تكاليف الإنتاج الزراعي مئات الآلاف.. والربح بالقليل منها.. كتب ومراسلات اتحاد الفلاحين لم تُجدِ نفعاً

تكاليف الإنتاج الزراعي مئات الآلاف.. والربح بالقليل منها.. كتب ومراسلات اتحاد الفلاحين لم تُجدِ نفعاً

أخبار سورية

الثلاثاء، ١٣ نوفمبر ٢٠١٨

يوسف علي ـ سراب علي:
بين المدفوع والمقبوض قصة معاناة يتشارك فيها مزارعو محافظة اللاذقية على اختلاف مناطقهم والمحاصيل التي يزرعونها، فلا الإنتاج وفير ولا الربح كثير، في مقابل أن الأجور كبيرة وأسعار البذار عالية،حيث يعادل سعر الغرام لبعضها سعر غرام الذهب وحسب قول المزارعين (الموسم مو جايب همه)، فكفة ميزان التكاليف تفوق كفة ميزان قيمة المبيعات أما الربح فهو غير مضمون، فبين اللحظة والأخرى قد ترتفع أسعار الخضروات أو تهبط فجأة ما يعرض المزارع للخسارة المؤكدة.. فمَنْ يعوض المزارع خسارته؟.
تكاليف الإنتاج كانت كفيلة هذا العام، سواء للمحاصيل الموسمية والصيفية، بأن ترهق المزارعين وتضعهم في حيرة لإيجاد الحل واستبدال المحاصيل بمحاصيل أخرى، ظناً منه أنها البديل الأفضل، ولكن لا جدوى ولا شيء يشجعهم على ذلك فأياً كانت نوعية المحاصيل فالتكاليف هي ذاتها والمدفوعات (للحراثة والبذار والفلين وأجور النقل) لن تنقص، في المقابل الربح لن يزيد كما أنه يؤخر الدورة الإنتاجية أكثر من سنتين.
 
يا حسرة على الموسم
تنهيدة طويلة ملأت صدر المزارع جودت عربي من منطقة العسيلة ما إن توجهنا إليه بسؤال عن حال محصوله فلا محصول ( الفاصولياء ولا الفليفلة ولا حتى الكوسا والباذنجان) استطاع أن يحقق له الربح وأن يعوض له التكاليف فكما يقول: يصل إنتاج دونم واحد من 200 إلى 300 كغ إذا كان الموسم جيداً حيث يكلفه سعر الكيلو الآن من 150 إلى 200 ليرة فتكلفة البذار عالية، فمثلا ثمن كيس بذار البندورة 75 ألف ليرة يحوي حوالي 500 بذرة وقد لا تنبت جميعها كما يقول وبذلك فإن تكلفة البذرة الواحدة 150 ليرة سورية.
ويتابع الحديث عن معاناته قائلاً: إضافة أن تكلفة مادة السماد العضوي أو الكيماوي للمتر المكعب الواحد تصل من 6إلى 7 آلاف ليرة سورية، حيث سعر الطن من اليوريا 155 ألف ليرة سورية هذا يعني أن سعر الكيس الواحد 12 ألف ليرة، هذه أولى المعاناة ولكن ليست آخرها، كما يقول عربي، ويضيف: تكاليف الحراثة مرتفعة حيث يتقاضى الجرار بين 2500 و3000 ليرة سورية لحراثة الدونم الواحد ويتبع ذلك تكاليف المبيدات الحشرية لنصل إلى موضوع التسويق وهنا الطامة الكبرى، مشيراً إلى أنه عندما يباع المحصول إلى سوق السخابة يباع بالأمانة حيث يتقاضى الوسيط 5% من قيمة الإنتاج، أما إذا تم التسويق إلى سوق الهال في جبلة فيتم عادة بالبيع المباشر بنسبة وساطة 10% من قيمة المحصول ويلحق ذلك أيضاً أجور النقل تأخذ سيارة صغيرة إلى السخابة 4 آلاف ليرة سورية وبذلك يصيب كل كيلو غرام 7 ليرات سورية ناهيك بالصناديق والعبوات حيث نلجأ إلى شراء العبوات المستعملة بقيمة 100 ليرة سورية تتسع لـ 15 كيلو غراماً وبذلك يصيب كل كيلو حوالي 6 ليرات سورية وبهذا فإن معظم المواسم يصاب المزارع فيها بالخسارة ما يجعله عاجزاً عن الاستمرار في العملية الزراعية، للمحاصيل نفسها، والحال ذاته بالنسبة لمحصول الفليفلة والكوسا مع فارق أن سعر ظرف بذار الكوسا يبلغ 500 حبة 15 ألف ليرة سورية وغيرها من الخضر بأسعار متقاربة.
