هدوء وترقب حذر في منبج والجيش يواصل انتشاره … «قسد»: لا مفرّ من التوصل إلى حل مع دمشق

هدوء وترقب حذر في منبج والجيش يواصل انتشاره … «قسد»: لا مفرّ من التوصل إلى حل مع دمشق

أخبار سورية

الأحد، ٦ يناير ٢٠١٩

في وقت تشهد منطقة منبج هدوءاً حذراً، أقرت «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، أنه «لا مفرّ من التوصل إلى حل» مع دمشق إزاء ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية، لأن مناطقها هي جزء من سورية، وتحدثت عن إمكانية انضواء مقاتليها في صفوف الجيش العربي السوري.
وذكرت مصادر إعلامية معارضة، أن الأوضاع في منطقة منبج بريف حلب الشمالي، لا تزال بين هدوء حذر وترقب لاستقرار كامل، ومنغصات يومية تجري عبر استهدافات للمنطقة، إذ قامت ميليشيات مسلحة مدعومة من قبل تركيا، باستهداف مناطق في قرية عرب حسن غربي مدينة منبج الخاضعة لسيطرة ما يسمى «مجلس منبج العسكري» التابع لـ«قسد» بعدة قذائف، ما أسفر عن أضرار مادية.
وفي وقت سابق أفادت المصادر، باستمرار الترقب في منطقة منبج، لاستقرار الأوضاع بشكل نهائي فيها، بعد عمليات الانسحاب المتزامنة لـ«قوى الصراع» فيها، حيث أكدت المصادر أن القوات الأميركية لا تزال تواصل تسيير دورياتها العسكرية في المنطقة، فيما تواصل قوات الجيش العربي السوري انتشارها على خطوط التماس في غرب منبج.
في الأثناء، قال القيادي الكردي البارز في «قسد» ريدور خليل في مقابلة مع وكالة «فرانس برس»: «لا مفرّ من توصّل الإدارة الذاتية إلى حلّ مع الحكومة السورية لأن مناطقها هي جزء من سورية».
ووجه الأكراد قبل أسبوعين دعوة إلى الدولة السورية لنشر قواتها في مدينة منبج التي كانت تحت سيطرة «قسد» لحمايتهم من تهديدات النظام التركي الذي أعلن نيته تنفيذ عملية عسكرية ضد الأكراد تشمل منبج.
وعلى الأثر، انتشر المئات من عناصر الجيش العربي السوري في منطقة منبج على خطوط التماس الفاصلة بين مناطق وجود مسلحي «قسد» من جهة ومرتزقة تركيا من جهة ثانية، ثم أعلنت دمشق انسحاب المئات من المسلحين الأكراد من المنطقة. وأشار خليل إلى «مفاوضات مستمرة مع الحكومة للتوصل إلى صيغة نهائية لإدارة شؤون مدينة منبج»، مضيفاً: «في حال التوصل إلى حلّ واقعي يحفظ حقوق أهلها، فبإمكاننا تعميم تجربة منبج على باقي المناطق شرق الفرات»، في إشارة إلى مناطق سيطرة «قسد» في محافظة دير الزور في شرق البلاد.
ولفتت الوكالة إلى أن الأكراد يخوضون منذ الصيف مفاوضات مع دمشق التي تؤكد نيتها استعادة السيطرة على كل أراضيها بما فيها المناطق التي يوجد فيها الكرد.
وتحدث خليل عن «بوادر إيجابية» في هذه المفاوضات، موضحاً أن «دخول الجيش إلى الحدود الشمالية مع تركيا ليس مستبعداً لأننا ننتمي إلى الجغرافيا السورية، لكن الأمور ما زالت بحاجة إلى ترتيبات معينة تتعلق بكيفية الحكم في هذه المناطق».
وتابع: «لدينا نقاط خلاف مع الحكومة المركزية تحتاج إلى مفاوضات بدعم دولي لتسهيل التوصل إلى حلول مشتركة»، مرحّباً بإمكانية أن تلعب روسيا دور «الدولة الضامنة».
وقال: إن «الأكراد يرفضون انسحاب مقاتليهم من مناطقهم»، وأوضح «ربما تتغير مهام هذه القوات، لكننا لن ننسحب من أرضنا، ويجب أن يكون لها موقع دستوري، سواء أن تكون جزءاً من الجيش الوطني السوري أو إيجاد صيغة أخرى تتناسب مع موقعها وحجمها وتأثيرها».
ويصرّ الأكراد كذلك، وفق خليل، على ضرورة وضع «دستور جديد يضمن المحافظة على حقوق جميع المواطنين، وأن تكون للقوميات والإثنيات حقوق دستورية مضمونة وفي مقدمها حقوق الشعب الكردي».
لكنه أشار إلى «قواسم مشتركة» مع دمشق أبرزها «وحدة سورية وسيادتها على كافة حدودها»، إضافة إلى كون «الثروات (الطبيعية) ملك الشعب السوري»، والاتفاق «على مكافحة الفكر الإسلامي السياسي».
الوطن