المقابر الجماعية في الرقة على “جوجل ارث” .. الأقمار الصناعية توثق الموت وليس الجريمة !!

المقابر الجماعية في الرقة على “جوجل ارث” .. الأقمار الصناعية توثق الموت وليس الجريمة !!

أخبار سورية

الاثنين، ١٩ نوفمبر ٢٠١٨

 
بالأمس لم يكن بوسعٍ أحد إلا سكانها ومن بقي فيها، أن يرى مآسي وويلات ما عاشته مدينة الرقة “عروس الفرات”، أما اليوم يستطيع أي شخص في العالم أن يرى شاهدًا من شواهد الموت التي عصفت بحجر وبشر داخل المدينة المنكوبة.
أصبحت صور الأقمار الإصطناعية التي توفرها خدمة “جوجل إرث” تظهر مواقع المقابر الجماعية التي حفرت في الحدائق بين الأحياء والمنازل.
وبحسب موقع “جوجل إرث”، فإن تاريخ الصور الموضحة لأماكن المقابر الجماعية تعود إلى بدايات العام 2017، حين حوصرت مدينة الرقة ومن بداخلها حصارًا خانقًا من قبل التحالف الدولي التي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية جواً والقوات المدعومة منها “قسد” أختصار (لقوات سورية الديمقراطية).
أبرز المقابر التي تم الكشف عنها كانت مقبرة البانوراما، والتي بدأ العمل فيها، مطلع تشرين الأول الحالي، وسط توقعات بتجاوز عدد الجثث فيها حاجز 1500، وكانت قد سبقتها مقبرة “الجامع العتيق”، والتي تم الانتهاء من سحب الجثث منها، في أيلول الماضي، بالإضافة إلى مقبرة حديقة الأطفال، ومقبرة الحديقة البيضة، ومقبرة حديقة الجامع القديم، ومقبرة حديقة بناء الجميلي، ومقبرة التاج، ومقبرة السلحبية الغربية، ومقبرة الفخيخة، ومقبرة معمل القرميد، وبعض البيوت المدنية في حي البدو، ومقبرة الرشيد.
ويمكن لأي موطن من الرقة بأن يميز منظر مدينته من الأعلى، بالاستدلال على الحدائق التي تحولت إلى مقابر جماعية ضخمة، كما يميز سكان أي مدينة معالم مدينتهم من بنيان أو آثار عمرانية وما شابهها.
يقول وليد الرقاوي، أحد المواطنين الموجودين داخل مدينة الرقة : إن 80% ممن دفنوا في تلك المقابر هم نازحون من مناطق أخرى في سورية، لم يستطيعوا مغادرة المدينة بسبب منع تنظيم “داعش” خروجهم وفي وقت كان التحالف الدولي يقصف كل شيء.
وقدرت ما يسمى“الشبكة السورية لحقوق الإنسان” عدد المدنيين الذين قضوا خلال معارك “تحرير” الرقة بأكثر من 2323 مدنيًا، بينهم 543 طفلًا، و346 امرأة بالغة، في الفترة بين تشرين الثاني 2016 وتشرين الأول 2017.
كما وثق التقرير المنشور في كانون الأول من العام الماضي، وقوع 99 مجزرة خلال العمليات، واعتقال ما لا يقل عن 1896 شخصًا، بينهم 33 امرأة و28 طفلًا، على يد كل من قسد” وتنظيم “داعش”.