تعددت أسباب نكبة مزارعي الزيتون في زيتهم وإجراءات المعنيين لا تعوض الخسائر!

تعددت أسباب نكبة مزارعي الزيتون في زيتهم وإجراءات المعنيين لا تعوض الخسائر!

أخبار سورية

الأحد، ١٨ نوفمبر ٢٠١٨

دانيه الدوس:
صحياً لا بل كمواصفة قياسية سورية، يجب ألاّ تتجاوز نسبة البيروكسيد في الزيت 20%، في حين إن أغلب العينات المسحوبة في المناطق الغربية من حماة وحمص وطرطوس واللاذقية تتجاوز نسبة البيروكسيد فيها 150%، فما المشكلة؟
في التفاصيل لم تفتر هواجس المواطن بعد، في أن تكون الـ 4 آلاف (تنكة) زيت الزيتون القادمة من إدلب مجرد شائعة لتظهر مشكلة أكبر ألا وهي ارتفاع نسبة البيروكسيد في الزيت، هذه المشكلة التي دعت وزارة التجارة الداخلية للاستنفار في تحليل جميع عينات الزيت لا بل إلى وضع مخبر متنقل أمام أي معصرة في تلك المناطق لتدارك الأمر، في حين أرجع مدير مكتب الزيتون في وزارة الزراعة محمد حابو سبب ذلك إلى قيام الفلاحين بعصر الزيتون المتساقط على الأرض مع حديث القطف، مؤكداً أن هذه السنة استثنائية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وزيت الزيتون معروف عالمياً بجودته العالية.
بداية تسمم
كيف تم اكتشاف الأمر؟ أحد المراقبين التموينيين أكّد أنه عند وصول التوجيهات بمتابعة أمر زيت الزيتون بعد شائعة دخول 4 آلاف تنكة من إدلب تؤدي للفتك بالجهاز الهضمي تم الاكتشاف أثناء التحليل أن أغلب العينات المسحوبة تجاوزت فيها نسبة البيروكسيد 150% وحتى 300% أحياناً، مشيراً إلى أن ذلك يمكن ملاحظته من خلال الطعم ويمكن أن يؤدي الى بداية التسمم، وأضاف: نسبة «الهرارة» هذا العام كانت كبيرة، فأحياناً تجد أكثر من 50 كيلو غراماً متساقطاً على الأرض، والمزارع لم يكن لديه الوعي الكافي، فقام بجمع كل ما سقط من ثمار وعصره من دون أن يدري أنه تعرض للتخمر وتالياً تزداد نسبة البيروكسيد فيه، مشيراً إلى أنه تم عقد الاجتماعات المكثفة من أجل ذلك الأمر، وتم تهديد المزارعين بالعقوبة في حال ظهرت زيادة في التحليل فقد تم وضع مخبر متنقل أمام كل معصرة في المناطق الغربية لمراقبة التحاليل.
تم التدارك
عدة أسباب رآها حابو سبباً في ارتفاع نسبة البيروكسيد هذا العام منها قيام بعض الفلاحين بخلط الثمار المتساقطة على الأرض في شهر تموز الماضي والمصابة بأمراض فطرية مع الثمار المقطوفة لاحقاً وهذا لا يجوز في المهنة فأهل الزيتون يعلمون تمام العلم أن جميع الثمار التي تسقط في أشهر تموز وآب وأيلول يقوم بعصرها وحدها واستخدامها باستخدامات أخرى كصناعة الصابون فهي لا تصلح لأن تكون زيتاً للأكل، إضافة إلى أن قطاف الزيتون بالعصا أثر تأثيراً كبيراً في الثمار المقطوفة وجعلها عرضة للإصابات عند التخزين، ناهيك بحشرة ذبابة الزيتون التي ساعدت الظروف المناخية المناسبة لتكاثرها وانتشارها، مشيراً إلى أنه تم اتخاذ مجموعة من الإجراءات بشأن ذلك عبر تنبيه الفلاحين منذ بداية شهر تموز ووضع برنامج لمكافحة الآفة، كما تم تشكيل لجان لمراجعة واستلام مخصصات المواد الجاذبة مجاناً والتوجيه بتشكيل مصائد من الأواني البلاستيكية.
