“عقدة القائم – البوكمال … ماذا عن التطورات الكبرى المنتظرة !؟”

“عقدة القائم – البوكمال … ماذا عن التطورات الكبرى المنتظرة !؟”

أخبار سورية

الخميس، ٢٩ نوفمبر ٢٠١٨

هشام الهبيشان
تزامناً مع تقارير إعلامية تؤكد أن الأمريكي أكمل فعلياً نقل كمرحلة أولى عدد يقدر بـ “850” مقاتل من ميلشيات يقدر عددها بـ 11000 مقاتل متواجدة بجنوب شرق سورية ” إلى قواعده العسكرية “غرب ” العراق ، وهذه الميلشيات المتواجدة بجنوب شرق سورية “قوات أحمد العبدو” و”أسود الشرقية” و”جيش مغاوير الثورة وجيش سورية الجديد ” والمرابطة على مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية “التنف ومحيطها “،يدرك الأمريكي جيداً ،أن الاستثمار والمناورة بها “بمحيط التنف ” لم يعد ممكناً ، نظراً للاطباق شبه الكامل على محيط القاعدة من قبل الجيش العربي السوري والحلفاء ، وهنا يبدو واضحاً أن الأمريكي قرر المناورة بها بمواقع اخرى داخل سورية ، والمؤكد أن الأمريكي ،عندما بدأ بمرحلة نقل هذه الميلشيات ((من سورية إلى قاعدة عين الاسد وقاعدة الحبانية “غرب العراق ” واللتان يتواجد بهما مايزيد على 7000 جندي 5800 أمريكي و 1200 من جنسيات اخرى ))،المؤكد هنا أن الأمريكي ، يسعى لخلط الأوراق العسكرية من جديد بسورية ، وتحديداً بشرق سورية ،والهدف على ما يبدو هو السيطرة الكاملة والمطلقة على معبر “القائم – البوكمال ” ،فالأمريكي فعلياً هو من يسيطر وصاحب النفوذ المطلق على المعبر من الجهة العراقية “القائم “،وعينه الآن على السيطرة على المعبر من الجهة السورية “البوكمال ،ولهذا بدأ على ما يبدو بنقل هذه الميلشيات من جنوب شرق سورية ،إلى غرب العراق ، لتنظلق من هناك إلى البوكمال ومعبرها ومحيطها .
وليس بعيداً عن هذا المشروع الأمريكي ، والهادف لقطع أي اتصال حدودي”بري ” بين سورية والعراق ، والذي ينسحب بدوره على اتصال بري بين سورية وإيران عبر العراق ، والواضح هنا أن الأمريكي من وراء مشروعه هذا ، يريد فرض سياسة الأمر الواقع في شرق سورية ، وسيقول انه حيث يوجد قوات تابعة لنا أو نحن ندير عملها ستكون مناطق تواجدها تحت حمايتنا ” والهدف من ذلك معروف للجميع وهو “تأخير أعلان النصر السوري واستمرار استنزاف سورية ، وخلط الأوراق العسكرية ليس فقط في سورية بل بعموم المنطقة المرتبطة بالحدود السورية – العراقية ،وهذا ينسحب بجزء مهم من تفاصيله على الصراع الأمريكي – الإيراني من جهة ، ومن جهة اخرى على الصراع الروسي – الأمريكي” ، ونحن هنا عندما نتحدث عن عموم هذه الصراعات بين القوى الاقليمية والدولية على هذه المناطق المرتبطة بالمنطقة الحدودية السورية – العراقية ” شرقاً وغرباً ” ، فنحن هنا نتحدث عن صراع مركب الأهداف والعناوين ” سياسي – اقتصادي – طاقة – ثروات طبيعية – مناطق نفوذ ” ، فـ نحن هنا نتحدث عن مشروع أمريكي “جغرافي – ديمغرافي ” خطير جداً هدفه احتلال كامل الشرق السوري وربطه فعلياً بمناطق غرب العراق ” الأنبار ” والتي تعتبر منطقة نفوذ أمريكية … ولكن بمقابل هذا المخطط الأمريكي هناك مخطط اخر تقابله سورية وحلفائها بالميدان ايضاً … فموضوع خلط الاوراق العسكرية بالبوكمال والميادين شرق سورية الذي يخطط له الأمريكي عبر الزج بمجاميع لداعش