خسارة مؤكدة
كما التقت «تشرين» المزارع عاطف عبد الهادي في جبلة والذي استبدل محصول الحمضيات بالخضروات والأشجار المثمرة فأوضح أن تكاليف إنتاج 5 دونمات مزروعة بالباذنجان تطلبت شراء 7000 شتلة باذنجان قيمة الواحدة 5 ل.س وسعر الشتلة بالكيس 30ل.س من مشتل خاص لتصبح تكلفتها حوالي 40 ألف ل.س مع أجور النقل واليد العاملة، مشيراً إلى أنه ليس بالضرورة أن تنبت جميعها كما أنه يمكن أن يصاب بعضها بالتلف، وأضاف: إن الشتول بحاجة للسماد ثلاث مرات في العام بسماد اليوريا هو السماد المستخدم وتصل تكلفته إلى 90 ألف ل.س!! ناهيك بتكاليف الحراثة بكل أنواعها (كالركاشة لفرم العشب ثم فلاحة بسكتين على محراث وأيضاً سكة أقراد خطوط تصل تكلفتها إلى ما بين 60 و100 ألف ليرة سورية وذلك حسب الهطلات المطرية، وبالطبع، يقول المزارع عاطف، يتقاضى سائقو الجرارات الزراعية أجوراً زائدة عن أجور الحراثة بحوالي ألف ليرة لكل دونم بكل حراثة كما إنه من الصعب في كثير من الأحيان أن تجد عاملاً، وفي حال وجود العامل يتحكم بساعات العمل وبالأجرة حيث يتقاضى 2000 ل.س من الساعة السابعة صباحاً وحتى الساعة 12 ظهراً فقط، ومساحة الأرض لدي تحتاج 3 عمال يومياً، ويتابع حديثه عن التكاليف قائلاً: إن ثمن العبوة الواحدة من (الفلين)150 ل.س مستعملة تتسع لحوالي 15كغ، أما المبيدات فهي باهظة الثمن فيحتاج المحصول حوالي 8 رشات خلال أربعة شهور وتكلفتها حوالي 150 ألف ل.س! كما إن أجور النقل مرتفعة فالنقلة الواحدة إلى سوق هال جبلة أو سوق البرجان تكلف 2000 ليرة سورية، مشيراً إلى أن إنتاجية 5 دونمات تتراوح بين 10و15 طناً من الباذنجان حيث يتراوح سعر الكيلو بين 140و150 ل.س للكغ الواحد وأحياناً يباع الكيلو بـ 175 ل.س وأحياناً تهبط الأسعار كثيراً فيصاب المزارع بخسارة محققة، وهذا العام سببت الأمطار الغزيرة تلف شتول الفليفلة وانتشار الفطريات.
بالورقة والقلم
لم يكن حال المزارع كنان حيدر من قرية صرتا أفضل، فموسم الإجاص لا يبشر بالخير وبعد أن حسب التكاليف بالورقة والقلم وبالجمع والطرح، قال: إن الربح الذي حصل عليه من الموسم لهذا العام لا يتجاوز 11 ألف ليرة معرباً عن استيائه من الحال حيث أنتج 650 كيلو غراماً من الإجاص كانت تكاليفه كبيرة مقارنة مع الربح الذي حصل عليه، وتابع قوله: إن تكلفة حراثة الأرض 20 ألف ليرة سورية وثمن أسمدة ومبيدات 15 ألف ليرة سورية وفلين 15 ألف ليرة سورية حيث يختلف السعر بين الفلين المستعمل والجديد حيث المستعمل 75 ليرة سورية والجديد 100 ليرة سورية ونحتاج 200 فلينة، وأجور عمال 12 ألف ليرة سورية حيث أجرة العامل في اليوم الواحد 3000 ليرة سورية ليصبح مجموع المصاريف 67 ألف ليرة سورية، في المقابل تم بيع الكيلو غرام الواحد بـ 120 ليرة وبهذا يصبح الناتج 78 ألف ليرة سورية، وتكلفة الكيلو 103 ليرات سورية إذا أخذه التاجر من الأرض مباشرة أما إذا نقل إلى السوق تزداد تكلفته لقاء النقل، مشيراً إلى أنه سوف يستبدل المحصول بمحصول آخر ربما يتحسن الحال.