ولفت حابو إلى وجود أربعة شروط رئيسية لتخزين الزيتون إذ يجب أن يحفظ بعيداً عن الضوء والرطوبة ويجب ألاّ تتجاوز درجة الحرارة بين 15-20 درجة مئوية، لكن قيام الفلاحين هذا العام بتعبئة ثمار الزيتون بأكياس النايلون الخاصة بالسماد والأعلاف والعبوات البلاستيكية غير السليمة مثل البيدونات الملونة زاد من تخمرها، إضافة إلى التأخر في عملية العصر فيجب ألاّ تزيد المدة بين العصر والقطف عن 48 ساعة، مشيراً إلى أن زراعة الزيتون دخلت حديثاً إلى بعض المناطق، لذا حدث هذا الخلل بسبب عدم وجود وعي وخلفية ثقافية عند بعض المزارعين.
نعمة وليست نقمة
قلة الإنتاج هذا العام بالنسبة لمحافظتي طرطوس واللاذقية نتيجة ظاهرة المعاومة كانت نعمة وليست نقمة كما رأى حابو فهذا كان عاملاً محدداً لتكلفة الآفة، ولاسيما أن التكلفة الاقتصادية للمكافحة كانت أكبر من قيمة الانتاج.
وعن تدارك تخفيض نسبة البيروكسيد في زيت الزيتون أكّد حابو أنه لم يبقَ أي وسيلة إلا وتم اتخاذها، حيث تم تشكيل لجان مركزية وفرعية من جميع الجهات المعنية سواء من الصناعة والإدارة المحلية والتجارة الداخلية وحماية المستهلك لمتابعة عمل المعاصر من أجل ضبط الحصول على زيت زيتون ذي جودة عالية وفقاً للمواصفات القياسية السورية وقد أصبحت نوعية الزيت حالياً جيدة ولم تعد هنالك مخالفة خلال التحليل فكل عينة تظهر أفضل من سابقتها.
بدوره مدير حماية المستهلك حسام نصر الله أكّد أن الوزارة تقوم بوضع برنامج خاص عند اقتراب موعد أي موسم سواء كان البندورة أو البطاطا أو الزيتون وهذا بدأ منذ استلامه مهامه مديراً في الوزارة، لذا عند بداية موسم الزيتون قام بتوجيه دوريات التموين لمتابعة الزيت وتحليل العينات ومدى مطابقتها للمواصفة السورية فقد تم في الشهر الماضي سحب أكثر من 68 عينة تبين مطابقة بعضها ومخالفة بعضها الآخر، مشيراً إلى وجود مراقبين مدربين يمكن لهم اكتشاف المخالفة من خلال لون وطعم الزيت.
110 آلاف طن
مدير الإنتاج النباتي في وزارة الزراعة عبد المعين قضماني أكّد أن إنتاج زيت الزيتون هذا العام بلغ حوالي 115 ألف طن بينما وصل إنتاج الزيتون 678.601 ألف طن أكثره في حلب وإدلب حيث قدر إنتاج حلب بـ284497 طناً وادلب بـ130 ألف طن، بينما بلغ إنتاج ريف دمشق 30750 طناً، والسويداء 8668 طناً ودرعا 23 ألف طن وحمص 81189 طناً وحماة 50581 والغاب 9487 طناً والقنيطرة 1730 طناً وطرطوس 30178 طناً واللاذقية 16240 طناً والرقة 12083 بينما لم يكن الإنتاج كبيراً في الحسكة 358 طناً ودير الزور 20 طناً فقط. وأشار قضماني إلى أن إنتاج العام الحالي من الزيتون والزيت أقل من العام السابق وهذا شيء طبيعي، نظراً لظاهرة المعاومة الطبيعية التي تفترض الإنتاج عاماً وعدم الانتاج عاماً، مشيراً إلى أن أكثر المحافظات التي قلّ إنتاجها هذا العام هي طرطوس واللاذقية والمنطقة الغربية في حماة بسبب الظروف الجوية من أمطار وبرد إضافة لذبابة ثمار الزيتون.
تشرين