«النصرة» تغير جلدها السياسي وتعيد الأصولية إلى «رايتها»

«النصرة» تغير جلدها السياسي وتعيد الأصولية إلى «رايتها»

أخبار سورية

الأربعاء، ١٢ ديسمبر ٢٠١٨

أجرى تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي تغييراً كبيراً فيما يسمى «حكومة الإنقاذ» والتي تعتبر بحسب مراقبين «الواجهة السياسية للتنظيم الإرهابي»، وكذلك تغييراً في «الراية» التي تستخدمها.
وعقدت «النصرة» في أيلول 2017، ما أسمته «المؤتمر السوري العام»، وانبثقت عنه «الهيئة التأسيسية» التي قامت بدورها بتشكيل «الإنقاذ» في تشرين الثاني من العام نفسه، وذلك بهدف إدارة المناطق الخاضعة لسيطرتها في مقابل وجود ما يسمى «الحكومة المؤقتة» التي تتبع لـ«الائتلاف» المعارض.
وبحسب مواقع إلكترونية معارضة، فإن ما يسمى «الهيئة التأسيسية» لـ «المؤتمر السوري العام» التابعة لـ «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لـ«النصرة» عينت المدعو فواز هلال، رئيساً لـ«الإنقاذ» الجديدة، خلفاً لـمحمد الشيخ عقب مؤتمر عقدته أول أمس، في صالة معبر باب الهوى الحدودية مع تركيا بريف إدلب الشمالي.
وسخر مراقبون من الإجراء باعتبار أن «النصرة» تحاول الترويج إلى وجود «سلطة» تدير المناطق الخاضعة لسيطرتها وكأنها تقيم «خلافة» أو «دولة» هناك.
وأشارت المواقع إلى أن «النصرة» أجرت تعديلات جوهرية على عدد من ما أسمته «وزارات «الإنقاذ» و«هيئاتها المركزية» تجاوزت نسبتها 60% مقارنة بالسابقة.
وأوضحت المواقع أنه تم دمج «وزارة الزراعة» مع «وزارة الاقتصاد»، و«وزارة الإسكان والإعمار» مع «وزارة الإدارة المحلية»، حتى أصبح قوام «الإنقاذ» 9 «وزارات» في حين كانت 11 «وزارة» في السابق.
وتضم «الإنقاذ» الجديدة كلاً من «وزارة العدل، وزارة التربية، وزارة الصحة، وزارة الاقتصاد، وزارة الداخلية، وزارة الإدارة المحلية والخدمات، وزارة التنمية الإنسانية والمهجّرين، وزارة الأوقاف، ومجلس التعليم العالي».
واعتبر المراقبون أن «النصرة» تحاول تظهير تعديلاتها وكأنها تبدلات دورية في «الحكومة».
وذكرت المواقع أن «الإنقاذ» الجديدة استبدلت خلال «المؤتمر» علم الانتداب الفرنسي الذي كانت تعتمده في المناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين والذي كان مكوناً من اللون الأخضر من الأعلى والأبيض في الوسط وفي الأسفل اللون الأسود وثلاث نجوم حمراء على اللون الأبيض بـ«علم حذفت منه النجوم من الوسط وأضيف عوضاً عنها باللون الأحمر عبارة «لا إله إلا اللـه محمد رسول الله».
واعتبر المراقبون أن «العلم الجديد» يأتي لتأكيد الطابع الأصولي للتنظيم الإرهابي تحت ستارة «لا إله إلا الله» التي يتخفى خلفها أيضاً تنظيم القاعدة الإرهابي، مذكرين بأنه سبق لمليشيات إسلامية أن أنزلت ما يسمى «علم الثورة» (الانتداب) في إدلب، ما تسبب بمواجهات في تلك المناطق.
وعينت «النصرة» في «الإنقاذ» الجديدة «إبراهيم شاشو وزيراً للعدل ومؤيد الحسن نائباً لرئيس الحكومة لشؤون الخدمات ووزيراً للإدارة المحلية، ومحمد طه الأحمد نائباً ورئيساً للشؤون الاقتصادية ووزيراً للاقتصاد والموارد، كما عينت أحمد محمد لطوف وزيراً للداخلية، وأحمد الجرف وزيراً للصحة، وعبد الحفيظ جواد وزيراً للتربية، ومجد نصر الحسني رئيساً لمجلس التعليم العالي، وعبد الرحمن شموس وزيراً للتنمية والشؤون الإنسانية، ومؤيد سحاري وزيراً للأوقاف» وفق المواقع.
ولفتت المواقع إلى تزامن التغييرات في «الإنقاذ» مع وصول الوضع في منطقة محافظة إدلب التي تسيطر «النصرة» على أجزاء واسعة منها إلى مراحل حساسة خصوصاً بعد الإعلان عن «اتفاق إدلب» في منتصف أيلول الماضي.