تباين كبير في الأسعار
المفارقة أن معظم الأجور التي ذكرها المزارعون بعيدة كل البعد عن الأجور المحددة من قبل دائرة الاقتصاد الزراعي، حيث بين مدير الزراعة- المهندس منذر خير بيك أن مديرية الزراعة قد حددت تكاليف الإنتاج لهذا العام لأهم المنتجات الزراعية الحيوانية في محافظة اللاذقية والمعدة من قبل دائرة الاقتصاد الزراعي حتى شهر تموز كالآتي فبالنسبة للمحاصيل الزراعية فقد حدد سعر الكيلو غرام من الخيار المكشوف بـ 87 ليرة سورية، وخيار أنفاق بـ 156 ليرة سورية، والتبغ بـ 935.25 ليرة سورية، وبطاطا ربيعية بـ 104 ليرات سورية، بندورة مكشوفة بـ 89.6 بندورة محمية بـ 121 ليرة سورية، وباذنجان أنفاق 79 ليرة سورية والقمح 165 ليرة سورية.. أما سعر الكوسا 172 ليرة سورية، في حين تم تحديد تكاليف الأشجار المثمرة للكيلو الواحد بالآتي: تفاح بعل 135.41/ ليرة سورية، وخوخ 88 ليرة سورية وكرز بعل 287 ليرة سورية والإجاص 173.22 ليرة سورية والزيتون 240.6ليرة سورية والجوز 152 ليرة سورية.
كما بين خير بيك تكلفة إنتاج الحمضيات لموسم 2017– 2018، البرتقال 71.45، اليوسفي 77.89، الحامض 63.66، الكريفون 47.47، وأوضح مدير الزراعة أجور العمل اليدوي والآلي المستخدمة في دراسة تكاليف إنتاج المنتجات الزراعية في المحافظة وأن أجور العمل تختلف حسب طبيعة المنطقة سواء كانت جبلة أو ساحلية.. فمثلاً حراثة هكتار واحد حراثة عميقة 30-35 سم فأجورها 30 ألفاً للمنطقة الساحلية و3250 للمنطقة الجبلية، كما إن الحراثة الخفيفة تختلف عن الحراثة المتوسطة والعميقة، وكذلك حسب طبيعة المنطقة، وبالنسبة للعمليات اليدوية فأجرة عامل زراعي في اليوم 2500 ليرة سورية إذا كانت المنطقة ساحلية و2700 ليرة سورية إذا كانت المنطقة جبلية وكذلك أجرة عامل السقاية وأجرة عامل المكافحة، وأجرة عامل التقليم 3200 ليرة سورية، وأجرة العاملة الزراعية 2000 ليرة سورية، مبيناً أن أجور العمل اليدوي للعامل الواحد في يوم عمل واحد تعادل 8 ساعات عمل.
يشعر بالحال ويتأسف
وفي اتحاد الفلاحين لم نجد في هذه المنظمة التي تعنى بأمور المزارعين الحل الذي ينصف الفلاح وييسر أموره بل كان التأكيد على معاناة الفلاحين والتعاطف معهم سيد الموقف، حيث أبدى هيثم أحمد رئيس- اتحاد الفلاحين في المحافظة تعاطفه مع المزارعين مؤكداً أنه أثناء لقاء رئيس مجلس الوزراء في العام الماضي وهذا العام تم شرح معاناة الفلاحين وكذلك إرسال الكتب والمراسلات عن طريق مجلس الاتحاد في دمشق واصفاً تكاليف الإنتاج الزراعي بالجنونية وخاصة أسعار الأسمدة والأدوية والبذار، مشيراً إلى أن غرام بذور البندورة يساوي «غرام الذهب» فضلاً عن أن أجور الحراثة التي تحددها اللجنة بـ 1500 ليرة سورية للدونم الواحد لا يلتزم بها أصحاب الجرارات، كما يقول، وتابع قوله: إن عدد الجرارات التي توضع في خدمة المزارعين قليلة ولا تلبي حاجة الفلاحين فضلاً عن أن أسعارها مرتفعة جداً، والمحروقات التي من المفترض أن تعطى مدعومة للفلاح فهي غير كافية. 
