفترض أن يكونوا على المقاعد الدراسية، مع العلم أن معظم هذه المقاهي المستقطبة لهؤلاء الطلاب وفق مدير سياحة السويداء يعرب العربيد أصحابها غير حاصلين على تراخيص نظامية تخولهم مزوالة العمل، وإنما معظمهم وللأسف حاصل على تراخيص تجارية، وليست سياحية، ومع ذلك يمارسون عملهم علناً من دون حسيب أو رقيب، إضافة إلى ذلك فأصحاب هذه المقاهي يتقاضون أسعاراً سياحية، وهنا يكمن بيت القصيد، فالأسعار المرتفعة لفنجان القهوة والأركيلة قد تدفع هؤلاء الطلاب للوقوع في مستنقع الانحراف نتيجة بحثهم الدائم عن أموال بغية استمرارهم في ارتياد هذه المقاهي.
طبعاً، توجه هؤلاء الطلاب إلى المقاهي مرده، وفق المرشدة الاجتماعية عهد العماطوري، هو عدم اكتراث الأهل بمشكلات أبنائهم والابتعاد عنهم، ما يدفع الأبناء ليسرحوا ويمرحوا كما يحلو لهم، علاوة على ذلك، فالإدمان على ارتياد المقاهي يأتي أحياناً تحت مسوغ عدم توافر بوابات إنترنت لديهم ما يدفع بهم للحصول على مبتغاهم بالذهاب إلى هذه المقاهي، والمسألة الثانية هي قيام الأهل بإعطاء أبنائهم/مصاريف/مالية زائدة عن حاجتهم، وعدم سؤالهم أين تم إنفاق هذه المبالغ؟ بينما النقطة المهمة هي رفاق السوء الذين بكل تأكيد لهم دور كبير في إفساد هؤلاء الطلاب، وتالياً إرغامهم على الانجرار خلفهم، لذلك يجب على الأهل متابعة أبنائهم وعدم تركهم من دون مراقبة خاصة أثناء الدوام، والعمل على توعيتهم كي لا يقعوا في المحظور، خاصة في هذه الفترة لأنه وتحت مسوغ الذهاب إلى المدرسة يترك هؤلاء الطلاب المقاعد الدراسية ويتوجهون نحو هذه المقاهي، وهنا ينبغي على الأهل التواصل الدائم مع إدارة المدرسة للتأكد من دوام أبنائهم، وعدم تركهم لقمة سائغة أمام نزوات شبابية قد تفقدهم مسيرتهم التعليمية وتقضي على مستقبلهم الدراسي إلى غير رجعة.