ارتفاع أسعار بـ«الجملة» للسلع الأساسية مع «خبطة» الدولار الجديدة..«التجارة الداخلية» تتساءل: ألا ترون ما نفعل؟

ارتفاع أسعار بـ«الجملة» للسلع الأساسية مع «خبطة» الدولار الجديدة..«التجارة الداخلية» تتساءل: ألا ترون ما نفعل؟

أخبار سورية

الاثنين، ٢٦ نوفمبر ٢٠١٨

مادلين جليس:
يبدو أن الأسواق باتت تقف على شعرة، فما إن يرتفع سعر الصرف لمصلحة الدولار حتى نرى الأسعار تحلِّق عالياً، في ظل غياب رقابة حقيقية للأسواق ممن يدعون حماية المستهلك، الذي من المفترض أن تكون حمايته من ارتفاع الأسعار والتلاعب بقوته، ليس فقط حمايته من الغش والاحتكار، وعلى الرغم من أن المواطن السوري اعتاد على أي ارتفاع في الدولار سيعقبه رفع بالأسعار، إلا أنه لم يعتد حتى على جشع التجار الزائد، وخاصة أنهم باتوا يتوقعون ارتفاعه ويرفع أسعار منتجاتهم على أساس هذه التوقعات الفلكية، من دون تخفيضها في حال هبوطه أو استقراره تحت حجج واهية.
ارتفاع واضح
يقول: إن «بعض الأسعار» فقط قد ارتفعت فإنه غير مصيب، أو غير مطلع بالأسواق، فلا توجد سلعة إلا زادت بين ٢٥ و٥٠ ليرة على أقل تقدير، فمثلا بعدما كان كيلو السكر بـ ٢٠٠ ليرة سورية أصبح الآن بـ ٢٢٥ ويباع أحيانا بـ ٢٥٠ ليرة، أما علبة المتة فقد كانت بـ ٤٠٠ ليرة، ووصلت إلى ٤٢٥ ليرة، ووصل سعر ليتر الزيت النباتي إلى ٦٠٠ ليرة بعدما كان في السابق لا يتجاوز الـ ٥٧٥ ليرة، إضافة إلى سعر طبق البيض الذي ارتفع حسب نشرة مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بمقدار ٥٠ ليرة، أما حسب تجار السوق فقد تجاوز الارتفاع ١٠٠ ليرة وأكثر، حتى وصل سعر الطبق إلى حوالي ١٥٠٠ ليرة في بعض المناطق.
الجواب عند تجار الجملة!
ولم تسلم سلعة من هذا الارتفاع، ودائما الحجة لدى أصحاب المحال التجارية أنهم يبيعون كما يشترون، وهذا ما يقوله أبو حسان صاحب إحدى البقاليات في المزة: لم تسألوننا دوماً عن ارتفاع الأسعار، اتجهوا إلى تجار الجملة الذين يبيعوننا بسعر أعلى، وستجدون عندهم الجواب الصحيح.
على خلاف أبو محمد في الحي نفسه، الذي وافق أن ارتفاع الأسعار غير منطقي وأنه من حق المواطن الاعتراض، ولكن الموضوع ليس بيدهم، و «لا حول لهم ولا قوة» فهم على حسب رأيه كالمواطن، يشترون بهذه الأسعار، ويتمنون انخفاضها.
وجه سلبي
الخبير الاقتصادي الدكتور عابد فضلية بيّن أن ارتفاع الأسعار غير مبرر، حتى ولو كان السبب هو ارتفاع الدولار، فبالتأكيد أن هذا الارتفاع يؤدي للتضخم وحالياً «كما يرى فضلية» نشهد نسبة تضخم زاحف، فارتفاع أسعار السلع المرتبطة بالدولار مقبول كالدخان والأجهزة الخلوية، أما الارتفاعات الأخرى وخاصة التي سبقت ارتفاع الدولار فهذا غير منطقي، ويمكن عده حسب فضلية «وجه سلبي».
ويضيف فضلية: هناك مجموعة أسباب تتفاعل مع بعضها فتؤدي بالمحصلة لارتفاع سعر الدولار، نحن الآن نشهد حالة من التعافي وهو ضخ الدولار في السوق من قبل من يمتلكه لهدف التشغيل وإعادة تشغيل عجلة الإنتاج، وبالوقت نفسه يزداد الطلب على الدولار لمن يحتاج مواد أولية مستوردة أو مستلزمات إنتاج مستوردة، نتيجة المقاصة، وتكون المحصلة لمصلحة الطلب على الدولار.
الوزارة تتساءل!
أما وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك فقد تساءلت عبر معاون الوزير جمال الدين شعيب إن كنا لا نرى فعلاً ما تقوم به الوزارة عبر مديرياتها، من مراقبة للأسعار وتنظيم الضبوطات بحق المخالفين، مشيراً إلى اجتماع وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بالأسرة التموينية، وتوجيهه لهم بتشديد المراقبة على الأسواق، إضافة إلى وجوده دائماً في الأسواق بغية الاطلاع على الأسعار بنفسه. وكأن موضوع مراقبة الأسواق والحد من ارتفاع الاسعار فيها يقف على ما نرى نحن فقط، من دون أن تكون هناك مراقبة حقيقية للأسواق، وعقوبات رادعة تمنع التجار من التلاعب بقوت المواطنين، التي إن وجدت حقاً، لما شهدت الأسواق هذه الارتفاعات.
تشرين