لخوض معركة جديدة مع الجيش العربي السوري والحلفاء بالبوكمال والميادين ، يستغله الأمريكي للزج بأدواته بالمعركة “قوات أحمد العبدو” و”أسود الشرقية” و”جيش مغاوير الثورة وجيش سورية الجديد “، للسيطرة على المعبر من الجهة السورية والتقدم قدر الأمكان بالبوكمال وإلى الميادين وبغطاء جوي أمريكي، هذا ملف يعتبره السوري وحلفاءه خط احمر ،ولايمكن السكوت عليه ،ولهذا مازلنا نعتقد أن معركة الشرق السوري لم تنتهي لليوم ، فهي معركة صراعات اقليمية – دولية بامتياز .. وبناء على نتائجها المنتظرة سيحدد مصير ومستقبل مجموعة ملفات في المنطقة بمجموعها .
وهنا وليس بعيداً عن مجمل التطورات المنتظرة في البوكمال والقائم ، وعن مجمل معركة السيطرة والنفوذ على الحدود السورية والعراقية شرقاً وغرباً، فهذه المعركة كما قلنا تعني الأطراف الدولية والاقليمية المنخرطة بمسار عموم ما يجري بالساحة السورية ، فهناك أطراف عدة تعنيها هذه المعركة، فليس الأمريكي وحده من تعنيه هذه المعركة ، فهناك مجموعة قوى وأدوات منغمسة بالحرب على سورية والطامحة للعودة وبقوة لتوسيع دائرة نفوذها بـ العراق وسورية وتحت عدة عناوين ، ومنهم الفرنسي والبريطاني وحتى الألماني بالاضافة للسعودي ، وليس بعيداً عن كل هؤلاء ” الصهيوني “وهو اللاعب الرئيسي ومن خلف الكواليس فهو لا يريد أن يتلقى أي هزيمة جديدة في سورية ” تتمثل بالتقاء وحدود مفتوحة بين سورية وإيران عبر العراق ” وهذا الملف بذاته يمثل كابوس مرعب للصهيوني ، يسعى لمنعه حتى لو كلفه ذلك الدخول في حرب شاملة في المنطقة بمجموعها ،وخصوصاً ان الانظار بمجموعها بدأت تتجه إلى معارك بدأت تقترب ويسعى الأمريكي لأشعال فتيلها عبر أدواته “الداعشية ” في البوكمال.
وهنا يمكن التنبؤ ،أن العملية العسكرية الأمريكية ، المنتظرة أن تنظلق من غرب الأنبار باتجاه احكام السيطرة وعبر أدواتها على معبر البوكمال – القائم من الاتجاهين السوري والعراقي في لحظة انشغال سورية وحلفائها بمعركة انغماسية مع إرهابيي داعش في البوكمال “يديرها الأمريكي ومن خلف الكواليس “،تستهدف تحقيق مجموعة اهداف أمريكية رئيسية ، قد يكون أبرزها هو السيطرة على المثلث الحدودي السوري – العراقي من الناحية العراقية والسورية ” مرحلياً ” ليكون على الاقل تحت نظرها ولمنع أي تواصل بين العراق وسورية وإيران لا يخدم مصالح الأمريكي والصهيوني ،بالاضافة إلى مجموعة اهداف أمريكية اخرى ومن جملتها قطع الطريق على خطط الروسي والسوري الهادفة إلى جعل البوكمال والميادين نقطة أرتكاز أمامية لقطع الطريق كذلك على مشاريع الأمريكي بالشرق السوري ، ولفرض وجود أمريكي أوسع بـ دير الزور وخصوصاً بمناطق تواجد حقول النفط والغاز وبالمناطق الحدودية الاستراتيجية مع العراق .
ختاماً ، يمكن القول اليوم ان الاقطاب الدولية والاقليمية بدأت تراقب ككلّ مسار معركة أمريكية متوقعة وبقوة لبسط النفوذ على الحدود السورية – العراقية ” القائم والبوكمال ” ،وردة فعل سورية وحلفائها عليها ، فهذه المعركة التي تعتبر في توقيتها ونتائجها المرحلية والمستقبلية عنواناً لمرحلة جديدة مفتوحة على عدة احتمالات ،ستكون لها حتماً مجموعة نتائج ،مرتبطة بالنتيجة بخيارات الحسم الميداني لهذا الطرف أو ذاك