وأورد مثالاً عن الحمضيات التي تعد الإنتاج الأساس للمحافظة مشيراً إلى أنه يجب تسويق الإنتاج السنوي جميعه وليس كميات محدودة كما حدث العام الماضي، حيث قامت الحكومة بتسويق كمية محدودة منه كما قال، مؤكداً ضرورة إيجاد الحلول المناسبة بدءاً من إقامة معمل العصائر واعتبار الحمضيات محصولاً استراتيجياً.
«إكثار البذار» لا تكثر البذار
أما كمية البذار التي في جعبة مؤسسة إكثار البذار والتي يتم استيراد معظمها فهي غير كافية كي يتجه إليها المزارعون ويأخذوا حاجتهم منها، لأن النوعيات التي تعطى للفلاحين تكون في معظمها نوعيات غير جيدة، كما يقول مزارعون، فمن المفترض أن يكون اسمها العريض (مؤسسة إكثار البذار) مكافئاً للعمل الذي تقوم به من حيث إنتاج البذار وإكثارها، حيث أكد الدكتور إبراهيم صبيحة- مدير فرع المؤسسة أن المؤسسة لا تنتج البذار فقد كان هناك تجربة لإنتاج بذار الخيار في التسعينيات، كما قال، وكان يوزع مجاناً ولكنه لم يلق رواجاً بالمقارنة مع الأصناف المستوردة وحمّل مركز البحوث العلمية الزراعية مسؤولية إنتاج نويات هذه البذار ويمكن للمؤسسة بعدها أن تقوم باستنباط الأصناف الجديدة والملائمة لتكمل عملية إنتاج البذور وإكثارها.
وما تنتجه المؤسسة حالياً، كما بيّن د. صبيحة، هو بذار القمح والشعير والفول واستئناف إنتاج بذار البطاطا في حلب وطرطوس والسويداء وحمص، وهناك خطة لإنتاج بذار البقوليات، والإقلاع من جديد بإنتاج القطن والشوندر السكري، مشيراً إلى أنه لا توجد خطة لإنتاج البذار الأخرى.
تكاليف مرهقة!!
من جهته، الدكتور سمير الجراد- أستاذ في كلية الزراعة جامعة تشرين تحدث تفصيلياً عن تكاليف الإنتاج الزراعي معرباً بذلك عن درايته بهموم المزارعين وحالهم. قائلاً: إذا ما أردنا الحديث عن تكاليف الإنتاج الزراعي فإننا سننطلق من العمليات الزراعية التي تشمل إعداد الأرض وتهيئتها للزراعة من حيث حراثتها وتخطيطها فالتخطيط يختلف من زراعة لأخرى وكل محصول له تكاليف خاصة فزراعة الحمضيات تختلف تكاليفها عن زراعة الحبوب وكذلك الأشجار المثمرة والبطاطا. أضف إلى ذلك تكاليف عملية السماد سواء العضوي أو المعدني وكذلك تكاليف أجور عملية الري وهنا أيضاً تختلف التكاليف من زراعة لأخرى فمثلاً الزراعات البعلية لا تحتاج رياً بينما غيرها كالخضروات والبندورة والفليفلة والباذنجان تحتاج الري.
وأضاف: من التكاليف التي قد تترتب على الفلاحين التعزيق والتعشيب وكل المحاصيل تحتاجها، وكذلك المكافحة ورش المبيدات والتخلص من الآفات والمسببات المرضية فهي مختلفة من محصول لآخر أيضاً وسيضاف إلى عناصر التكلفة الحصاد أو الجني وكل محصول له خصوصيته في عملية التوضيب والنقل إلى الأسواق أو معامل التصنيع إذ إن بعضها يحتاج صناديق وغيرها يحتاج أكياساً وهذه تختلف تكلفتها من محصول لأخر حسب كميته.
