450 طن موز تدخل يومياً من لبنان وتوقعات بانخفاض أسعاره..20 إجازة استيراد.. والتجار هم المتلاعبون

450 طن موز تدخل يومياً من لبنان وتوقعات بانخفاض أسعاره..20 إجازة استيراد.. والتجار هم المتلاعبون

أخبار سورية

الأحد، ١١ نوفمبر ٢٠١٨

دانيه الدوس:
على الرغم من التوقعات بانخفاض سعر الموز اللبناني بعد السماح باستيراده، إلا أن واقع سعره الحالي يغرد في غير اتجاه، حيث لا يستبعد أن يباع الكيلو العام القادم بـ600 ليرة في الأسواق، فمع كل عام تحدد وزارة التجارة الداخلية سعره بزيادة 50 ليرة عن العام السابق، والتجار «من عندهم» يزيدون 50 ليرة ، فبمجرد دخول الموز «الشرعي» تبدأ معركة المطاردة بين الوزارة و التجار.
الإجراء المتخذ هذا العام بالسماح بفتح إجازات الاستيراد لجميع التجار خلافاً للعام الماضي الذي كان محصوراً بالمؤسسة السورية للتجارة زاد التكهنات بانخفاض سعر الموز، فهذا شيء طبيعي تفترضه المنافسة إلا أن سعر الموز ارتفع عما كان يباع في الصالات السورية للتجارة 50 ليرة، واللافت في الأمر أن الوزارة هذا العام حددت سعراً واحداً للموز بغض النظر عن نوعه سواء كان أولاً أو ثانياً.
 
80 ضبطاً بحق مخالفي الموز
خلال أسبوع واحد –على ذمة التموين- تم تنظيم 80 ضبطاً تموينياً بحق المخالفين بسعر الموز، كما تؤكد وزارة التجارة الداخلية، إضافة إلى رفع 8 اقتراحات إغلاق لمحلات تبيع الموز بسعر زائد، ورغم ذلك لم نر إلى اليوم محلاً واحداً يلتزم بسعر وزارة التموين المحدد بـ450 ليرة، فأقل سعر يباع به الموز 500 ليرة، ليتراءى للمواطن، أن الوزارة سمحت للتجار بتقاضي 50 ليرة زائدة يدفعها المواطن من جيبته.
سعر الموز هذا العام من أرض المنشأ لبنان يباع بـ300 ليرة، كما يؤكدّ أحد تجّار سوق الهال، وأضف إلى ذلك, أجرة النقل والرسوم المقررة من الجمارك على كل كيلو موز يصل السعر إلى 335 ليرة، ناهيك بنسبة ربح للتاجر فتصبح تكلفة الموز 375 ليرة، لكن لماذا يتم بيعه بـ550 في الأسواق؟ يقول التاجر: قدّمنا دراسةً لوزارة التموين شملت جميع بيانات التكلفة فسمحت لنا بتقاضي 15 ليرة كنسبة ربح عن كل كيلو موز، لكن هذا العام ارتفع سعر الموز في لبنان, بسبب ازدياد الطلب عليه, فلبنان أصبح يصدّر الموز الى الأردن أيضاً، نافياً أن يكون الموز المطروح في السوق ذا منشأ يمنيّ فموسم الموز اليمني لم يبدأ بعد.
وتوقع التاجر انخفاض سعر الموز قريباً فهنالك كميات ضخمة تستورد من الموز حيث يدخل إلى سورية يومياً 15 براداً محملاً بالموز أي حوالي 450 طناً وهذا فقط من أسبوعين، مؤكداً أنه عند تكدس كميات كبيرة من الموز في الأسواق سينخفض السعر حتماً.
توقعات بانخفاض سعره
منذ أسبوع صرّحت وزارة الاقتصاد بفتح إجازات الاستيراد لجميع التجار بعد أن حصرت الاستيراد بالمؤسسة السورية للتجارة العام الماضي، حيث بلغت إجازات الاستيراد في دمشق إلى اليوم 20 إجازة استيراد كما تؤكّد معلومات واردة من الوزارة.
وتوقّعت المعلومات انخفاض سعر الموز مستقبلاً نتيجة المنافسة التي ستحصل بين التجار، لكن إلى اليوم لم يمر أكثر من 15 يوماً على فتح إجازات الاستيراد ودخول الموز اللبناني إلى الأسواق السورية.
وعن سبب فتح إجازات الاستيراد لتكون لكل التجار على خلاف العام الماضي الذي كان محصوراً في المؤسسة السورية للتجارة، أكّدت المعلومات أن القرار سواء العام الماضي أو هذا العام عبارة عن توصية اللجنة الاقتصادية ولا علاقة لوزارة الاقتصاد بذلك .
متابعة ليلاً ونهاراً
وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك سوّغت عدم وضع سعر الموز على لائحة أسعار التموين بإصدار قرار خاص بهذه المادة, فهذا يجعل سعرها واضحاً ولافتاً للتجار بشكل أكثر، فدسّها ضمن نشرة أسعار الخضر والفواكه التي تحوي أكثر من 50 مادة أحياناً يمكن أن يسهو عنها التجار.
وعن سبب تحديد سعر الموز هذا العام بـ450 أكدّت الوزارة أنه بعد أن قامت بدراسة أكثر من إجازة استيراد وبيانات التكلفة والأوراق الموثقة توصلت إلى وضع سعر نهائي بعد رصد نسبة ربح ليكون سعر الموز 450 ليرة, مؤكدة أنه لا يجوز تجاوز السعر المحدد من قبل الوزارة إطلاقاً, لكن ما يحصل أحياناً من زيادة يكون نتيجة جشع التجار الذين لم يعد يشبعهم أي شيء. ولفتت الوزارة إلى قيامها بمتابعة موضوع سعر الموز ليلاً ونهاراً من خلال دورياتها اليومية ابتداء من رئيس دائرة الأسعار والحماية وانتهاء بالمراقبين وعدم اقتصارها على الشكاوى فقط، ففي حال ارتفاع نسبة الزيادة على 20% يتم إغلاق المحل وإحالة المخالف إلى القضاء هذه الإجراءات ساهمت في ضبط السعر نوعاً ما فالأغلبية باتت تبيع كيلو الموز بـ500 ليرة بعد أن تجاوز سعره الـ800 ليرة، ناسيةً أنها حددت السعر بـ450 ليرة!
وعن ارتفاع سعر الموز حالياً عن العام الماضي عندما كان الاستيراد مقتصراً على السورية للتجارة سوغت الوزارة ذلك بالتدخل الإيجابي للمؤسسة السورية للتجارة كنوع من الدعم للمواطن.
تشرين