فمستلزمات الإنتاج كثيرة وهي في ازدياد كما يقول د. الجراد إذ تتباين أسعار البذار أو الشتول أو الغراس حسب نوع كل محصول وأسعار العبوات ومواد المكافحة وتتراوح قيمة ليتر المكافحة بين 3000 و4000 ليرة سورية وأيضاً اليد العاملة تكلفتها مرتفعة، وكذلك إيجار الأرض إذ يعادل 15% من الإنتاج ومن 4 إلى 8% تضاف كفائدة على رأس المال وهناك نفقات أطلق عليها الدكتور جراد النثرية غير المرئية وتعادل 5% من التكاليف وهي لا تكون في الحسبان في أغلب الأوقات، أضف إلى ذلك -كما يقول الدكتور جراد- إذا ما احتاج المزارع مستودعاً أو بئر ماء أو جراراً زراعياً فهذا كله سيدخل في حساب عملية الإنتاج الأخيرة.
وأمام هذه التكاليف العديدة والمرهقة للمزارع لابد من تدخل الحكومة بجهاتها المعنية بشكل فعال أكثر للمحافظة على الإنتاج الزراعي ولمنع هجرة الفلاح من أرضه أو بيعها لأن ذلك -كما قال- يؤدي إلى توقف عملية الإنتاج والتفريط بالقطاع الإنتاجي وتالياً يؤدي إلى عدم استقرار الإنتاج الاقتصادي ـ فالدخل المستقر يؤدي إلى انتاج مستقر واعتماد استمرارية الأمن الغذائي، لذا يؤكد على ضرورة أن يكون للدولة دورها الفعال متسائلاً لماذا لا تقوم الحكومة بمؤسساتها بالتدخل الإيجابي باستجرار كميات أي محصول فائض أو غير فائض؟
وختم الجراد بالقول: إن استقرار دخل المزارع يؤدي إلى استقرار الإنتاج الزراعي ويؤدي تالياً إلى إنتاج سياسة سعرية دقيقة كما يجب استبعاد قانون العرض والطلب، وتثبيت المزارع في أرضه ما يؤدي إلى إنتاج زراعي جيد ووفير وتالياً يتحقق الأمن الغذائي والأمن الاقتصادي.
كلمة أخيرة
كما توجهنا إلى مركز البحوث العلمية الزراعية فأوضح مدير المركز -الدكتور محمد سلهب أن المركز لا يقوم -كما أنه غير معني- بإنتاج نويات البذور الزراعية.. ليبقى السؤال:
على عاتق من يقع إنتاج البذور الزراعية ويخفف التكاليف عنهم؟.
الجدير ذكره أن المزارعين كانوا وبشكل فطري يحصلون على البذار من إنتاجهم من كل الأنواع والأصناف (كوسا، بندورة، بصل، القثة، الفول…إلخ) وكانت جميعها مقاومة للأمراض البيئية،أما اليوم وبكل أسف لا يمكن الاحتفاظ بالبذور من المحصولات نهائياً والاستفادة منها،كما يؤكد المزارعون، وفي مقدمتهم المزارع منذ خمسين عاماً علي غانم قائلاً: كنا نحصل على البذار محلياً ففي نهاية كل موسم تترك بعض الثمار من دون جني حتى تنضج ويتم استخلاص البذور من الثمار وتعريضها للشمس والهواء حتى تجف وتعقم وتستخدم كبذار في الموسم القادم ولم نكن نشهد أي أمراض بيئية أو آفات زراعية فكان استخدام السماد العضوي رئيساً ولم تكن تُستخدم المبيدات الكيماوية فالبذار محلية وكانت تكاليف الإنتاج قليلة والمحصول وفيراً وطبيعياً، وحتى الآن ينتج بذاره بالطريقة نفسها منذ خمسين عاماً إلا أنه يضطر لاستخدام الأسمدة والمبيدات الكيماوية.
تشرين